جريدة
الوطن - الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ صفر
١٤٤٧هـ
سلطنة عمان تؤكد التزامها الراسخ بحماية كرامة الإنسان وتدشن الحملة الوطنية «أمان»
تُشارك سلطنة عُمان،
ممثلة في شُرطة عُمان السُّلطانية والجهات المعنية، دول العالم في إحياء اليوم
العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر، الذي يُصادف 30 يوليو من كل عام، ويأتي هذا العام
بشعار «جريمة منظمة – لننهِ الاستغلال»، في دعوة عالمية للتصدي لهذه الجريمة
العابرة للحدود.
وقال العميد جمال بن حبيب القريشي مدير عام التحريات والبحث الجنائي: يأتي احتفال
هذا العام في ظل ما حققته سلطنة عُمان من إنجازات وإجراءات فاعلة في مكافحة جرائم
الاتجار بالبشر، من خلال تطوير التشريعات، وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية،
والارتقاء بقدرات الكوادر الأمنية في كشف مثل هذه القضايا والتعامل معها باحترافية.
الحملة الوطنية «أمان»
وتزامنًا مع هذا اليوم تُدشن اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر الحملة الوطنية
«أمان»، والتي تتضمن برامج توعوية وإعلامية متنوعة، تستهدف رفع الوعي المجتمعي
بخطورة هذه الجريمة، وأهمية التبليغ عنها، والتعريف بحقوق الضحايا وسبل حمايتهم.
وأضاف: تواصل شُرطة عُمان السُّلطانية تأدية دورها الوطني في التصدي لهذا النوع من
الجرائم، من خلال التدريب المستمر، وتحديث أدوات الكشف والتحقيق، والتنسيق مع
المنظمات الدولية، لضمان بيئة آمنة تحترم كرامة الإنسان وتصون حقوقه، خصوصًا الفئات
الأكثر عرضة للاستغلال.
استخدام أنظمة حديثة
وأفاد العميد جمال القريشي بأنه ضمن خطوات استراتيجية لمكافحة هذه الجرائم، بدأت
شُرطة عُمان السُّلطانية هذا العام تفعيل نظام يُعنى بحماية ضحايا الاتجار بالبشر
ويهدف إلى تسهيل التنسيق بين الجهات المختصة، وكذلك تحديد الضحايا بدقة بواسطة
مؤشرات تم تدريب العاملين عليها بشكل مستمر، وسيتم عبر هذا النظام استكمال
الإجراءات القانونية والحصول على أوامر الإيداع من الادعاء العام تمهيدًا لإحالة
الضحايا إلى دار الحماية بوزارة التنمية الاجتماعية.
أساليب احتيالية لاستدراج الضحايا
وكشف العميد جمال القريشي بأن الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي رصدت خلال
العام الحالي عددًا من الحالات التي كشفت عن وجود شبكات إجرامية منظمة تستخدم
أساليب متعددة للإيقاع بالضحايا.
ففي إحدى القضايا النوعية ضبطت شُرطة عُمان السُّلطناية عددًا من الأشخاص من جنسيات
عربية وآسيوية دخلوا البلاد للغرض السياحي وبدورهم يقومون بالترويج لزراعة أعضاء
بشرية خارج سلطنة عُمان مستغلين بعض المرضى لحاجتهم الماسَّة لزراعة الأعضاء
وخصوصًا مرضى الكُلى.
وأشار إلى أن من الأساليب الجرمية التي يتبعها الجناة في جرائم الاتجار بالبشر نشر
وترويج إعلانات وظيفية مزيفة لاستدراج الفتيات في الخارج للعمل في سلطنة عُمان وذلك
لاستغلالهن في ممارسة أعمال تنافي الأخلاق والآداب العامة بعد مصادرة وثائقهن
الشخصية وحجز حريتهن، ومن بين الأساليب الأخرى المتكررة التي تم رصدها قيام أصحاب
العمل بحجز جوازات السفر أو الوثائق الثبوتية للعمال دون موافقتهم كتابيًّا على ذلك
أو استقدام تلك العمالة بتأشيرات زيارة عائلية أو سياحية وتشغيلها في بعض الوظائف
مما يخالف قانونَي العمل وإقامة الأجانب، وقد يصل الأمر ببعض من تسوِّل له نفسه
مطالبة تلك العمالة بدفع مستحقات قيمة التأشيرة وتذكرة السفر من خلال إرغامه على
العمل المضاعف من أجل تسديد ذلك.
عملية نوعية
تلقى إشادة دولية
وأفاد العميد جمال القريشي أن الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي تمكنت من رصد
وضبط أحد المطلوبين لدى السُّلطات الإيطالية بعد دخوله إلى سلطنة عُمان؛ كونه
متَّهمًا بتشكيل تنظيم إجرامي يمارس الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين إلى عدد من
الدول الأوروبية وإتمام إجراءات تسليمه وفق البروتوكولات الدولية وقد لاقت هذه
العملية إشادة دولية واسعة.
عقود العمل خط الدفاع الأول
وشدد العميد مدير عام التحريات والبحث الجنائي على أهمية وجود عقود عمل واضحة
ورسمية تحمي حقوق كل من صاحب العمل والعامل، إذ إن بعض الحالات التي يُشتبه فيها
بالاتجار بالبشر، تعود لأخطاء في فهم شروط التعاقد.
حماية الفئات الضعيفة
وأوضح العميد جمال القريشي بأن شُرطة عُمان السُّلطانية مستمرة بالتنسيق مع الجهات
الحكومية المعنية على تقديم الدعم اللازم للفئات الضعيفة التي لا تصنَّف قانونيًّا
كضحايا للاتجار ولكنها معرضة للاستغلال من خلال مساعدتهم على تصحيح أوضاعهم
القانونية، وكذلك مساعدتهم على الاستقرار أو العودة إلى بلدانهم، وكذلك ضمان حصولهم
على حقوقهم.
التوعية ركيزة الوقاية
وأضاف: من منطلق الشراكة المجتمعية فقد كثفت شُرطة عُمان السُّلطانية جهودها في
التوعية والتثقيف بمدى خطورة هذه الجرائم عبر القنوات الإعلامية بشتى أنواعها إضافة
إلى عقد المحاضرات في الجامعات والمؤسسات المختلفة لنشر الوعي بمؤشرات الاتجار
بالبشر وخطورة هذه الجرائم على الفرد والمجتمع وكيفية التصدي لها. وأشار العميد
جمال القريشي إلى أهمية وعي المواطنين والمقيمين وإدراكهم لمسؤولياتهم في الحفاظ
على الأمن والاستقرار والإبلاغ عن أية أعمال ومخالفات مشبوهة قد تؤدي إلى الاستغلال
أو الاتجار بالبشر، مؤكدًا أن شُرطة عُمان السُّلطانية ماضية بكل عزم واقتدار على
مكافحة الاتجار بالبشر وغيرها من الجرائم لينعم جميع قاطني هذه الأرض الطيبة بحياة
هانئة.

مرسوم سلطاني رقم (57) لسنة 2022 بإعادة تنظيم
اللجنة العمانية لحقوق الإنسان
مرسوم سلطاني رقم (16) لسنة 2023 بالموافقة على انضمام سلطنة عمان إلى الميثاق
العربي لحقوق الإنسان