الأثنين 22 شعبان 1434هـ 1 من يوليو 2013م العدد(10919)السنة الـ42
جريدة الوطن

التجديد التربوي في البرنامج الصيفي!

بالأمس القريب أزيح الستار على البرنامج الصيفي لوزارة التربية والتعليم في نسخته السادسة وفي حقيقة الأمر يعد البرنامج الصيفي من وجهة نظري متنفسا ثقافيا يحمل في بوتقته فكرا موجها إلى أبنائنا الطلبة في هذا البلد، وهو بحق موجه ومرشد لكثير من الأفكار والمعارف التي تعنى بالطالب في جميع شؤون المعرفة حين تطورت فكرة البرنامج الصيفي وبات له حضور واضح في كافة المحافظات التعليمية وشهد نموا واسعا من حيث ازدياد عدد الطلبة لينعكس مباشرة في زيادة عدد المراكز في حين يقتصر مسبقا على عدد من المحافظات بات اليوم في كل ولاية عدد من المراكز للذكور والإناث وهو دليل على إقبال المشاركة في البرنامج الصيفي لأسباب تطور برامجه كما ونوعا، وما الرغبة الجامحة في كثير من الولايات في طلب فتح مراكز إضافية لها إلا رغبة صادقة من الأباء على ضرورة مشاركة أبنائهم في البرنامج الصيفي الذي وجدوا فيه فائدة تنعكس على ابنائهم الطلبة في توسع مداركهم وصقل مهاراتهم وقضاء وقت فراغهم بما يفيد ويجدي نفعا.
حين نروم اليوم في طرح نص يتعلق بالبرنامج الصيفي ليس انتقادا ولا انتقاصا من كفاءة القائمين عليه بقدر ما يهمنا المشاركة في التطوير حين نطالب اللجنة الرئيسية للبرنامج الصيفي بتعديل اوضاع القاعدة الاساسية لترجمة مناشط البرنامج الصيفي خصوصا وان الطالب طوال العام الدراسي بين سور المدرسة يتنقل بين فصولها ومكتبتها ومختبراتها طوال أيام دراسته ليعود في فترة نقاهته وراحته إلى المدرسة ثانية مهما كانت الفترة الزمنية لإقامة البرنامج الصيفي وهو ما نود قوله بأن مناشط البرنامج الصيفي يجب ان تطور فكرة مواقع إقامتها لأنه امر ضروري ومهم لنفسية الطالب حين نحدث التجديد بغرض تحقيق الأهداف المنشودة حين نقول بأنّ من أهداف البرنامج الصيفي تعزيز طاقات الطلبة وترسيخ قيم الولاء والانتماء وتأكيد دور المدرسة.. ذاك من جهة اما الجهة الأخرى التي نطرحها في هذا المقام تتعلق بما تقدمة وزارة الشؤون الرياضية من برنامج صيفي آخر يقترب من أهداف البرنامج الصيفي للتربية فلماذا لا توحد الجهود في إطار متميز وعالمي ولماذا لا تدمج الأموال لتحقيق أهداف وطنية يترجمها مشروع صيفي وطني متميز يعود بالخير الوفير لأنبائنا الطلبة الذين هم مقصدنا في مثل هذه البرامج بحيث تدمج البرامج الصيفية بجميع مستوياتها لتشكل مشروع وطني متكامل بثوب جديد يصبح عائدا للوطن والطالب والمجتمع برمته، لا نريد القول بأن البرنامج الصيفي اليوم بات برنامجا مستهلكا في معانيه وما يحمل من مضمون وأهداف، حين تتكرر اهداف البرنامج الصيفي في كل عام نتيجة الوعود بتقديم دعم مالي اكبر، فلم تترجم في نطاق أوسع بل باتت في دائرة ضيقة مغلقة، ورغم ذلك لن أنكر ولن ينكر أحد بأنّ أهداف البرنامج الصيفي خلال نسخه الماضية قد تحققت فعليا وأصبح للبرنامج الصيفي شأو عظيم حين أكتشف المواهب، وصقل القدرات، وفجر الطاقات، وأطلق الإبداع والفكر في جميع المجالات الفكرية والأدبية والعلمية، بيد أننا هنا بصدد التطوير الذي يحتمه علينا ما فات من برنامج صيفي خلال نسخه السابقة نعم كيف سيكون غد البرنامج الصيفي..؟ مع التطورات التكنولوجية العالمية ومع ازدحام العالم بالعلوم ومع التوافق الرحب والخصب في جميع المجالات. كيف سيكون حال البرنامج الصيفي خلال الاعوام القادمة..؟ هل سيقتصر البرنامج الصيفي على عديد المناشط وأن يصبح فضاء يقضي فيه الطالب وقته للفائدة العلمية فحسب. أم انه سيصبح عامل جذب للطلبة من خلال انتقاء الطلبة المجيدين وتكريمهم بالمشاركة خلال البرنامج الصيفي القادم في برامج صيفية عالمية يشارك فيها الطالب العماني أقرانه في اوروبا واميركا وسائر الدول.
كذلك هل ستوحد الجهود المبذولة بحثا عن الجودة وتحفيز ابنائنا الطلبة بشكل اكثر فاعليه فهل ستساهم القطاعات الخاصة ورجال الاعمال في تنمية النشء وزرع القيم وغرسها في نفوس ابنائنا من خلال تكريس الجهد المالي ودعم البرنامج الصيفي وتكليل جهوده بما يتواءم اليوم مع مقتضيات عصرية توجب المساهمة المادية من باب شراكة التربية مع القطاعات بجميع مستوياتها ومجالاتها أم نكتفي بما يقدم للبرنامج الصيفي من دعم لا يسمح بالتطوير في فضاء أكثر براحة وعطاء وإسهاما وتطويرا لأدمغة أبنائنا الطلبة. من هنا نناشد جميع القطاعات ورجال الاعمال والمفكرون والمبدعون في المساهمة الجادة لتعزيز مكانة البرنامج الصيفي الذي تتبناه وزارة التربية والتعليم لأجل ابنائنا الطلبة في ربوع الوطن واستثمار قدرات الطلبة وتعزيز ميولهم واتجاهاتهم ومشاركاتهم في الجهود العالمية بشكل اكثر فاعلية واكبر جهدا ذاك ما سيحقق من اهداف البرنامج الصيفية التي يجب ان تأخذ منحى أخر يليق بالقرن القادم. فلنع ولننتبه أن الاستثمار في المعرفه هو اسثمار للوطن.
خلفان بن محمد المبسلي
Khalfan05@yahoo.com