جريدة عمان - السبت 14 صفر 1444هـ -
10 سبتمبر 2022
سلطنة عمان وبريطانيا علاقات تاريخية راسخة.. وآفاق مستقبلية مفتوحة
«عمان»: تعتبر سلطنة
عمان أن علاقاتها مع المملكة المتحدة واحدة من أقوى وأعرق العلاقات السياسية
والاقتصادية والعسكرية مع دولة أجنبية منذ قرون.
ورغم مرور مئات السنوات على بدء تلك العلاقة إلا أنها ما زالت تتسم بالقوة والتماسك
والتطلع الدائم نحو تطويرها. وبدأت العلاقات بين البلدين الصديقين في وقت كان فيه
التنافس البحري في المحيط الهندي على أشده، ومع مرور الوقت تطورت تلك العلاقات حتى
وصلت اليوم إلى علاقات قوية ومتينة ومرسّمة باتفاقيات ومعاهدات واضحة في مختلف
المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
وما يكشف عن عمق هذه العلاقة أن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -
حفظه الله ورعاه- اختار المملكة المتحدة وجهته الأولى في أول زيارة رسمية له خارج
منطقة الخليج، حيث التقى جلالته بملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وأجرى معها
مباحثات تناولت تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها. وتقديرا لجلالة
السلطان المعظم واعتزازا بالعلاقات التاريخية بين البلدين قدمت الملكة الراحلة
لجلالة السلطان المعظم وسام الفارس الشرفي الرفيع.
وفي أعقاب هذه الزيارة أكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية «أن
العلاقات العمانية البريطانية تاريخية وتشهد تطورا مستمرا على المستويين الرسمي
والشعبي وبين مؤسسات القطاع الخاص. وقد أكدت الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة
السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- لبريطانيا على متانة هذه العلاقات ورسوخها
وتطلع الجانبين لمواصلة تنميتها في جميع المجالات، بما فيها الاقتصادية
والاستثمارية».
وأكدت ملكة بريطانيا الراحلة في غير مناسبة اعتزازها بالعلاقات التي تربط بلدها
بسلطنة عمان، وعمق تلك العلاقة على مر التاريخ. وبعثت ملكة بريطانيا الراحلة برسالة
تعزية إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- معزية
له في وفاة السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- أكدت فيها عمق حزنها على
رحيل السلطان قابوس منوهة بـ «تفانيه لسلطنة عُمان، وتطويرها ورعاية شعبه مصدر
إلهام للجميع». وقالت حينها الملكة الراحلة: «لقد أحزنني جدا سماع خبر وفاة صاحب
الجلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد» وأكدت أن «الجميع سوف يتذكره؛ لقيادته
الحكيمة والتزامه بالسلام والتفاهم بين الأمم وبين الأديان». ونقلت حينها وسائل
الإعلان بعض ما جاء في تلك الرسالة حيث قالت الملكة الراحلة: كان صديقًا يُعتز به
لعائلتي وللمملكة المتحدة، ونشعر بالامتنان لكل ما فعله لتعزيز أواصر الصداقة بين
بلدينا. وتظل زيارتي الرسمية إلى سلطنة عمان في عام 2010 ذكرى عزيزة على نفسي..
أقدم خالص التعازي للشعب العماني، وأتمنى أن يستمر التاريخ الطويل للصداقة المخلصة
بين بلدينا».
وكانت ملكة بريطانيا الراحلة قد قامت بزيارة لسلطنة عُمان في عام 2010 للمشاركة في
احتفالات سلطنة عمان بمناسبة مرور 40 عاما على تولي السلطان قابوس - طيب الله ثراه-
مقاليد الحكم في البلاد، وأجريت لها مراسم استقبال رسمي وشعبي. وكانت تلك الزيارة
الثانية للملكة الراحلة لسلطنة عمان، حيث كانت الزيارة الأولى لها في عام 1979
وقامت خلالها بزيارة عدة مدن عمانية واطلعت على التغيرات التنموية التي شهدتها
عُمان في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وكان قد مضى على
توليه مقاليد الحكم في عُمان 9 سنوات فقط ولكنها قد أحدثت تغيرات جذرية في البلاد.
وتحتفظ الوثائق التاريخية بين البلدين بتفاصيل عدة زيارات رسمية قام بها سلاطين
عُمان إلى المملكة المتحدة والتقوا بملوكها، حيث قام السلطان تيمور بن فيصل بزيارة
المملكة المتحدة في شهر سبتمبر من عام 1928. وفي مارس من عام 1938 وصل السلطان سعيد
بن تيمور إلى المملكة المتحدة في زيارة رسمية التقى خلالها بالملك جورج السادس عشر
في القصر الملكي وأجرى محادثات رسمية حول تعديل معاهدة الصداقة والتجارة بين
البلدين الموقعة في عام 1891م.
كما قام السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه- بعدة زيارات رسمية
وخاصة إلى المملكة المتحدة التقى فيها بملكة بريطانيا وبعدد من رؤساء الوزراء الذين
تعاقبوا في بريطانيا.
وكانت أول اتفاقية صداقة بين البلدين قد وقعت في نهاية القرن الثامن عشر. وبدأت
العلاقات في سياقها الرسمي عندما كانت الإمبراطورية العمانية في طور صعودها نحو
الذروة، وبدء المصالح البريطانية في منطقة المحيط الهندي.
ووقعت الاتفاقية في عهد السيد سلطان بن أحمد وكان ذلك في أكتوبر من عام 1798، حيث
كانت بريطانيا تنظر إلى الموقع الاستراتيجي لعُمان على خط الملاحة الدولي والطريق
إلى الهند وإلى صعودها بصفتها قوة كبرى في المحيد الهندي. وفي عام 1800 عينت
بريطانيا وكيلا سياسيا لها في مسقط يرعى المصالح البريطانية فيها.
وأكدت بنود تلك الاتفاقية على إرساء العلاقات القوية بين عُمان وبين شركة الهند
الشرقية التي كانت تمثل بريطانيا في الشرق. ولم تكن هذه الاتفاقية هي الأخيرة بين
البلدين، حيث وقعت اتفاقية ثانية في يناير من عام 1800 في عهد السيد سلطان بن أحمد،
كانت معززة لاتفاقية عام 1798. وفي عهد السلطان سعيد بن سلطان في عام 1822 وقع
السيد سعيد بن سلطان اتفاقية مع بريطانيا. وفي عام 1839 وقعت اتفاقية أخرى بين
البلدين ركزت على موضوع حرية التجارة والإقامة ونقل البضائع، وتنظيم الضرائب. وفي
أكتوبر من عام 1845 وقع السيد سعيد بن سلطان اتفاقية جديدة مع بريطانيا تتعلق
بالقضايا التجارية سواء في أراضي عمان الآسيوية أو الأفريقية.
وفي العصر الحديث تواصلت العلاقات بين البلدين وزادت أهميتها في الجوانب التجارية
والأمنية. ووقعت سلطنة عمان وبريطانيا عدة اتفاقيات للتعاون في المجالين العسكري
والأمني. وفي نوفمبر من عام 2018 أجرت سلطنة عمان والمملكة المتحدة أضخم تمرين
عسكري بين البلدين تمت فيه محاكاة إحدى المعارك الحربية والتدريب على أحدث الأسلحة
والخطط العسكرية الحديثة.
النظام الأساسي وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم (101/96) بإصدار النظام
الأساسي للدولة
مرسوم سلطاني رقم 32/ 2008 بإصدار قانون تنظيم وزارة الخارجية