جريدة
الوطن- الأحد ١٤ مايو ٢٠٢٣ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٤هـ
مختصون يؤكدون
ضرورة إيجاد منصات تحمي الطفل من التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي
مسقط ـ العُمانية: شهدت
المجتمعات الإنسانية توسُّعًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات
الأخيرة، خصوصًا استخدام الأطفال لها وتأثرهم بما يُعرض من مضامين، ويقع الدَّور
الأكبر في عملية التنشئة الاجتماعية على الأُسرة والمدرسة خصوصًا خلال السنوات
الأولى من حياة الطفل. وتأتي ظاهرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مظهرًا حديثًا
وبديلًا لوسائل التواصل التقليدية خصوصًا مع تطوُّر التكنولوجيا وتزايد وسائل
التواصل المعاصرة، وهذه الوسائل تترتب عليها آثار إيجابية وسلبية؛ الأمْرُ الذي
يحتِّم على المستخدم أن يكون واعيًا وقادرًا على التمييز بين ما هو مفيد وغير مفيد.
وقال عدنان بن مصطفى الفارسي مدير الأمانة الفنية للجنة الوطنية لشؤون الأُسرة: إنَّ
التطورات التكنولوجية متسارعة جدًّا حيث انتقل العالم كلُّه وأصبح بين أيدينا من
خلال جهاز صغير (الهاتف الذكي)، إضافة إلى الانتشار الواسع للتطبيقات مثل
الانستجرام والسناب شات وما يشابهها، والتي جميعها أصبحت تُمثِّل هاجسًا مخيفًا
للأُسر والمجتمعات. وذكر أنَّ وزارة التنمية الاجتماعية نفَّذت بالتعاون مع جمعية
الاجتماعيين العُمانية في (2020) دراسة حول أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
على تنشئة الطفل في المجتمع العُماني (التعليمية الاجتماعية النفسية الصحية)، والتي
طُبِّقت على عيِّنة من طلبة المدارس تتجاوز ألفَيْ طفل من الذكور والإناث من مراحل
الدراسة المتوسطة.
وتوصَّلت الدراسة إلى أنَّ نسبة امتلاك الأطفال للأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها
تبلغ 99%، منهم أكثر من 75% يمتلكون أجهزة هاتف نقال، وأكثر من 45% من الأطفال
يملكون أجهزة حاسب آلي، وأكثر من 35% يمتلكون أجهزة لوحية، و5% يمتلكون أجهزة أخرى.
وأفاد بأنَّ الدراسة بيَّنت أنَّ أكثر من 35% يمتلكون ألعاب فيديو وتختلف من حيث
طريقة اللعب والعرض، إذ إنَّ أغلبها مرتبط بالعنف والقتل والكراهية والعديد من
الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا. كما أنَّ هذه الألعاب تعرض صورًا غير مناسبة وخادشة
للحياء، وقد تدعو الأطفال والأُسر ـ على حد سواء ـ إلى قبولها وعدم استنكارها على
المدى البعيد، ما يُسهم في إيصال رسائل مبطنة للأجيال وتغيير تفكيرهم.
وحول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصحيحة والسليمة
اجتماعيًّا وصحيًّا؛ قال مدير الأمانة الفنية للجنة الوطنية لشؤون الأُسرة: إنَّ
ذلك يظهر من خلال ما نلاحظه من سلوكيات لبعض أولياء الأمور من الآباء والأُمهات،
حيث يعمدون إلى إشغال أطفالهم بهذه الأجهزة لتجنب مضايقاتهم وإزعاجهم، وإلهائهم في
الوقت نفسه، كما أنَّ الحوار الأُسري أصبح متزعزعًا نوعًا ما بسبب اشتغال أولياء
الأمور بالأجهزة. وأكَّد أنَّ تأثير هذه الوسائل كبير وعميق، فوسط انتشار وتنوع
البرامج والتطبيقات أصبح البعض يستغلُّها لنشر حياته الخاصة، ما يعرضهم للانتقاد
أحيانًا، ويشاركون ذلك مع أطفالهم؛ الأمْرُ الذي قد يؤثر على نفسياتهم ويؤثر بشكل
سلبي على المدى البعيد ولو لم تكن آثاره واضحة في فترات قصيرة.
في هذا السياق أكَّدت غنيمة بنت سليمان الشكيلية مشرفة إرشاد اجتماعية بمديرية
التربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة، أنَّ للقِيَم الدينية تأثيرًا واضحًا على
تعديل سلوك الأبناء واستقامتهم، لا سيما في البيئة المدرسية.
من جانبها قالت نورة بنت حمد الصبحية أخصائية دراسات وبحوث أوَّل وسائل التواصل
الاجتماعي: إنَّ وسائل التواصل الاجتماعي تُعرف على أنَّها الكائن الخفي الذي يعيش
معنا من خلال التأثير على المشاعر، والسلوك، والممارسات وأنَّها العالم غير
المتناهي من العالم المتفاعل بتنوُّعه العقدي والثقافي والاجتماعي والنفسي والعمري.
وأشارت إلى أنَّ المركز الوطني للإحصاء في (2019) قام بدراسة حول السـن المناسـب
لبداية اسـتخدام الجهاز اللوحي لدى الأطفال لتكون في عمر 13 سنة، وعند 17 سنة
الاستخدام للهاتف النقال أو وسائل التواصل الاجتماعية. وأفادت بأنَّ الدراسة أظهرت
أنَّ نسبة 14% من الأطفال العُمانيين ممَّن تقلُّ أعمارهم عن 13 سـنة يسـتخدمون
وسـائل التواصـل الاجتماعي، وأنَّ أكثر الوسائل استخدامًا الواتساب والانستجرام.
مرسوم سلطاني رقم (6) لسنة 2021 بإصدار النظام الأساسي
للدولة
المرسوم
السلطاني وفقا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم 22 لسنة 2014 بإصدار قانون الطفل
رار وزارة التنمية الاجتماعية
رقم 125 لسنة 2019 بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون الطفل الصادر بالمرسوم السلطاني
رقم 22 لسنة 2014