جريدة
عمان 10
ربيع الأول 1443هـ - 17 أكتوبر 2021م
المرأة العمانية.. نجاحات بحثية و ابتكارية تصل للعالمية
حظيت المرأة العمانية
منذ انطلاقة النهضة المباركة بحظ وافر من الاهتمام والرعاية والتكريم إيمانا بدورها
الكبير في بناء المجتمع، وإسهاماتها في التنمية المستدامة؛ وأعطيت لها الفرصة
والدعم للمشاركة الفاعلة في مختلف الفعاليات والمؤتمرات العلمية الدولية لتتزود
بأفضل التوجهات العلمية في مجال البحوث بمختلف القطاعات والاختصاصات، لتكون عنصرا
أساسيا وفاعلا في الرقي بالسلطنة إلى مصاف الدول المتقدمة. وأصبحت الباحثة العمانية
محل إشادة مجتمعية وعالمية من مختلف المنظمات الدولية بإنجازاتها العلمية الرائدة
وبمشاريعها البحثية والابتكارية.
وفي مجال البحث والابتكار بذلت المرأة العمانية جهودا كبيرة في تبني التكنولوجيا
والابتكار وتعزيز تأثيرها على الصعيد العالمي وتعظيم إسهاماتها في التنمية
الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن دورها الريادي في إلهام الأجيال المقبلة من النساء
للمشاركة بفاعلية من أجل بناء عمان المستقبل.
باقة ابتكارية نسائية
وتواصلت «عمان» عبر الإيميل مع عدد من الباحثات والمبتكرات العمانيات، فقالت
الدكتورة زهرة بنت راشد الرواحية الرئيس التنفيذي لأكاديمية الذكاء الاصطناعي مدير
الابتكار سابقا في مجلس البحث العلمي:«بمناسبة يوم المرأة العمانية -يسرنا في
أكاديمية الذكاء الاصطناعي أن نعلن عن إطلاق الباقة الابتكارية النسائية لتدريب
النساء والفتيات في السلطنة في مجال البحوث العلمية والتكنولوجيا والابتكار لتشجيع
المرأة العمانية على الانخراط والاستثمار في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة
والابتكار وذلك بتمكينها من المعارف والمهارات لتأسيس مؤسسات ريادية في القطاعات
التقنية المختلفة مقابل رسوم رمزية. هدفنا الأساسي هو تمكين ومساندة المرأة
العمانية للانخراط في الاستثمار التقني من خلال دعم منظومة البحث والتطوير وتحويلها
إلى أنشطة استثمارية تساهم في التحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة وتكون وسيلة
من الوسائل التي تدعم توجه رؤية عمان ٢٠٤٠ بأن نكون في مصاف الدول المتقدمة.»
وأضافت «تبذل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من خلال مؤسسات التعليم
العالي – الجامعات- ومراكز البحث العلمي الوطنية المختلفة جهودا كبيرة في تأهيل
الباحثات وتطوير قدراتهن، بما يسهم في تحسين الإنتاج والنشر العلمي وتحسين المخرجات
البحثية والاستراتيجية ذات العلاقة محليا وخارجيا وفق المستهدفات الوطنية لرؤية
عمان ٢٠٤٠.»
دراسات دولية
وأكدت الرواحية أن هناك مجموعة من الدراسات الدولية الحديثة بينت أن دور المرأة مهم
في تعزيز الابتكار. كما أظهرت دراسات متعددة أن فرق العمل التي تحقق التوازن بين
الجنسين تحقق الابتكار وتزيد الإنتاجية، وأن تحقيق الإنجازات العلمية يرتبط ارتباطا
إيجابيا بزيادة عدد النساء في فرق العمل. فوجود المرأة في فرق العمل البحثية يدعم
الإبداع والتفكير الابتكاري. موضحة أن هناك دراسة أجريت على عدد كبير من الأفراد
وفي بلدان متعددة توصلت إلى أن فرق العمل المتوازنة بين الجنسين تتقبل التجربة أكثر
من غيرها وتدعم الإبداع وتبادل المعارف وبالتالي تحقق المهام المطلوبة، وأفادت
دراسة شملت أكثر من ألفي مؤسسة من مختلف أنحاء العالم على مدى 6 سنوات، أن المؤسسات
التي لديها امرأة واحدة أو أكثر في مجلس الإدارة حققت نتائج أفضل. ووجدت إحدى
الدراسات في هذا الصدد أن ارتفاع تمثيل المرأة في المناصب العليا يساهم في تحقيق
أداء أفضل للمنظمات التي تعتمد على الابتكار كجزء من استراتيجيتها.
تمكين اقتصادي
وقالت الدكتورة زهرة:« تقديرا لجهود المرأة العمانية العظيمة ودورها في بناء
المجتمع العماني نناشد بأهمية توجيه المزيد من فرص التمكين الاقتصادي التقني للمرأة
العمانية وذلك بتقديم المزيد من الدعم للأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية
الابتكارية للقيام بالأنشطة الاستثمارية، وتشجيع المرأة العمانية على الانخراط في
هذه الأنشطة لتكون السلطنة وجهة عالمية في مجالات البحوث والتكنولوجيا الخاصة
بالتقنيات المتقدمة لدعم التوجه نحو الاقتصاد المعرفي والاستثمار فيه، ويمكن تحقيق
ما نصبو إليه من خلال إيجاد وظائف جديدة للمرأة والعمل على تحويل التحديات التي
تواجهها إلى فرص عمل واعدة. فكما أشارت التقارير العالمية أن تأثير التحول الرقمي –
الأتمتة - سيؤدي إلى فرص نمو نماذج أعمال جديدة وخلق المزيد من الوظائف الرقمية،
حيث إن الطلب على المهارات الرقمية سيرتفع بنسبة 65% بحلول العام 2030، ما يحتم
علينا العمل على تطوير مهارات المرأة العمانية لمواكبة هذا المستقبل الرقمي.»
من جهتها قالت الدكتورة حبيبة بنت محمد المغيرية رئيس قسم الدراسات التجارية بجامعة
التقنية والعلوم التطبيقية – فرع إبراء « شجعت الحكومة على دعم المرأة العمانية،
فحظيت بالتكريم والعناية والاهتمام، فكان لذلك أثره البالغ في مسيرة البناء الوطني
و في الإسهام بقدراتها العلمية الرصينة وكفاءتها العملية في مختلف المجالات ومن
ضمنها البحث العلمي والابتكار؛ لتبرهن عن جدارتها، و بهذا التشجيع من الدولة، في
مجال البحث العلمي أثبتت المرأة حضورها ومشاركتها المؤثرة، وكانت إنجازاتها شاهدة
عليها في مختلف المحافل المحلية منها والدولية».
مؤهلات علمية
وأضافت:« من جهة أخرى تتراوح نسبة الحاصلات على مؤهل علمي من مختلف مؤسسات التعليم
العالي حسب آخر إحصائيات المركز الوطني للإحصاء في السلطنة تقريبا 63% من داخل
السلطنة وبنسبة 48% من خارج السلطنة، ونسبة الإناث الخريجات الحاصلات على مؤهل علمي
من مؤسسات التعليم العالي فاقت الذكور بنسبة 26%. ويشهد التاريخ أن المرأة العمانية
لها السبق دائمًا في مجال البحث العلمي، وخير مثال على ذلك هو أن أول امرأة حاصلة
على درجة الدكتوراه ليس على مستوى السلطنة فحسب وإنما على مستوى دول الخليج العربي،
هي فاطمة بنت سالم المعمري وذلك في عام 1955، حيث كانت تلميذة الأديب المصري طه
حسين، فدور المرأة في هذا المجال لم يبدأ من اليوم بل المرأة العمانية شعلة علمية
متقدة منذ القدم. وتشير آخر الإحصائيات بأن نسبة الإناث الحاصلات على شهادة
الدكتوراه من داخل السلطنة حوالي 22 مقارنة بـ17 من الذكور ومن خارج السلطنة 76 من
الإناث مقارنة بـ 149 من الذكور».
رائدات أعمال
وأوضحت الدكتورة حبيبة أن المرأة العمانية بدأت في التدرب وأخذ الدورات المؤهلة
لرائدات الأعمال المتميزات، وأعانها على ذلك دعم الحكومة العمانية للمرأة بإنشاء
مثل هذه المشاريع التي حققت فيها المرأة العمانية إنجازات لا حصر لها، وشهدت قصص
نجاحات لرائدات الأعمال في عمان في مختلف المجالات، وهذا أدى بدوره لتحقيق القدرة
التنافسية والكفاءة العالية لبعض الأعمال المبتكرة التي تفيد المجتمع العماني ككل،
وجاء البرنامج الوطني «تمكين» وهو برنامج وطني خاص لتعزيز دور المرأة في الابتكار
وريادة الأعمال بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية للوقوف بجانبها
لتنمية المجتمع وتمكينها من إثبات ذاتها.
ففي الشهر القادم ستنافس المرأة العمانية في مسابقة مختبر «الجدران المتساقطة»،
التي تقوم على فكرة تقديم مشروع بحثي أو نموذج في الابتكار وريادة الأعمال، حيث
تأهلت طالبتان فازتا بالمركز الأول والثالث لتمثيل السلطنة في برلين.
ولدينا عدة إحصائيات تعبر عن الدور الفاعل للمرأة العمانية في مجال ريادة الأعمال
حيث تم تسجيل حوالي 3264 رائدة عمل حاملة لبطاقة رواد الأعمال بقاعدة بيانات ريادة،
وتشير أيضًا سلسلة الإحصاءات المجتمعية لعام 2020 بأن نسبة الإناث اللاتي يفضلن
مجال ريادة الأعمال عن الوظيفة حوالي 11%.
وهناك مؤشر يدل على وعي المرأة العمانية بالملكية الفكرية وهي تسعى للحصول على
براءة الاختراع لحماية مشاريعها وأفكارها الابتكارية.
منشورات بحثية
وأكدت المغيرية أن المرأة العمانية لها إنجازات في المنشورات البحثية بمجلات بحثية
عالمية ذات تصنيف عالٍ في سكوبس العالمية وغيرها، وحضور المؤتمرات العلمية داخل
وخارج السلطنة، وكان لها نصيب في الفوز بجوائز و مراكز متقدمة في البحوث العلمية،
فمنذ وقت قريب فاز فريق بحثي من السلطنة مكون من العنصر النسائي ترأسته مشرفة على
البحث وطالبات بمسابقة الشيخة فادية السعد الصباح العلمية بدولة الكويت، وهذا دليل
جليٌّ على دور المرأة العمانية ليس فقط في مجال البحث العلمي، وكذلك في الريادة
والابتكار حيث فازت ست طالبات من مؤسسات علمية مختلفة بمشاريع ابتكارية لتمثيل
السلطنة في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، إضافة لهذه الإنجازات المشرفة فهناك
من توجت بجائزة هارولد جونسون من الجمعية العالمية لنقل الدم بمملكة نيوزيلند،
وهناك من حصلت على المركز الأول في المؤتمر الخليجي الأمريكي لأفضل بحث علمي، وفازت
باحثتان عمانيتان بالمركز الأول لفئة الدكتوراه وفئة الماجستير على مستوى الشرق
الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على قدرة المرأة
العمانية على المساهمة بشكل كبير في النهوض بالبحث العلمي والابتكار والمنافسة
محليًّا ودوليًّا.
مراكز قيادية
وقالت يقين بنت رجب الكثيرية – الرئيسة التنفيذي لشركة إنوفكس للتصميم والاستشارة
الصناعية:«إن المرأة شريكة فاعلة في المجتمع ولها دور تكاملي في تحقيق مختلف
الإنجازات على صعيد البحث العلمي والابتكار في السلطنة حيث تبوأت المرأة مناصب
ومراكز قيادية في مختلف المجالات والقطاعات وبشتى المستويات وأشرفت على العديد من
المشاريع البحثية والعلمية والابتكارية. وانعكاسا لذلك فقد تمكنت المرأة من فتح
أفاق جديدة في مجالات البحث العلمي والابتكار والتكنولوجيا، حيث آنها ساهمت بفعالية
في بناء وطنها، كما أن ما تحقق لها من إنجازات في كافة المجالات، هيأ طرقًا لتعزيز
مسيرة التطوير العلمي وحركة التنمية، متمثلًا بارتقاء ذاتها ومجتمعها».
وأضافت «كوني الرئيسة التنفيذية وأحد مؤسسي شركة أنوفكس للتصميم والاستشارات
الصناعية، متخصصة في إيجاد حلول ابتكارية لتصميم المنتجات الصناعية والحلول
الهندسية لعمليات الإنتاج الصناعي لزيادة كفاءة التصنيع وتطوير المرافق الصناعية،
أثبتنا دورنا من خلال تطوير وإيجاد حلول صناعية وهندسية ابتكارية لمجموعة من
المصانع في السلطنة منها مصنع إنتاج الفحم ومصنع المنتجات السمكية، ومصنع الأعلاف،
ومصنع البلاستيك، وغيرها. كما ساهمنا في تقليل التحديات التي واجهها المجال الطبي
في COVID-19 من نقص، بتطوير منتج قناع الوجه من مادة السيليكون، وتصميم وطباعة
أجزاء لمكائن طبية. كما عملنا على تطوير مشاريع البنيان التصنيعي Pre-Fabricated
بطرق تصنيع حديثة وتصاميم مبتكرة».
إسهامات وإنجازات
وأكدت الكثيرية أنه في قطاع البحث العلمي والابتكار، استطاعت المرأة وبجدارتها أن
تمثل بلادها بالصورة المثالية والمشرفة في قطاعات البحث والتطوير، حيث إنها أبرزت
دورها في عدد من المحافل المحلية والعالمية، اعترافًا بإنجازاتها وجهودها في مجالات
العلوم، والصناعة، والتكنولوجيا، والابتكار. إضافة إلى ذلك، تمكنت المرأة العمانية
بإسهاماتها في المجالات العلمية مشاركة أبرز الفرق والمؤسسات والأكاديميات العالمية،
ودخولها في قاعات العلماء والمبتكرين المشاهير، حيث توجت إنجازاتها وأعمالها
وأدوارها بالعديد من الجوائز التقديرية، منها على سبيل المثال وليس الحصر، جائزة
اليونيسكو في مجال العلوم، وجائزة النوبل، وغيرها.
بذلك أصبحت المرأة أيقونة للنجاح ورائدة علميًا وعمليًا، وتمثل علامة فارقة وضعت
لها بصمة في التنمية العلمية والاقتصادية والاجتماعية. وكانت ولا تزال عنصرا فعالًا
في إعلاء صروح التقدم والبناء في الوطن.
مرسوم
سلطاني رقم (6) لسنة 2021 بإصدار النظام الأساسي للدولة
مرسوم
سلطاني رقم 94/2002 بالتصديق على اتفاقية إنشاء منظمة
المرأة العربية
مرسوم
سلطاني رقم 42 /2005 بالموافقة على انضمام سلطنة عمان إلى اتفاقية القضاء على جميع
أشكال التمييز ضد المرأة