الأربعاء
27 شوال 1434هـ 4 من سبتمبر 2013م جريدة الوطن
نافذة على الثقافة المرورية
شوارع مسقط والفوضى غير الخلاقة
إن الفوضى غير الخلاقة
أمست تعج بها الحركة المرورية في شوارع مسقط ، وأصبحت تضر بجمال العاصمة (مسقط)
وتمس بمهابة النظام المروري ووقاره، الذي كان مضر المُثل في السلاسة والانضباط ،
والانسجام والاحترام التلقائي بين الناس، ولكن في ظل تغيب الرقابة المرورية في
الكثير من الأمور، ومن أهمها الرقابة على الهندسة المرورية، فقد راق لبلدية مسقط أن
تجرب الفوضى غير الخلاقة، وذلك لترى انعكاسها على الطرقات والمواقف، هذا إذا ما
غضضنا النظر عن ضيق المواقف وعدم كفايتها، فربما يكون للبلدية فيها حكمة، فالناس
عندما لا يجدون مواقف، فأنهم سيقفون على الأرصفة، فعندئذ يحق عليهم قلم الغرامات،
وكأن البلدية قد تحولت عملها إلى جباية الأموال، وليس تقديم الخدمات والتسهيل على
الناس، الأمر الذي حدا بالبعض إلى الترحم والتأسف على الذي جرى وفات.
لن أكثر عليكم شرحاً لأوضح لكم ين تكمن الفوضى غير الخلاقة، فالذي يسكن في الخوير
أو حتى يمر بها، فأنه سيرى ممارسات هذه الفوضى بأم عينه على الطرقات والسكك الضيقة
بين العمارات، ومداخل الخوير من كل جهة وصوب، وتستحكم القعدة عند الغروب، ففي
المسرب القريب من الادعاء العام، تتخيل نفسك انك على منفذ حدودي مما لدا الجيران،
حيث تمتد الزحمة إلى شارع السلطان قابوس، وكذلك عند محطة تعبئة الوقود مقابل وزارة
الصحة فترى سوق عكاظ، وأيضا عند تقاطع تلال الخوير، فتمثل هذه المداخل ذروة استحكام
العقدة، أما إذا كان صبرك أيوبي النشأة والمعدن، واستطعت الدخول إلى أحد المنافذ
المؤدية إلى الخوير، فما عليك إلا أن تتحلى بالصبر على بطء المسار، وفوضى السياقة
بلا نظام، والصبر على المرارة واللوعان، فإنك ستضيع الوقت ولكنك لا تضيّع الحال،
وكسب الامتحان على طولت البال.
إن الذي يزيد الطين بلة، ليس الزحمة وضيق الشوارع، وعدم تنظيم مداخلها ومخارجها،
وإنما أنانية الكثير من الناس الذين يتطيروا بالزحمة أيما تطير، فيخرجون عن
الاحترام والصبر، فبعض التصرفات تصل إلى قلة الأدب للأسف الشديد، فاترك عنك أفعالهم
بالانعطافات المفاجئة ودون إعطاء إشارة، أو غلق المسار أمام سيارة أخرى، فأنهم
يأتون بالأخطر حينما يتجاوزون رتلا من السيارات المتوقفة، وبسرعة جنونية خطيرة، ذلك
بهدف الوصول إلى نهاية الطابور قبل وصول السيارة صاحبة المسار المعاكس، فما على
الشخص الذي يعبر الطريق ماشياً بين السيارات، إلا تكرار التشهد حتى يصل الطرف الآخر
بسلام، فقد يقال لك إن هذا فعل يجرمه القانون، وهذا صحيح .. ولكن القانون لا يطبق
نفسه بنفسه، وبالطبع المشكلة ليست في الخوير وحدها، وإنما في معظم ولايات مسقط ..
ومدنها الرئيسية، حيث تعجَّمت الحلول عن التمثُّل على الأرض، وغاب الرقيب عن
المراقبة، أو حتى المطالبة بإصلاح الأخطاء، فما على المرء إلا الصبر والسلوان، إن
استطاع هضم الضيم والسكوت عليه، حتى يأتيه الله بالفرج من عنده.
* اعلم أخي السائق:
{إن القيادة .. فن .. وذوق .. وأخلاق} وما لم نتقيد بهذه القاعدة ستظل الخسائر في
الأرواح ترتفع، فأنظر نتيجة العام قبل الماضي فقد كان عدد الوفيات (1056) شخصا،
والإصابات (11437) شخصا، أما العام الماضي فقد بلغ عدد المتوفين (1139) شخصا،
والإصابات (11618) شخصاً، وبذلك تكون بلدنا من بين البلدان الأخطر في العالم،
مقارنة بعدد السكان، فلنعمل متضامنين على وقف هذا النزيف .. لأنه بأيدينا نحن
البشر، فالسيارة لا عقل لها.
حمد بن سالم العلوي
خبير في السلامة المرورية وتخطيط الحوادث.
مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمات التدريب والسلامة المرورية.
القانون وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم 28/93 بإصدار
قانون المرور
القرار وفقاً لآخر تعديل - قرار رقم 23/ 98 بإصدار اللائحة
التنفيذية لقانون المرور
مجلس الدولة ينظم حلقة نقاشية عن قانون المرور وحوادث السير
تحويلات طريق دارسيت - الوادي الكبير تخنق حركة المرور