الاحد 5 رمضان 1434هـ 14
من يوليو 2013م العدد(10932)السنة الـ42
جريدة الوطن
الخدمات الصحيه بين التخطيط السليم والتنفيذ الأمين
في مقال بسيط كتبته في
هذه الجريده الغراء بمناسبة تدشين وزارة الصحة العام المنصرم للخطة الاستراتيجية
"2050" ذكرت فيه أن سر نجاح الأمم والمؤسسات والأفراد يكمن بعد توفيق الله جل وعلى
في التخطيط السليم والتنفيذ الأمين. هذان العاملان متلازمان لا يفترق احدهما عن
الآخر وان حصل فلا أهداف تتحقق. وددت في مقالي هذا معاودة طرح هذا الموضوع لما له
من أهمية قصوى في تحقيق ما نصبوا اليه جميعا من رقي في الخدمات التي نحصل عليها
والتي من ضمنها الخدمات الصحيه. وكما هو ديدن المسلم لا يكتفي بتقديم الخدمة فقط
وإنما يسعى دائماً للتميز فيما يقدمه للاخرين مثل ما يتمنى ان يحصل عليه منهم. فلوا
آخذنا الشق الثاني من النجاح وهو التنفيذ الأمين فهناك الكثير من الآيات القرأنيه
الكريمة والأحاديث النبوية الشريفه ومواقف رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم
وكذلك مواقف صحابته والتابعين وأهل العلم والتي لو اتبعناها لأصبحنا في مستوى
التميز في كل شي سواءً كأفراد أو جماعات أو مؤسسات أو دول. في هذا المقام يقول الله
جل وعلا في كتابه العزيز (وأحسِنوا ِإنَّ الله يُحب المحسِنين) البقرة: 195. وفي
أية أخرى يقول جل وعللا (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ
مُحْسِنُونَ) النحل: 138. وفي آيه ثالثه يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز
(وَابتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ
الدُّنيَا وَأَحسِنْ كَمَا أَحسَنَ اللهُ إِلَيكَ وَلَا تَبغِ الفَسَادَ في الأَرضِ
إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفسِدِينَ) القصص: 77. ويقول رسولنا الكريم موجهاً
أُمته (إنَ اللَه يُحِبُ إذَآ عَمِلَ أَحَدُكُم عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَه) أخرجه
البيهقي. وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والتسليم (إِنَّ الله كَتَبَ الْإِحْسَانَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ, وَإِذَا
ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ, وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ, فَلْيُرِحْ
ذَبِيحَتَهُ) رواه مسلم. وفي حديث ثالث قال عليه الصلاة والسلام (إِنَّ اللَّهَ لَا
يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ
وَأَعْمَالِكُمْ) رواه مسلم. وكما هو معلوم فان مراتب الدين ثلاث فهي الإسلام
والإيمان والإحسان. أما الإسلام فهو يمثل الجوارح الظاهره كالصلاه والصيام وأما
الإيمان فهو يمثل أعمال القلوب الباطنه وأولها شهادة أت لا إله إلا الله وأن محمداً
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأما الإحسان فهو يمثل أعلى تلك المراتب. فهو إتقان
الأعمال، دينيه كانت أو دنيويه، وحُسن أدائها على أكمل وجه بما يرضي الله جل وعلى
في المقام الاول ومن ثم ما يرضي المستفيد من تلك الاعمال. كلمة الإحسان في اللغة
تعني الإتقان وإجادة الصنع. ولو أخذنا المجال الصحي لوجدنا ولله الحمد المؤسسات
الصحيه الحديثه ذات المواصفات الجيده منتشره في ربوع السلطنه والتي تدار بسواعد
أبنائها وبناتها ولوجدنا منها ما يتميز بتقديم أفضل الخدمات الصحيه على مستوى
منطقتنا. ولوجدنا كذلك الكثير من الخطط التنمويه لهذا المجال بما يلبي إحتياجات
المقيم على هذه الارض الطيبه ولوجدنا كذلك تلك الضوابط والأُسس والمواصفات الفنيه
التي ترسم للكادر الطبي الطريق السليم لتقديم أفضل الخدمات الصحيه. يبقى هنا الدور
الأساس بعد هذا كله للكادر العامل بتلك الموسسات من الالتزام بتلك الضوابط والأُسس
حتى نضمن تقديم خدمات صحيه ذات جوده متميزه تلبي احتياجات المريض والمجتمع ككل. هذا
طبعاً يقودنا إلى ما سبق ذكره من آيات قرآنية كريمه وأحاديث نبويه شريفه في مجال
إحسان الأنسان المسلم للأعمال الموكلة إليه. والدارس لقصص نجاح الكثير من المؤسسات
المتميزه المعروفه على مستوى العالم لوجد هذا ذلك العامل المخلص في عمله والمتفاني
في خدمة مجتمعه ووطنه وأُمته والذي لا يكتفي فقط بالقيام بذلك العمل الموكل إليه
ولكن الإبداع في ذلك العمل وتقديم ما هو جديد ومتميز. هذا ينطبق على جميع العاملين
بتلك المؤسسه وعلى مختلف مستوياتهم الوظيفيه. وفي هذا المجال استوقفتني قصة حصلت
عندما زار الرئيس الاميركي الاسبق جون كنيدي لوكالة الفضاء الأمريكيه (ناسا)، خلال
بداية برنامج الوكاله للصعود الى القمر، وقابل عامل النظافة عند مدخل الوكاله فسأله
الرئيس عن وظيفته في الوكاله فأجاب العامل إجابة أدهشت الجميع بمن فيهم الرئيس وقال
"سيدي الرئيس إنني أُساعد الولايات المتحده الأمريكيه للوصول الى سطح القمر". هذه
الإجابة تعكس عمق الثقافه المؤسسيه في قلب وفكر ووجدان ذلك العامل البسيط بوظيفته
والعظيم بنظرته وهمته والتي ان وُجدت في منطق العاملين في أي مؤسسه فلا شك أن تتميز
تلك المؤسسه بما تقدمه من خدمات. هذا كان ديدن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم
فقد كانوا يرتقون إلى السماء بهمتهم العالية مخلصين النية في كل شئ يقومون به، حتى
ما تقوم به جوارحهم بشكل غير إرادي كالتنفس، لله عز وجل. هنا أود أن أُشير إلى أن
نجاح التنفيذ الأمين يرتبط ارتباطاً وثيقاً جداً بالتخطيط السليم فيما يخص تنمية
قدرات وكفاءات الكادر العامل مع وجود نظام متابعه مستمر من أجل ضمان الوصول الى
التنفيذ الأمين لذلك التخطيط. أخيراً اود القول ان الله وعد وعداً حسناً في الدنيا
والأخره للمحسنين من عباده كما في قوله تعالى : (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا
الْإِحْسَانُ) الرحمن: 60. وفي آيه أخرى يقول جل وعلى مبشراً المحسنين جزيل الثواب
وعظيم العطاء في الدنيا والآخره من لدنه جل وعلى (وَسَنَزِيدُ المحسنين) البقرة: 58
د/احمد بن سالم المنظري
مرسوم سلطاني رقم 38/2002
بتحديد اختصاصات وزارة الصحة
القرار وفقًا لآخر تعديل -
قرار وزاري رقم 167/2008 بإصدار اللائحة التنظيمية للمعاهد التعليمية التابعة
لوزارة الصحة