جريدة الوطن
الاثنين 05 فبراير 2024 م - 24 رجب 1445 هـ
العلاقات
الاقتصادية العمانية الكويتية نمو ملحوظ وتعاون مشترك
مسقط ـ العُمانية: تشهد العلاقات
الاقتصادية والتجارية بين سلطنة عُمان ودولة الكويت نموًّا ملحوظًا وتعاونًا
مشتركًا في شتَّى المجالات؛ نتيجة للجهود التي تبذلها قيادتا البلدين الشقيقين
لتفعيل الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم الموقَّعة بينهما.
ويسعى القطاع الخاص في كلا البلدين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في
القطاعات الواعدة لتوسيع وتعميق مجالات التعاون والاستثمار المتبادل لتحقيق المصالح
المشتركة بينهما.
وأشارت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أنَّ حجم
التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ودولة الكويت في نُموٍّ متزايد خلال السنوات الخمس
الماضية، حيث بلغ في عام 2019م نحو 115.4 مليون ريال عُماني ليصل بنهاية شهر نوفمبر
2023م إلى 789.3 مليون ريال عُماني.
وأوضحت الإحصاءات أنَّ حجم استثمارات القطاع الخاص الكويتي في سلطنة عُمان بلغ
بنهاية الربع الثالث من عام 2023م نحو 922.3 مليون ريال عُماني.
وأكَّد عدد من رجال الأعمال العُمانيين ونظرائهم الكويتيين أنَّ مشروع مصفاة الدقم
المشروع الاستثماري المشترك مناصفة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت، يُعَدُّ أحد
مظاهر عُمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين الشَّعبين العُماني والكويتي الشقيقين
خصوصًا وأنَّه يُعَدُّ من أكبر مشروعات الطاقة في المنطقة، الأمر الذي يعكس تنوعًا
في التبادل الاستثماري بين البلدين ويفتح المجال أمام تعزيز الاستثمارات في قطاعات
مختلفة.
وأوضح سعادة فيصل بن عبد الله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أنَّ
مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية يمثِّل نقلة نوعية نحو المستقبل الواعد
الذي تستشرفه ولاية الدقم والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ حيث يستكمل هذا
المشروع الكبير نهج سلطنة عُمان في تعزيز القيمة المضافة من ثروات النفط والغاز من
خلال تحويل النفط الخام إلى منتجات وقود ومواد بتروكيماوية وبما يعزز الصادرات
العُمانية وميزان المدفوعات.
وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إنَّ بدء التشغيل الرسمي للمشروع
سينعكس إيجابًا على بقية المشروعات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بشكل عام
والمشروعات المرتبطة بقطاع الخدمات اللوجستية بشكل خاص؛ كما سيرفع من حجم العمل في
ميناء الدقم من خلال تصدير منتجات المصفاة بالإضافة إلى قطاعات أخرى متعلقة
بالخدمات.
وأكَّد سعادته أنَّ القطاع الخاص في كلا البلدين يتطلع إلى عقد المزيد من الشراكات
من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة وهو ما تتفق فيه رؤيتا عُمان والكويت، ويسعى
الجانبان إلى زيادة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة عبر
إقامة المعارض التجارية للمنتجات الوطنية، موضحًا أنَّ اللجنة الوطنية للترويج
للمنتج العُماني ستنظم خلال الفترة المقبلة معرضًا للمنتجات العُمانية وملتقى
استثماريًّا بدولة الكويت يهدف إلى زيادة التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
من جانبه أشاد الشيخ مبارك عبد الله المبارك الصباح نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة
العملية القابضة الكويتية، بالعلاقات الأخوية والتاريخية والاقتصادية التي تربط بين
سلطنة عُمان ودولة الكويت وحرصهما على تطوير مجالات التعاون والشراكة في ظل الرعاية
السَّامية لقيادتي البلدين الشقيقين لا سيما افتتاح المشروع الاستثماري المشترك
بينهما «مصفاة الدقم»، وذلك في إطار زيارة صاحب السُّمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد
الجابر الصباح أمير دولة الكويت إلى سلطنة عُمان.
وأوضح الشيخ مبارك الصباح في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أنَّ بيئة الأعمال في
سلطنة عُمان بيئة آمنة ومشجِّعة وجاذبة للاستثمار، وذلك تجلَّى من خلال استثمار
المجموعة العملية القابضة الكويتية في عدَّة مشروعات بسلطنة عُمان لا سيما في
القطاع السياحي والمتمثلة في مجموعة من الفنادق منها فندق «هوليداي إن مسقط» وفندق
«إيبيس مسقط» وفندق «ميركيور صحار» بالتعاون مع شركة «أكور العالمية» وشركة
«إنتركونتيننتال» العالمية، بالإضافة إلى العديد من المشروعات قيد الدراسة والتنفيذ
في مختلف المجالات.
وقال: إنَّ التعديلات التي أجرتها سلطنة عُمان على القوانين الخاصة بالاستثمار في
الفترة الماضية وتقديم التسهيلات والحوافز المشجِّعة، ستُسهم في جذب واستقطاب
وتنافس المستثمرين من الخارج، معربًا عن تطلعه إلى تقديم المزيد من التسهيلات
الجاذبة للمستثمرين.
وأكَّد نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة العملية القابضة أنَّ زيارة صاحب السمو
الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إلى سلطنة عُمان ستعزز
إقامةَ المشروعات المشتركة وبناء العلاقات بين رجال الأعمال في البلدين الشقيقين
وتفعيل اتفاقيات ومذكّرات التعاون الموقعة بينهما.
من جهته أكَّد الشيخ غانم بن ظاهر البطحري رئيس مجلس إدارة «مجموعة البطحري» أنَّ
العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة الكويت راسخة وتاريخية؛ فالروابط التي تجمع بينهما
عديدة ولعلَّ أبرزها الروابط التجارية.
وأشار إلى أنَّ مشروع مصفاة الدقم يُعَدُّ أحد أبرز الاستثمارات الاستراتيجية
الكويتية في سلطنة عُمان؛ ما سيُشكِّل انطلاقة لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي
بين البلدين الشقيقين، خصوصًا وأنَّ المشروع ستقام حوله مشروعات قادمة مرتقبة بقطاع
الشق السفلي كالصناعات البتروكيماوية والمشروعات الخدمية وسلاسل التوريد وغيرها.
وقال: إنَّ نجاح هذا التعاون الاستراتيجي يهيئ إمكانية الاستثمار المشترك في قطاعات
أخرى بين البلدين الشقيقين وتعزيز العلاقات التجارية بينهما. وأكَّدت لجينة بنت
محسن بن حيدر درويش صاحبة أعمال أنَّ العلاقات والروابط بين سلطنة عُمان ودولة
الكويت الشقيقة، متأصِّلة في عُمق التاريخ، وتُعَدُّ نموذجًا يحتذى به، وفق أُسس
وأُطر مشتركة وراسخة في شتَّى المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية
وغيرها من المجالات، ويسعى البلدان إلى الدفع بها إلى آفاق أرحب ومستقبل واعد،
يُلبِّي طموحات الشَّعبين الشقيقين.
وأضافت أنَّ العلاقات بين البلدين الشقيقين توِّجت بمزيدٍ من أواصر التعاون في
مختلف المجالات الثنائية، ومنها الاستثمارات الكويتية في سلطنة عُمان، أبرزها مشروع
مصفاة الدقم بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الذي سيُسهم من خلال موقعه
الاستراتيجي في تزويد الأسواق الإقليمية والعالمية بمنتجات نفطية مكررة وفائقة
الجودة.
وأشارت إلى أنَّ الاستثمارات الكويتية في سلطنة عُمان تركزت في الخدمات اللوجستية
والمقاولات والإنشاءات والفنادق والعقارات وصناعة الأدوية والأجهزة الطيبة
والصناعات الغذائية، في الوقت الذي تسعى فيه سلطنة عُمان إلى جذب المزيد من
استثمارات القطاع الخاص الكويتي في المشروعات الكبرى بشتَّى المجالات.
مرسوم سلطاني رقم (2/ 2017) بالتصديق علي النظام الأساسي للهيئة القضائية
الاقتصادية لمجلس
التعاون لدول الخليج العربية
سلطنة عمان وقبرص تبحثان العلاقات الثنائية والتعاون فـي المجالات
الاقتصادية