جريدة عمان - السبت 11
محرم 1445هـ
- 29 يوليو 2023
«
الصحة »: رفع الضرائب أكثر الطرق فاعلية لمكافحة التدخين
تدعو لدمج نصائح الإقلاع في خدمات الرعاية الأولية
وضع تشريع للحفاظ على بيئة خالية من الدخان
تطبيق سياسة حَظْر معظم أشكال الإعلان عن التبغ
كتبت - عهود الجيلانية
أكدت وزارة الصحة السعي إلى تعزيز وسائل مكافحة التدخين، نظرا للزيادة المطردة في
أعداد المدخنين ومتعاطي التبغ، الذي يعد من أخطر مهددات الصحة العامة، ويشكل عبئا
على النظام الصحي في سلطنة عمان.
وأشارت تقارير الوزارة في مكافحة الأمراض غير المعدية بأن زيادة الضرائب على
المنتجات الضارة الصحية من أكثر التدابير تأثيرا وجدوى والتي بوسع الحكومات اتخاذها
لكي تؤدي إلى الحد من استهلاكها وتحسين صحة السكان وتقليل التكاليف المرتبطة بها مع
زيادة الإيرادات الحكومية لصالح أولويات التنمية الوطنية، فقد أكدت خطط بعض الأنظمة
الدولية أن تدابير الأسعار والضرائب المفروضة على التبغ من المصادر المهمة للدخل
لتمويل التنمية، وسلطت خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية - فيما يتعلق
بالهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة - الضوء على دور الضرائب المفروضة على
السجائر والتبغ والسكر في تحسين صحة السكان مع خفض نفقات الرعاية الصحية وزيادة
الإيرادات الحكومية مما يؤدي إلى ضمان الحياة الصحية والعافية لجميع الأعمار.
تثقيف المراهقين
ومن نتائج وغايات الحد من تعاطي التبغ التي عملت عليها الوزارة دراسة جانب تعاطي
التبغ بين المراهقين والعمل على تثقيف الآباء والمراهقين، إذ يترتب على تعاطيهم
عواقب صحية مباشرة وطويلة الأمد، ومشكلات قصيرة المدى منها مشكلات الجهاز التنفسي
وانخفاض اللياقة البدنية وضعف وظائف الجهاز المناعي والإدمان على النيكوتين بينما
تشمل الآثار بعيدة المدى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب ومرض
الانسداد الرئوي المزمن والسكتة الدماغية وانخفاض الخصوبة.
كما يتم النظر في قضية التدخين غير المباشر بين المراهقين وخطورته في التسبب
بالإصابة بأمراض والتهابات رئوية لتضرر الشعب الهوائية من المواد الكيميائية
الموجودة في السجائر، ما يؤدي إلى السعال وضيق التنفس ويزيد من خطر الإصابة بأمراض
القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين ويمكن أن يسبب نوبة قلبية وسكتة دماغية.
وتشير التقارير إلى خطورة تعاطي التبغ لدى البالغين الذي يعد مصدر قلق كبير للصحة
العامة ويجب العمل على الحد من تعاطيه، ويمكن أن يؤدي استخدام التبغ إلى مشكلات
الجهاز التنفسي وأمراض القلب وانخفاض وظائف الجهاز المناعي، بالإضافة إلى أمراض
اللثة وانخفاض الخصوبة، لذا على مختصي الرعاية الصحية تقديم الدعم لأولئك الراغبين
في الإقلاع عن التدخين بما في ذلك الاستشارة والعلاج ببدائل النيكوتين.
وتعمل وزارة الصحة والجهات المعنية على تنفيذ العديد من الإجراءات والحملات
التوعوية للحد من مشكلة التبغ، كما توجد بيانات حديثة وشاملة عن نسبة انتشار تعاطي
التبغ بين البالغين الشباب مما يستدعي العمل على حماية الناس من التدخين.
لجنة وطنية
كما تعمل الوزارة مع الخطة العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها «5 -
5» بوضع بعض المدخلات أولها تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ التي تضم في
عضويتها ممثلين عن كل من وزارة الصحة وشرطة عمان السلطانية ومنظمة الصحة العالمية
ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والتربية والتعليم، والعمل، والثروة
الزراعية والسمكية وموارد المياه، والإعلام، وهيئة حماية المستهلك وبلديتي مسقط
وظفار.
ويعدّ موضوع الحد من أضرار آفة التدخين أحد أولويات وزارة الصحة واللجنة الوطنية
لمكافحة التبغ في برنامجهما الرامي لتحسين الحالة الصحية في سلطنة عمان؛ ففي كل عام
تثبت الإحصائيات أن التدخين مسؤول عن عدد كبير من الحالات المرضية المزمنة وحالات
الوفيات في العالم.
كما تعمل الحكومة على حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، حيث يعد حظر
الإعلان عن التبغ ورعايته هو أحد أكثر الطرق الاقتصادية للحد من تعاطيه وأفضل
الخيارات في المكافحة، ولا تسمح سلطنة عمان بالإعلان عن منتجات التبغ في القنوات
التلفزيونية والمحطات الإذاعية والصحف المحلية والدولية إلى جانب الإعلان على
اللوحات الإعلانية في منافذ البيع، كما تحظر الخصومات الترويجية على منتجات التبغ،
وحظر استخدام منتجات التبغ الذي يستهلك بالمضغ والشم والسجائر الإلكترونية.
وقد كشفت الأبحاث في كافة الدول -أيا كان مستوى دخلها- أن رفع أسعار السجائر فعّال
بشكل ملحوظ في خفض الطلب، إذ تحفز الأسعار المرتفعة المدخنين على الإقلاع عن
التدخين وتثني المدخنين الجدد عن البدء، علاوة على ذلك هي تقلل من احتمالية
الانتكاس من أولئك الذين تركوا بالفعل وتقلل من استهلاك أولئك الذي يستمرون في
استخدام منتجات التبغ ومع ذلك يمكن أن تكون هناك تحديات في تنفيذ وإنفاذ سياسات
ضرائب البيع على منتجات التبع لابد من مواجهتها.
وقد بدأت سلطنة عمان منذ سنوات تطبيق «ضريبة انتقائية» على كل من التبغ ومشتقاته
بنسبة 100% والتي تتضمن السجائر الكبيرة والسجائر المتوسطة الحجم وتبغ الشيشة
وغيرها من منتجات التبغ.
بيئة نظيفة
وتسعى الجهات المختصة إلى تطبيق تشريع للحفاظ على بيئة خالية من الدخان حيث تشير
الأبحاث إلى أن البيئات الداخلية التي تسمح بالتدخين بها مستويات تلوث أعلى مقارنة
بتلك الموجودة على الطرق المزدحمة والعواصف النارية، وتظهر خطورة الدخان وسمّيته في
أنه يحتوي على أكثر من 4000 مادة كيميائية وأكثر من 50 منها معروف بأنها تسبب
السرطان، والحل المنطقي الوحيد لحماية السكان من التأثير الضار للتعرض للتدخين
القسري هو إنشاء بيئات خالية من التدخين بنسبة 100% في الأماكن المغلقة.
ومن ضمن التدابير الاحترازية وضع ملصقات تحذيرية صحية على منتجات التبغ حيث إن معظم
متعاطي التبغ ليسوا على دراية كاملة بمخاطرها الصحية وهذه الملصقات ستصل للمدخنين
دون تكلفة من خلال تضمين عبوات التبغ التحذيرات الصحية. ووفقا للمبادئ التوجيهية
بموجب المادة 11 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ أنه
ينبغي عرض هذه التحذيرات بشكل بارز على كل من الجزء الأمامي والخلفي للعبوة وأن
تكون سهلة القراءة وتصف أمراضا معينة متعلقة بالتبغ، كما يمكن أن يكون التضمين لصور
المرض ليكون تأثيرها أكبر من استخدم الكلمات وحدها.
خدمات الإقلاع
وعلى الرغم من رغبة معظم متعاطي التبغ الإقلاع عن التدخين عند إبلاغهم بالمخاطر إلا
أن القليل منهم يتلقون المساعدة والدعم اللازمين للتغلب على إدمانهم، وتتحمل أنظمة
الرعاية الصحية المسؤولية الأساسية عن علاج الإدمان على التبغ ويجب أن توفر البرامج
التي تدمج نصائح الإقلاع عن التدخين في خدمات الرعاية الصحية الأولية ويجب أن يصبح
جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية دعاة لمكافحة التبغ، كما ينبغي توفير خطوط
الإقلاع والمساعدة الهاتفية المجانية التي يَسهل الوصول إليها والوصول إلى بدائل
النيكوتين منخفض التكلفة.
وعن حظر أنظمة إيصال النيكوتين الإلكتروني والسجائر الإلكترونية التي ترتبط بمجموعة
من المخاطر والمخاوف الصحية لاحتوائها على كميات متفاوتة من النيكوتين والانبعاثات
الضارة، وتسبب الإدمان بشكل كبير وتشكل خطرا كبيرا على الشباب، بالإضافة إلى ذلك
ترتبط بمشكلات في الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية فضلا عن النوبات وإصابات
الرئة، فبالنظر إلى هذه الأخطار هناك حركة متنامية لحظر أو تقنين استخدام هذه
المنتجات حيث يوجد تشريع مطبق لحظر تجارة واستيراد جميع أشكال وأنظمة توصيل
النيكوتين الإلكتروني.
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بشأن اتجاهات
معدل انتشار تعاطي التبغ خلال الأعوام (2000-2025)، تشير إلى أنه يتعاطى التبغ في
الوقت الحالي نحو 19% من البالغين في الإقليم، يمثلون نحو 92 مليون شخص منهم 82
مليون رجل و9.5 مليون امرأة.
وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «إن فرض
الضرائب على التبغ يؤدي دورًا حيويًّا في الحد من استهلاكه»، مضيفًا: إننا ملتزمون
تمامًا بدعم البلدان في تنفيذ السياسات المسنَدة بالبيِّنات واتخاذ الخطوات اللازمة
لحماية الصحة العامة في الإقليم.
مرسوم سلطاني رقم (6) لسنة 2021 بإصدار النظام الأساسي للدولة
مرسوم سلطاني رقم 20/2005 بالموافقة على انضمام السلطنة إلى اتفاقية منظمة الصحة
العالمية الإطارية لمكافحة التبغ
قرار وزاري رقم 272/ 2010 بشأن تنظيم التدخين في
الأماكن العامة المغلقة