الأربعاء 5 ذي القعدة
1434هـ 11 من سبتمبر 2013م العدد(10990)السنة الـ42
جريدة الوطن
نافذة على الثقافة
المرورية
صناعية غلا خارج نظام المرور
قد يظن البعض أن هذا
العنوان مبالغا فيه، ولكن الذي يرى بأم عينه ما يجري في هذه المنطقة، فلا شك أنه
سيرى عجبا فيها، فإن الذي يحدث في صناعية غلا فوضى بمعنى الكلمة، وليس في الضبط
المروري وحده، وإنما في كل شيء يحتاج إلى تنظيم وتنسيق، ونحن نعلم أن هذه الصناعية
هي الرئة التي تتنفس منها التنمية في محافظة مسقط على وجه الخصوص، بل هي ورشة العمل
التي تبني عُمان، ومع ذلك لا تجد فيها دوريات للمرور، ولا للشرطة بوجه عام، ولا طرق
منظمة، ولا إسعاف ولا دفاع مدني، ولا مراكز خدمات حكومية .. ولا حتى مساجد، فعلى
سبيل المثال: تجد معظم أولئك العمال ينقلون بالحافلات يوم الجمعة إلى جامع السلطان
قابوس الأكبر، حتى إن مرتادي هذا الجامع من الأحياء المجاورة له، قد تطيروا من تلك
الحالة والزحمة الخانقة، وكأن بالبعض يجمع صلواته الأسبوع كامل انتظارا لهذا اليوم.
ففي صناعية غلا ترى هناك أمما لها نظام قائم بحاله، فلا يمت بصلة إلى هذا البلد، لا
من حيث التعامل، ولا من حيث الخلق والاحترام، فإذا دخلت إلى هذه الغابة، فاحرص على
أن تخرج منها سليما معافى، فهناك من يسابقك أثناء الانعطاف وليس أثناء السير العادي
على الطريق، وإن أبطئت الحركة قليلا على ما يتيسر لك من طريق ضيق مسفلت، فلا تستغرب
إذا تحول المسار إلى المساحة المجاورة للطريق .. حتى وإن كانت ترابية، المهم أن
نظام الانتقال دائما يكون على وجه السرعة، فبعض السيارات بلا أرقام، ولك الحق أن
تعتقد إن سائقيها قد يكون بعضهم بلا ترخيص، وبعض تلك المركبات بلا ملامح حقيقية
توضح لك ما شكلها أو لونها، ولكنها من المؤكد أن بها محركا قويا، وبمقدورها أن تهز
الأرض هزا مزعجا.
إذن كما كان أغلب أولئك البشر من غير هذا الوطن، فأن النظام المروري هناك ليس لنا
فيه سمة أو مرجع، فلا يمت بصلة لهذا الوطن، والسؤال هنا: أإلى هذا القدر منطقة غلا
غير مهمة .. حتى تترك هكذا وشأنها ؟! وللحقيقة أقول انه من غير المعقول ولا المقبول
أن يترك الوضع كذلك، ولا يعقل أيضاً أن تترك منطقة غلا الصناعية .. بلا خدمات عامة،
ولا أقصد خدمات الشرطة وحدها، وإن كانت الأهم، فلا بد من توافر خدمات كثيرة وأهمها
الصحة، والبلدية، والتجارة والصناعة، والدفاع المدني والإسعاف، وخدمات التأشيرات
والإقامة، والأحوال المدنية، وغرفة تجارة وصناعة عُمان والمساجد، وكذلك المحلات
التجارية، وجميع هذه الخدمات يجب أن يتم توفيرها لهذه المدينة الصناعية، التي ترفد
النهضة العمرانية والتنموية بكل ما تحتاج إليه، فكما تريد أن تأخذ .. عليك أن تعطي،
مع الضرورة الملحة بأن نفرض نظامنا المحلي، لا أنظمتهم الوافدة معهم وبتطبيقاتهم
الخاصة بهم، وعندئذ سنحد من انتقال عدوى تلك الحالة إلى الشوارع العامة.
* اعلم أخي السائق:
{إن القيادة .. فن .. وذوق .. وأخلاق} وما لم نتقيد بهذه القاعدة ستظل الخسائر في
الأرواح ترتفع، فأنظر نتيجة العام قبل الماضي فقد كان عدد الوفيات (1056) شخصا،
والإصابات (11437) شخصا، أما العام الماضي فقد بلغ عدد المتوفين (1139) شخصا،
والإصابات (11618) شخصاً، وبذلك تكون بلدنا من بين البلدان الأخطر في العالم،
مقارنة بعدد السكان، فلنعمل متضامنين على وقف هذا النزيف .. لأنه بأيدينا نحن
البشر، فالسيارة لا عقل لها.
حمد بن سالم العلوي
خبير في السلامة المرورية وتخطيط الحوادث
مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمات التدريب والسلامة المرورية
القانون وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم 28/93 بإصدار
قانون المرور
القرار وفقاً لآخر تعديل - قرار رقم 23/ 98 بإصدار اللائحة
التنفيذية لقانون المرور
مجلس الدولة ينظم حلقة نقاشية عن قانون المرور وحوادث السير
تحويلات طريق دارسيت - الوادي الكبير تخنق حركة المرور