الأحد 8 ذي الحجة 1434هـ 13 من أكتوبر 2013م العدد(11022)السنة الـ42
جريدة الوط

وزارة الخدمة المدنية ونظام "الرنجي"

عكفت وزارة الخدمة المدنية قبل عدة أيام الى عقد حلقة نقاشية حول واقع التطبيق العملي لقانون الخدمة المدنية ولائحتة التنفيذية بفندق كروان بلازا بمسقط وذلك تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية وبمشاركة المديرين العامين للشؤون الإدارية والمالية ومدراء شؤون الموظفين والموارد البشرية ومدراء الدوائر القانونية ومدراء تقنية المعلومات بكافة الوحدات المطبقة لقانون الخدمة المدنية وهدفت الحلقة الى التحاور وتبادل الآراء والأفكار والمقترحات حول التطبيق السليم لقانون الخدمة المدنية وكذلك تطويره وتعد هذه الخطوة منجها جديدا وصحيحا يتواءم مع معطيات العصر الحالي بل انه يعد نقلة نوعية في اتخاذ القرارات ورسم السياسات والممارسات الإدارية الفعالة وذلك من خلال اشراك مطبقي قانون الخدمة المدنية والأستماع الى آرائهم ومقترحاتهم حول تطوير القانون مما سيسهم في فعالية العمل به.
إن من المتعارف عليه لدى الجمهور الإداري الناجح أهمية اشراك العاملين ومنفذي القرار في صنعه اذ ان ذلك يسهم بدرجة بالغة في نجاحه وضمان استمراره والعمل يداً بيد على ازالة كل العقبات التي قد يتصدم بها خلال تنفيذه بعكس عند اتخاذه من طرف واحد فحينها قد يعزف العاملين عن تنفيذه بسبب شعورهم بأنه قرار متعسف واحادي الجانب وقد يصل بهم الأمر الى محاربته ومحاولة احباطه واجحافه، كما ان قيام وزارة الخدمة المدنية بعقد هذه الحلقة الشفافة تعتبر خطوة ايجابية لتظليل كل العقبات التي تواجه تطبيق قانون الخدمة المدنية و تذليل الصعاب التي تواجه تطبيقه فهي خطوة مدروسة بحنكة وتحمل رؤى وتطلعات سليمة بعيدة المدى ولعل هذه التجربة تذكرني بالمنهج الإداري الياباني في صنع القرارات والذي يعرف بنظام "الرنجي" وهو نظام يفترض المشاركة والجماعية والأجماع حيث يقوم أحد القادة الإداريين باعداد ورقة عمل يسمونها "الرنجي شو" يتم توزيعها على جميع المديرين للاطلاع و الإضافه و التعديل والمصادقة والرفض في وضع ختم على ورقة الختم يسمونها "هانكو" وضع الختم بالمقلوب يعني غير موافق ووضع الختم بطريقة سليمة يعني انه موافق وبعد صدور القرار بالجماعية والأجماع يتم عقد اجتماع في أحد المطاعم يسمونه "نيما واشي" للاحتفال بصدور القرار وبدء تنفيذه وهذه الأجتماعات الخاصة "بالرنجي" و"الرنجي شو" والختم المقلوب بأسم "هانكو" و"النيما واشي" النابعة من الحضارة الزراعية للارز في اليابان ليست الا بدايات لأن الأساس في صناعة القرار وأتخاذه في النهاية هو الألتزام بتنفيذ القرار لأننا نعلم جميعاً نوازع النفس البشرية كما هو الحال في عالمنا الإداري العربي الذي يعج بالقرارات الصادرة التي غالبا لا يلتزم أحد بتنفيذها ولكن اليابانيون انتبهوا الى هذه الثغرة و أهم موقف عندهم هو تنفيذ القرار الموصل الى الهدف أكثر من تركيزهم على الهدف نفسه وهذا هو الحال بالنسبة لوزارة الخدمة المدنية فالمهم لديها الآن هو إتاحة الفرصة للمشاركة في صناعة القرارات لأن لديها الرغبة الأكيدة في تنفيذ القرار قبل صنعه.