جريدة
الوطن
الاثنين 27 شوال 1445 هـ
، 06 مايو 2024 م
سلطنة عمان
تدعو إلى تكثيف العمل لمكافحة آفات التطرف والإرهاب
بنجول ـ العُمانية: شاركت سلطنة
عُمان ـ ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ـ أمس في أعمال الدورة الخامسة
عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي عبر شعار «تعزيز الوحدة والتضامن عن طريق الحوار من أجل
التنمية المستدامة» الذي يُعقد في العاصمة الجامبية بنجول. وترأَّس وفد سلطنة عُمان
معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية. ونقل معالي
الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينية في بداية كلمته تحيّات حضرةِ صاحبِ الجلالةِ
السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ وتمنِّياته الصادقة
بالتوفيق لنجاح أعمال المؤتمر.
وقال معاليه: إنَّ شعار هذه القمة «تعزيزُ الوحدة والتضامن عن طريق الحوار من أجل
التنمية المستدامة» يأتي في الوقت المناسب، وهو موضوع بالغ الأهمية، ويدعونا جميعًا
في العالم الإسلامي إلى تعميق تعاوننا، وتعزيز الروابط التي تجمعنا، في سعينا
المشترك نحو تحقيق الحاضر المزدهر، والمستقبل المستدام لشعوبنا، وشعوب العالم أجمع.
وأضاف معاليه أن عقد هذه القمة يأتي والعالم ما زال مثقلًا بالقضايا والصراعات
والأزمات في عددٍ من بقاع الأرض، بالإضافة إلى تداعيات التغير المناخي؛ ما يدعو إلى
الحاجة الملحة لتخفيف آثارها، والانقسامات الطائفية والدينية، والفجوة الرقمية
والغذائية والدوائية، وتحدِّيات التنمية وأهدافها التي ينبغي أن يستفيد منها الجميع
على أساسٍ من العدالة والتعاون الدولي البنَّاء.
وأشار معاليه إلى أن العالم الإسلامي تقع على عاتقه اليوم مسؤوليات كبيرة تتطلّبُ
منه مضاعفةَ الجهود وتبنِّي مبادرات وسياسات فاعلة لمواجهة هذه التحدِّيات
المشتركة، وتوحيد المواقف وتكثيف العمل المشترك لمكافحة آفات التطرف والإرهاب
والغلو وسياسات التمييز والكراهية والإسلاموفوبيا، وتعزيز قِيَم التسامح والتعايش
في العالم.
ووضح معاليه أن المنطقة تشهد توتُّرًا وتصعيدًا عسكريًّا يهدِّدُ سلامتها
واستقرارَها، وهو مآلٌ طبيعي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزَّة وتداعياته
التي حذرتْ منها سلطنة عُمان مرارًا وتكرارًا، في ظل فشل المجتمع الدولي في إيقاف
هذه الحرب العبثية وردع إسرائيل عن انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، وازدواجية
المواقف لدى بعض الدول، وعجز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن تبنِّي قرارات
الاعتراف بدولة فلسطين، رغم الإجماع العالمي بحقِّ الشَّعب الفلسطيني في تقرير
المصير وإقامة دولته المستقلة.
كما أكّد معاليه على أن سلطنة عُمان تؤكد دومًا على موقفِها الثابت في دعم هذه
القضية خلال اللقاءات الدولية والإقليمية وعلى جميع المستويات، وقد فتحتْ حواراتٍ
مع مختلف دول العالم من أجل وقف الحرب، وقدَّمتْ مرافعتَها الشفهية أمام محكمة
العدل الدولية في فبراير الماضي بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية
المحتلة، مشيرًا إلى أن هناك قناعة تامة ويقينًا بالغًا بأن دماء الأبرياء الشرفاء
من أبناء فلسطين لن تذهب سُدى، وأن ميزان العدالة الإلهية لن يخذل هذا الشَّعب
الصامد، وسوف ترفرف رايةُ الحق في سماء الدولة الفلسطينية المستقلة ـ بعون الله
وتوفيقه ـ.وتابع معاليه قائلًا إن عالم اليوم عالمٌ متداخل مترابط تزيده الأزمات
والتحدِّيات تعقيدًا واضطرابًا، ما يجعل إيقاظ الضمير الإنساني وتجديد التزامنا
بالقِيَم المشتركة ضرورات لا بدَّ منها؛ للإبقاء على الإنسانية التي تجمعنا،
والحفاظ على ما تبقى من الأخلاق والرحمة.
وختم معالي الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينية كلمته قائلًا إن الضمير اليقظ
كفيل بأن يذكِّر الإنسان بأنه جزء من نسيج هذا العالم الواسع، وينتمي إلى إنسانيته،
ويعمل من أجل أخيه الإنسان أينما كان، مضيفًا أن إيقاظ الضمير الإنساني يعني إعادة
ضبط البوصلة الأخلاقية لإنسان هذا العالم، لتدفعه للعمل من أجل بناء عالم من العدل
والرحمة والسلام، مشيرًا إلى أن الإنسان بفطرته السوية، مجبول على احتضان روح
الإنسانية الجماعية، وبفطرته قادر على الإحساس بالآخرين، داعيًا إلى تعزيز التعاطف
والتراحم بين الناس، انطلاقًا من الإيمان بأن الحاضر هو أساس المستقبل.
وناقش المؤتمر الذي عُقد على مدى يومين عددًا من الموضوعات منها، وضع المجتمعات
الإسلامية في الدول غير الأعضاء، ومكافحة خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا،
والتحدِّيات الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى وتعزيز
الحوار بين الحضارات.
المرسوم وفقاُ لآخر تعديل
مرسوم سلطاني رقم 30/ 2016 بإصدار قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
مرسوم سلطاني رقم 55/ 99
بالتصديق على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب