جريدة
الرؤية الأحد 9
يوليو 2023 م - ٢١ ذي الحجة ١٤٤٤ هـ
التدوير
الوظيفي .. استثمار ذكي في الموارد البشرية يعزز المهارات ويمهد المسار أمام تمكين
الصف الثاني من القيادات
الطَّفرة التي يعيشها العالم
اليوم لمواكبة مستجدات العصر والتقدُّم متسارع الخطى في كافة المجالات الحياتية
والعلمية، فرض في المقابل اهتمامًا بالغًا في سبيل تبني أساليب عدة لتطوير المورد
البشري من أجل تحسين مستويات الأداء وتحقيق الإجادة في مجاراة هذا الواقع الجديد.
وعلى هذا الأساس، يُقدِّم "التدوير الوظيفي" نفسه اليوم كأحد أساليب التطوير
والتغيير التنظيمي الذي يُستخدم لتقييم أداء الموظفين وتوجيههم نحو الإبداع
والابتكار. وهو تمامًا من تتطلع إليه توجُّهات وأهداف عُمان في حُملها الكبير "رؤية
2040".
فالتدوير الوظيفي هو أسلوب ذكي للاستثمار في الموارد البشرية، وقد جاءت الجهود
الوطنية في بلادنا مستفيدة من مخرجات التعليم العالي من أجل ضمان الاستقرار في سوق
العمل، حيث استحدثت وزارة العمل مشروعَ التدوير الوظيفي وفق تنظيم مجدول وخطط
مدروسة لضمان نجاح تطبيقه.
وقالت خالصة بنت حبيب الفارسية مديرة مبادرة التدوير الوظيفي بوزارة العمل، في
تصريح خاص لـ "الرؤية": إن التدوير الوظيفي هو أداة تهدف لتحسين مستوى أداء
الموظفين في الوحدة وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم لاختيار بيئة عمل تناسبهم وتناسب
تطلعاتهم. مُبينةً أنَّ هناك العديد من الفوائد والنتائج الإيجابية لتطبيق مبادرة
التدوير الوظيفي؛ أهمها: تسهيل انتقال الموظفين بين الوحدات الحكومية، وتعزيز رأس
المال البشري بالمهارات والقدرات، وتجويد الخدمات الحكومية، وتعزيز التكاملية بين
الوحدات الحكومية، وتبادل الكفاءات والخبرات بين الوحدات الحكومية، كما يتيح
التدوير الوظيفي فرصة مناسبة لإظهار الموظفين مهاراتهم وقدراتهم في بيئات عمل أخرى.
وأشارت الفارسية إلى جُملة إحصائيات مُسجلة حول عدد المتقدمين في منصة "إجادة"
للتدوير الوظيفي، موضحةً أن هناك 1130 فرصة مطروحة في الإعلان الأول المنشور في
الفترة من 2022/12/4 إلى 2022/12/24، والذي وصل عدد طلابات التقديم إلى 3860، وعدد
المستفيدين لا يتعدى الـ100 موظف. أما في الإعلان الثاني للفترة من 2023/4/15 إلى
2023/5/6، فقد وصل عدد الفرص المطروحة إلى 3251 فرصة، وعدد طلبات التقديم 15563
طلبًا، ولا تزال الجهات تنهي إجراءات القبول بين الوحدات الحكومية، ولم يتم رصد عدد
المستفيدين حتى تاريخه
وأكدت الفارسية أن "التدوير الوظيفي" أداة لتنمية الموارد البشرية؛ باعتباره
إستراتيجية فعالة تضمن زيادة التنوع في المهارات والخلفيات والمعرفة بين العاملين
في الجهات، وهو ما يُعزز الإبداع والابتكار، ويساعد في إيجاد حلول جديدة وفعالة
للمشكلات المعقدة في بيئات العمل، كما أنه يعد أحد الطرق الناجحة لتعزيز الرضا
الوظيفي للعاملين وتحفيزهم من خلال توفير فرص للنمو المهني وتجربة مهام جديدة، مما
يقود في النهاية لرضا أعلى واستمرارية في العمل، مشيرة إلى أنَّ التدوير الوظيفي
إستراتيجية لتمكين الصف الثاني من القيادات؛ من خلال اكتساب مهارات وقدرات قيادية
تؤهلهم للجاهزية لاستلام مهام ووظائف مختلفة في المستقبل.
وأوضحت مديرة مبادرة التدوير الوظيفي بوزارة العمل أنه يُمكن للتدوير الوظيفي أن
يكون سلبياً رغم الإيجابيات التي يقدمها هذا المشروع الناجح، إذا تم استخدامه كأداة
تعسفية ضد الموظف؛ وذلك بناء على الاعتبارات الشخصية المنافية لسلوكيات وأخلاقيات
العمل الوظيفية. مشيرة إلى أنه وحتى لا يُتَّخذ التدوير وفقاً لهذه الاعتبارات،
عملت وزارة العمل على تطبيق التدوير الاختياري عبر منصة إجادة للتدوير الوظيفي،
ليكون بناء على اختيار الموظف لبيئة العمل التي تناسبة وتناسب تطلعاته.
إلى ذلك، فإنَّ وزارة العمل تعمل بالتعاون مع الوحدات الحكومية لاعتبار التدوير
الوظيفي إستراتيجية فعالة في زيادة التنوع في المهارات والخلفيات والمعرفة بين
العاملين في المنظمات، مما يعزز الإبداع والابتكار، ويساعد في إيجاد حلول جديدة
وفعالة للمشاكل المعقدة في بيئات العمل، مشيرة إلى أنه أحد الطرق لتعزيز الرضا
الوظيفي للعاملين وتحفيزهم من خلال توفير فرص للنمو المهني وتجربة مهام جديدة، مما
يؤدي إلى رضا أعلى واستمرارية في العمل.
مرسوم سلطاني رقم (6) لسنة 2021 بإصدار النظام الأساسي
للدولة
المرسوم وفقاً لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم 35 لسنة 2003
بإصدار قانون العمل
اللائحة وفقاً لآخر تعديل - قرار وزارة القوى العاملة رقم
286/2008 بإصدار اللائحة التنظيمية لتدابير السلامة والصحة المهنية في المنشآت
الخاضعة لقانون العمل