جريدة عمان السبت 14 مايو
2022 م - ١ ٢ شوال ١٤٤٣ هـ
التنمر بين الأشقاء .. ديدن الأطفال والمراهقين ولابد من التدخل الإيجابي للوالدين
أصبح التنمر أحد أشكال
الإساءة والإيذاء المتعمّد بين شخص وآخر، أو مجموعةٍ من الأشخاص من قِبل أشخاص
يسئيون السلطة أو يُمارسون قوتهم على من يشعرون بأنّهم غير قادرين على مواجهتهم،
ويأخذ هذا التنمرأشكالا ما بين إساءة لفظية، أو جسدية، أو نفسية، أو عاطفية، مما
ينعكس سلباً على سلوك الفرد في عزلته أو عند رجوعه للمنزل، وقد أكدت مجموعة من
الأمهات أن أسلوب الضرب ليس الطريقة المثلى لردع ظاهرة التنمر بين الاشقاء، ولوقف
ذلك لابد من معالجة التنمر بعد معرفة السبب، ويقع على الآباء والأمهات مسؤولية
معاملة أبنائهم بطريقة مناسبة وعدم التميز والتفرقة بينهم، وبث روح المحبة والألفة
بين الأشقاء
ولمعرفة أسباب وأنواع وسلبيات التنمر في مجتمعاتنا استطلعت "عمان" مجموعة من
الأمهات والاختصاصيين للوقوف على هذه الظاهرة وكيفية التصرف مع الأبناء المتعرضين
للتنمر، ومعرفة أسباب التنمر وطرق علاجها وكيف يمكن معرفة اذا تعرض الإبن للتنمر
وما دور أولياء الأمور في ذلك؟
حيث تروي إحدى الامهات طريقة تعاملها مع التنمر بين أطفالها ، وتقول كثير ما تحدث
ملاسنات بين أطفالي بالكلام وليس العراك بالايدي ، واغلب ملاسناتهم لفظية بحيث لا
تتعدى الالفاظ السيئة، واستخدم معهم أسلوب المنع، اي بمنعهم من الاشياء التي
يحبونها وبالاخص الاجهزة الالكترونية او منعهم من الذهاب الى المطاعم والمولات
التجارية، واتخذ هذا الاسلوب معهم بدلا من الضرب لاني لا احبذ ابدا استخدام أسلوب
الضرب لانه قد يولد بينهم نوعا من الكراهية فيما بينهم او التحفز لطرف عن الطرف
الاخر. بالإضافة الى الجلوس معهم ومعرفة ما بداخلهم وإصلاحه واغرس فيهم الحرص على
محبة بعضهم بعض منذ الصغر
بينما تحكي أم لاربعة أطفال قصتها مع ابنائها، وتقول احرص دائما على قضاء بعض الوقت
مع ابنائي ـ، من عشر دقائق الى خمسة عشر دقيقة مثلا، ومع كل طفل منفردا، حتى
يتعلموا الابناء ان العراك وضرب بعضهم البعض ليس مقبولا مع جعل كل طفل يجلس في غرفة
بمفرده حتى يهدوا بعض الشيء وبعد ذلك اتحدث مع كل طفل على انفراد لمحاولة معرفة
اسباب الخلاف بينهم، ثم اجمعهم جميعا حتى يتصالحوا ، وان لا يحمل كلا منهما حقدا في
قلبه على الاخر، واتخذ هذا الاسلوب دائما وهو إبعادهم عن بعضهم البعض مع محاولة
تجنب المواقف التي قد تكون سببا في جعلهم يتشاجرون
شرارة التنمر
ومن أسباب التنمر بين الأشقاء تقول الدكتورة منال بنت خصيب الفزارية، استاذ مشارك،
بقسم علم النفس في كلية التربية ، أن الغيرة بسبب تفضيل الأم أو الأب او احدهما
لأحد الأشقاء عن البقية، والحساسية بين الأشقاء بسبب تفوق أحدهما عن الأخر أو تميزه
عنه بشكل من الأشكال، و التقارب بين الأعمار وخصوصا بين صغار السن بحيث لا يمنح كل
طفل ما يحتاجه من الاهتمام أو الانتباه والرعاية هي أسباب تؤدي الى تنمرالشقيق على
الأصغر منه، وايضا الفرق الكبير في العمر بحيث يكون أول شقيق في مرحلة المراهقة
مثلا والآخر لا يزال في مرحلة الطفولة، بحيث يلجأ المراهق الى تفريغ ما لديه من
طاقة (تنمر) باتجاه الشقيق الأصغر بسبب جهله بالطريقة المناسبة للتعامل، والتقليد
الأعمى لما يشاهده الأشقاء في البرامج التلفزيونية أو القنوات الفضائية أو في وسائل
التواصل الاجتماعي من برامج عنف وغيرها، والرغبة في حب الظهور ولفت الانتباه من
خلال التنمر على بقية الأشقاء، وايضا التفريغ الإنفعالي لما يشعر به أحد الأشقاء من
مشاعر بغضاء تجاه بقية الأشقاء، وفي بعض الأحيان يكون التنمر بين الأشقاء بسبب تعرض
أحد الأشقاء للتنمر خارج المنزل، لذلك يقوم بالتنمر ضد أشقاءه كردة فعل للتنمر الذي
تعرض اليه
تلاحم الأخوة
ومن أجل وقف التنمرالمؤذي بين الأشقاء ، ذكرت الدكتورة منال لابد من التعرف على
السبب الرئيسي للتنمر بين الأشقاء من أجل معالجته، ومعاملة الآباء والأمهات
لأبنائهم بطريقة مناسبة بحيث يتم عدم تمييز أحدهما على الآخر، وتنمية روح المحبة
والألفة بين الأشقاء، ومراقبة ومتابعة ما يشاهده الأشقاء من برامج تلفزيونية وغيرها،
ولابد من إعطاء فرصة للأشقاء للتعبير عن مشاعرهم بطرق تربوية مناسبة، وتشجيع
الأشقاء لبعضهم البعض، وفتح قنوات الحوار والمناقشة مع الأشقاء من أجل الوقوف على
احتياجاتهم، وتعليم الأشقاء أهمية القيم الأخلاقية من الإحترام والتقدير وغيرها،
وإشراك الأخوة في أنشطة أو مسؤوليات اجتماعية والتي من الممكن أن تقربهم من بعض
والتي قد تخلق التعاون والمشاركة والاهتمام فيما بينهم، ولرفع ونشر الوعي بين أفراد
الأسرة وخاصة الأبناء عن التنمر وآثاره السلبية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة،
وضرورة الإهتمام بتوجيه الطلبة في المدرسة وإرشادهم لأهمية التواصل الإيجابي بين
بعضهم
نتائج التنمر
وتطرقت الدكتورة منال إلى الاثار المترتبة على التنمر بين الأشقاء ، ومنها فقدان
الشعور بالراحة والطمأنينة في الأسرة، وبث مشاعر الكراهية والتباغض بين الأشقاء،
وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدى الشقيق الذي تعرض للتنمر من قبل شقيقه (الضحية)
و شعوره بنقص الثقة بالنفس، وايضا من الآثارهي مشاهدة أشقاء آخرون لموقف التنمر
الذي ينعكس عليهم بطريقة سلبية بحيث من الممكن أن يقلدوا هذا الموقف أو يوحي لهم
بشعور عدم الاحترام أو التقدير للشقيق الذي تعرض للتنمر (الضحية)
مرسوم سلطاني رقم (6) لسنة 2021 بإصدار النظام الأساسي
للدولة
"التنمر الإلكتروني"
يستدعي التوعية وتكاتف الجهود لمواجهته