الأحد 13 محرم 1435هـ 17
من نوفمبر 2013م العدد(11056)السنة الـ42
جريدة الوطن
النهضة .. سعي متواصل للرقي بقطاع الصحة
لا يمكن لذي عين بصيرة
ورؤية نافذة مستنيرة وإنصاف جميل، إنكار ما حظي به القطاع الصحي في بلادنا من
اهتمام بالغ منذ انبلاج فجر النهضة المباركة، وذلك انطلاقًا من فلسفة عامة تراهن
على الإنسان ككلمة سر تفتح أبواب النهوض واللحاق بركب التقدم والعصرنة، فغني عن
البيان تلك الطفرة الصحية الكبيرة، سواء من خلال عدد المستشفيات والمراكز الصحية أو
تطوير الممارسات الطبية وتأهيل الكادر البشري، وذلك مقارنة بالمعادلة الصفرية التي
كانت موجودة قبل عام 1970.
فقد ظلت قناعة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ
بأهمية توفير الرعاية الصحية للإنسان العماني واحدة من المفردات التي تزينت بها
النهضة المباركة، ولافتة مهمة تؤشر إلى عُمان الوطن والإنسان، بما يرسخه ذلك الفهم
وتلك القناعة الراسخة من شعار مهم هو أن (عُمان ليست مجرد وطن نحيا فيه، بل وطن
يحيا فينا).
وما من شك أن تطور الخدمات الصحية والتقدم الطبي والاكتشافات الطبية الحديثة في أي
بلد لم يكن نتاج مصادفات، بل نتيجة تراكم جهود نحو بناء بنية تحتية تسعى إلى إحداث
تغيير بنيوي حقيقي باتجاه إعداد استراتيجية صحية، تتضافر فيها جهود الحكومة
ومواطنيها الذين يمثلون الطاقات والكفاءات القادرة على بلورة الأفكار إلى واقع.
لقد كان الارتقاء بالقطاع الصحي ولا يزال كغيره من القطاعات الأخرى هدفًا منذ
بدايات النهضة المباركة، حيث حرصت السلطنة على ترجمة الرؤى والتوجيهات لجلالة
السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي ما فتئ يؤكد ويشدد على حتمية اختيار
تخصصات دراسية تنفع البشر وتسهم في اكتساب الخبرات والمهارات بما يمكِّن هذه
الأجيال والأجيال القادمة من خدمة الوطن، حيث العلم النافع هو المنطلق الصحيح لكسب
المعارف، وليس أنفع من علم يداوي آلام الإنسان ويخفف من عناء المرضى.
وما ميز اهتمام النهضة بقطاع الصحة أنها لم تقف عند حركة تطوير الحجر، وإنما ترافق
هذا التطوير ليشمل الحجر والبشر، والحجر مقصود به تلك النقلة النوعية التي انطلقت
نحو بناء وتشييد المراكز والمستشفيات المرجعية والتخصصية والكليات والجامعات
وتجهيزها بالمعدات والأجهزة المتطورة، مع مواكبة التأهيل والتدريب وبناء الكفاءات
والكفايات والقدرات للكوادر الوطنية الطبية المتخصصة القادرة على حمل لواء رسالة
هذا القطاع إلى المواطن، حيث شهدت مرحلة التأهيل والتدريب أشواطًا طويلة وممتدة لم
تقف عن زمن معين أو عند بعثة أو دراسة تخصصية، بل استقطبت المؤتمرات الصحية
الدولية، فكانت هذه المؤتمرات علامة بارزة على مدى الاهتمام نحو الارتقاء بالقطاع
الصحي وبالكادر الطبي العماني.
وانطلاقًا من هذا الاهتمام المتواصل من لدن جلالته ـ أيده الله ـ الذي لا يعرف
الكلل أو الملل جاءت استضافة السلطنة للمؤتمر الدولي الثامن للمستجدات الجراحية
حرصًا على الارتقاء بمستوى الجراحة في السلطنة وتبادل الخبرات مع مختلف الجراحين
المتميزين من مختلف أرجاء الدول المشاركة، حيث يعد المؤتمر حدثًا مهمًّا لكون
انعقاده يأتي في ظل احتفالات البلاد بالعيد الوطني الثالث والأربعين المجيد، وما
يعطي هذا المؤتمر أهميته وقيمته العلمية أن الكثير من الأمراض المستعصية وغير
المستعصية والخبيثة وغير الخبيثة كانت محل بحث من حيث كيفية تشخيصها وعلاجها، لا
سيما وأن المؤتمر استقطب العديد من الجراحين الأكفاء في كافة أنحاء العالم.
مرسوم سلطاني رقم 38/2002 بتحديد اختصاصات وزارة
الصحة
القرار وفقًا لآخر تعديل - قرار وزاري رقم 167/2008
بإصدار اللائحة التنظيمية للمعاهد التعليمية التابعة لوزارة الصحة