الأحد 22 ذي الحجة 1434هـ
27 من أكتوبر 2013م العدد(11035)السنة الـ42
جريدة الوطن
الصحة نبع من ينابيع اهتمام جلالته بالإنسان العماني
إن النظرة إلى تعزيز
البيئة العلمية والصحية على مستوى العالم يفترض أنها تتمتع بنفس الشمول الذي تتمتع
به النظرة إلى البيئة الطبيعية للإنسان ومحيطه الحيوي، حيث إن أرفع المعايير
الثقافية لأي شعب يمكن أن تعود بالنفع على شعب آخر، والدليل على ذلك انتشار مخرجات
المعاهد البحثية في مجال العلوم التطبيقية على مستوى العالم، انطلاقًا من جامعات
بعينها أو منظمات متخصصة أو مراكز بحثية في دولة بعينها من العالم. تمامًا كما أن
الجهود لمعالجة مشكلات البيئة تعود بالنفع على كل دول العالم أيضًا.
فالنظرة الشاملة، سواء في حقل العلم والصحة أو فيما يتعلق بحماية البيئة، كانت
حاضرة وبقوة لدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه
ـ حيث كانت الرعاية الصحية نبعًا من ينابيع اهتمام جلالته بالإنسان العماني أولًا،
ووجهًا مشرقًا من الوجوه المضيئة للنهضة المباركة التي تدرجت مسيرتها المظفرة في
تقديم كافة أشكال الرعاية الصحية للإنسان العماني عبر مرحلة التحصين ومرحلة القضاء
على الأمراض المعدية، ومرحلة العناية بنظافة البيئة والقضاء على مسببات العدوى،
لتعقبها مرحلة مد المظلة الصحية الشاملة بإقامة المراكز الصحية والجامعات
والمستشفيات المرجعية على اختلاف تخصصاتها وتجهيزاتها.
وبعد أن اكتملت المنظومة الصحية بإقامة بنية تحتية متكاملة اتجهت النظرة إلى الكيف
وجودة الخدمة الصحية ورفع الكفاءة والكفاية لدى الكوادر الطبية العمانية المؤهلة
والمدربة والماهرة القادرة على تحمل المسؤولية، ولم تقف مرحلة التأهيل عند حد معين،
بل تواترت تواترًا لافتًا يشار إليه بالبنان من خلال تلك المؤتمرات والندوات
والاجتماعات العلمية والطبية، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي، حيث
تكاملت الأهداف والرؤى لِتُراكم مزيدًا من المعرفة والخبرات، وبغرض التعرف على
الابتكارات والوسائل الحديثة التي تدخل في صميم الرعاية الصحية، وكذلك التعرف على
أسهل طرق العلاج وأنجعها، وإطلاع الكوادر الطبية على المستجدات العصرية والعلمية،
بقصد إكسابهم المهارات والمعارف اللازمة. ومن المؤكد أن هذه الجهود تهدف إلى إعمال
الحق في الصحة وتفعيله.
وتأكيدًا على اهتمام السلطنة بالرعاية الصحية باعتبارها من الحقوق المكفولة للإنسان
العماني، وبرهنة على ما يرمز إليها الإنسان والبيئة من قيمة حقيقية، وتدليلًا منها
على أن الصحة كنز لا يقدر بثمن ولا يعرف قيمتها إلا حين يفتقدها الإنسان، تأتي
استضافة السلطنة لأعمال اجتماع اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق
المتوسط في دورتها الستين والتي يرعى افتتاح فعالياتها اليوم صاحب السمو السيد هيثم
بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة بفندق قصر البستان.
وتأتي أهمية أعمال اجتماع اللجنة من خلال الموضوعات المطروحة للبحث والمناقشة، وهي
موضوعات تشكل اليوم هاجسًا وتحظى باهتمام كبير من قبل جميع الدول والمنظمات
الدولية، حيث ستتحدث الدورة الستون للجنة عن استئصال شلل الأطفال ومبادرة التحرر من
التبغ وبلوغ المرامي الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة والمرامي الصحية العالمية
بعد عام 2015، وتقوية النظم الصحية وتنفيذ اللوائح الصحية الدولية 2005، وتحديث
المعلومات حول الطوارئ وأثر الأزمة السورية على النظم الصحية في البلدان المجاورة
والسلامة على الطرق، بالإضافة إلى الاستراتيجية الإقليمية لصحة البيئة والتحرك نحو
التغطية الشاملة بالخدمات الصحية وإنقاذ حياة الأمهات والأطفال وتنفيذ الإعلان
السياسي للأمم المتحدة المعني بالوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وغيرها من
المواضيع المهمة.
إن استضافة السلطنة لهذه الدورة تعبر بحق عن مدى التزامها الإنساني والأخلاقي تجاه
صحة الإنسان والبيئة، وهي عمل يضاف إلى رصيد إنجازات السلطنة الكبيرة والباعثة على
الفخر.
مرسوم سلطاني رقم 38/2002 بتحديد اختصاصات وزارة
الصحة
القرار وفقًا لآخر تعديل - قرار وزاري رقم 167/2008
بإصدار اللائحة التنظيمية للمعاهد التعليمية التابعة لوزارة الصحة