جريدة
عمان 22
المحرم 1444هـ - 20 أغسطس 2022م
مستهلكون : بعض الإعلانات التجارية خليط من الفبركة والتضليل
هل صادفك إعلان تجاري
مبهر خاص بسلعة أو خدمة ثم لم تلبث أن تكتشف أن في الأمر خدعة ، هذا مايحدث عادة
حين يكون التضليل وسيلة للايقاع بالمستهلكين ، وحين تغيب المصداقية في تقديم الصورة
الحقيقية للمستهلك ويصبح الهدف فقط تحقيق الأرباح والمكاسب على حساب الثقة والمضمون
. وفي الآونة الاخيرة انتشرت العديد من أساليب الترويج الحديثة ، التي يسرت طرق
الوصول للمنتج والحصول عليه في وقت زمني قصير غير أن هذه السرعة والسهولة عادة ما
باتت ممزوجة بغطاء غير واضح تنكشف حقيقته مع أول زيارة للموقع الذي روج له او
المنتج الذي رغبت في اقتنائه.
في هذه المساحة كان لنا لقاء بعدد من المستهلكين حيال ما يتم ترويجه من إعلانات
مضللة سواء كانت عبر المحلات التجارية او عبر قنوات التواصل الاجتماعي او حسابات
المشاهير.
حيث أشار المشاركون في هذا الاستطلاع الى ان الإعلانات أصبحت تعطي المنتج أكبر من
حجمه المتوقع ، داعين ان يكون هناك نوع من المصداقية في طرح الإعلانات المروج عنها
بدلاً من فبركة الإعلانات واظهارها بصورتها المزيفة .
مسؤولية مشتركة
يقول ناصر بن جميل الصولي أصبح عالم التواصل الاجتماعي مزدحما بكثرة المعلنين، لذا
يلجأ عدد من الشركات وأصحاب المشاريع والمنتجات الى أصحاب الشهرة لجذب أكبر عدد من
المستفيدين والمستخدمين عبر هؤلاء، وهنا تتوزع المسؤولية على ثلاث جهات أولها وأهما
المعلن ( صاحب الشهرة ) اذ لابد أن تكون لديه مصداقية كاملة في هذا الجانب وبعدها
صاحب المنتج أو المشروع لابد ان يقدم للمستهلك والمستخدم خدمة بنفس المواصفات
المعلن عنها ، ثم يأتي الدور الأهم الواقع على الأشخاص الذين يستجيبون لهذه
الإعلانات بحيث يسارعون إلى شراء وتجربة ما أعلن عنه دون ان يأخذوا بعين الاعتبار
طبيعة المصداقية في جودة هذه المنتجات خصوصا مايتعلق بالاستخدام الشخصي مثل الملابس
والمستحضرات وغيرها التي يكون لها تأثير مباشر على الشخص المستهلك.
«ونصيحتي للجميع بعدم تصديق كل ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي لأن هنالك أشياء
يتم الاعلان عنها وهي في الحقيقة منتجات مضللة من حيث الجودة او طبيعة الأسعار ، اذ
يتم التضليل فيها بطريقة ذكية واحترافية تجعل المستهلك ينجذب اليها « .
ويضيف الصولي قائلا : في إحدى المرات تم الاعلان عن تنزيلات بمحل مشهور للملابس
فسارعت بالذهاب للمحل وكانت المفاجأة باكتشاف ان التنزيلات تشمل اقل من 5 % من
اجمالي المعروضات في المحل .
أقل من المتوقع
وأفاد سيف بن مبارك اللمكي: للأسف هناك من يلجأ الى الإعلان المضلل، وهذا ما صادفني
كثيرا، ومن المواقف التي حصلت معي من خلال تصفحي لأحد التطبيقات الإلكترونية لطلب
وجبة عشاء لأسرتي ، بعد مشاهدتي إعلانا في أحد برامج التواصل الأجتماعي عن مطعم
يقدم مأكولات عربية بأسعار مذهلة وحديث الكثير عن روعة هذا المطعم ، ودفعني الشعور
الى تجربته وعند وصول الطلب كانت الصدمة بأن مستوى المنتج اقل بكثير من مستوى
الترويج لذا فإني أطالب المحلات بالاهتمام بمسألة المصداقية ، لأن التعامل بهذه
الصورة يفقد المحل زبائنه وربما خسرهم للأبد حين يكون الترويج غير متوافق مع جودة
المنتج وهذه مشكلة نصادفها في الكثير من التجارب .
عروض رديئة !
تقول جهينة بنت حمد البلوشية من الدروس التي تعلمتها بأن لا اصدق كل ما يقدم عبر
وسائل وتطبيقات السوشيال ميديا من خلال الإعلانات المقدمة ،وهذا من واقع تجربتي
عندما تعاملت مع أحد مكاتب السياحة والسفر وحصلت على عرض مغر للسفر الى تركيا ، اذ
شمل العرض السكن في فنادق أربع نجوم وتذاكر الطيران والجولات السياحية، فقمت بالحجز
لأسرتي بغرض السياحة ثم تفاجأت لاحقا حال وصولنا الفندق ان الخدمة والمكان مختلفان
تماما عن ماتم الاتفاق عليه سواء من خلال مستوى النظافة او الخدمات السيئة المقترنة
بالنزول في هذا الفندق ، وعانيت كثيرا الى ان تمكنت من تغيير المكان وتكبدت خسارة
اضافية .
فخ التسوق الإلكتروني !
وتقول فاطمة بنت علي القطيطية : وفرت المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي
فرصة مثالية في الترويج عن المنتجات باعتبارها وسيلة لتوفير الجهد والوقت لكن شخصياً
لا أحبذ التسوق الإلكتروني كوني ممن يفضلون معاينة المنتج قبل الشراء.
اتون المواقع الالكترونية غير دقيقة في مسألة المقاسات و المنتج تراه بالصور وجودة
معينة ثم يأتي في الواقع بصورة مختلفة ، وضمن المفارقات التي حدثت معي تعرضي لخداع
في احدى طلبيات الملابس من أحد المواقع الإلكترونية حيث تفأجات بضعف جودة الملابس
بألوانها الباهتة وكنت ملزمة بالاستلام لأنه لا بديل عن ذلك، واتخذت من ذلك الموقف
عهدا ان لا اتسوق مطلقا من التطبيقات الالكترونية فالتسوق افضل ويحقق معاينة الغرض
قبل أخذه وشرائه.
الواقع مختلف !
تشاركها الرأي ام علي المعمري تقول : هناك فرق شاسع الواقع مخالف عما تراه في
الاعلان وقد تعرضت لعدة مواقف وكانت الصدمة، وبالذات اعلانات الأكل والملابس
والعبايات التي يتم الترويج لها عبر حسابات المشاهير «تابعت أحد المشاهير في اعلان
عبايات إحدى المصممات واندهشت كثيرا بالتصاميم وقمت بطلب العباية وكان سعرها في
حدود 45 ريالا، وعند استلامي للعباية تفأجات بتواضع جودة الخام ورداءة التطريز مع
ان الاعلانات كانت تتحدث عن شيء مختلف تماما ومن هذا الموقف اخذت درسا لاينسى في
عدم الانقياد وراء الاعلان فقط .
تفحص مطلوب
وتقول مريم بنت عبدالله الدغيشية تعرضت عدة مرات لمثل هذه المواقف وأبرز القصص
عندما ظهر لي إعلان في موقع الانستجرام لحساب مصممة وكانت الصور المعروضة للتصاميم
مبهرة فقمت بطلب فستان ولكن عند وصوله اتضح ان التطريز ليس دقيقا والمقاسات مختلفة
والقماش ليس كما هو مذكور في الاعلان ، والمؤكد ان ليس كل ما يعرض على وسائل
التواصل الاجتماعي يعد صحيحا ففي غالب الأحيان الصور المعروضة تمر عبر مراحل تعديل
لجذب المستهلكين ، امّا بالنسبة للمطاعم فهي تأتي بأشخاص مؤثرين للترويج لجذب
الأفراد رغم سوء الخدمة والأكل المقدم. ونصيحتي لتجنب الوقوع في مثل هذه المواقف هو
التأكد من المنتج قبل اقتنائه والتعرف على مصداقية المكان قبل الذهاب إليه وذلك
بسؤال المعارف عن المنتج ومعرفة ما إذا كان المنتج يستحق ام لا.
ويقول أسامة بن حمود الخزيري صادفني موقف مماثل من خلال ترويج احد المشاهير لطقم من
خمسة عطور وكانت طريقة عرضه للاعلان جذابة جدا وذكر ان العطور تتميز بالثبات ليوم
كامل والروائح مختلفة، وشدني الفضول في التجربة، وعند شرائي منها للأسف تبينت ان
العطور جودتها سيئة وتؤثر على حساسية الشم وغير ثابتة مطلقا. ومن ناحيتي تواصت مع
صاحب الشركة للعطور لإبداء رأيي لكنه لم يعر كلامي انتباها .
مصداقية
ويؤكد محمد بن عبدالله الدغيشي عن مصداقيته في ترويج منتجاته قائلا: لم أصادف موقفا
او انتقادا لمنتجاتي وذلك لأن الشعار الخاص بي يحمل مسمى الأمانة أولا لذلك أنا
أحرص دائماً على أن أكون أميناً وصادقاً مع رب العالمين في البداية ومن ثم مع
الجمهور، كما أنني أضع هدفا من الترويج عبر الإنترنت وهو جذب الزبون في البداية عن
طريق المشاهدة لكي يتواصل معي ويكون لديه حب التجربة للمنتج ومن ثم يجرب ويتأكد من
أن ما شاهده في الصورة أو الفيديو يستحق التجربة والشراء لأن كسب الزبائن يستدعي
الاستمرارية والثقة وليس مجرد كسب مؤقت لانطباعات المستهلكين ، ونصيحتي لأصحاب
المشاريع عندما يودون الإعلان لمنتجاتهم اختيار الأشخاص المناسبين والذين هم من
أصحاب المصداقية ممن لايفخمون الأمور ويعطون رأيهم بكل صراحة .