الخميس 31 يوليو 2014 م -
٣ شوال ١٤٣٥ هـ
جريدة عمان
إقبال جماهيري كبير في أول أيام مهرجان صلالة السياحي
رهان على تنوع المناشط
والصورة التراثية وفكر التعايش -
كتب – عامر بن غانم الرواس -
شهد مركز البلدية الترفيهي في يومه الأول إقبالا حاشدا من السياح والزوار من
المواطنين والمقيمين والزوار من مختلف محافظات السلطنة ودول الخليج العربية وشكلت
الفعاليات التي دشنت انطلاقة مهرجان صلالة السياحي 2014م لوحة جميلة تطرزت بخيوط
الفرح ومدت ذراعيها لتستقبل ضيوف محافظة ظفار من داخل السلطنة وخارجها تتحفهم
بالروائع والفنون والإبداعات وترسم الفرحة والابتسامة على شفاههم. حيث تدفقت أعداد
كبيرة من الجماهير لمتابعة هذه الفعاليات المتنوعة بكل ما تحمله من إثارة وإبهار
وإبداع وابتكار، وتنقل الكثير من زوار مركز البلدية الترفيهي الذي يحتضن معظم
الفعاليات في أرجائه ليتابعوا المفاجآت الكثيرة التي أعدها القائمون على المهرجان
حيث بذل القائمون جهودا حثيثة ومتواصلة من اجل أن يأتي المهرجان هذا العام بمستوى
متميز ليس فقط في جوانبه التنظيمية ولكن أيضا في تنوع وتعدد فعالياته وكان لهذه
الجهود نتائجها الملموسة منذ اليوم الأول.
البعد الاجتماعي
وبانطلاقة مهرجان صلالة السياحي تكون هذه الاحتفالية قد أخذت بعدا اجتماعيا أكثر من
كونه بعدا احتفاليا تزهو به الأماكن التي خصصت له في مركز البلدية الترفيهي المقر
الرئيسي للمهرجان والقرية الشاملة وهذا الاحتفاء الاجتماعي بهذه الفعالية السنوية
يحظى بعدة جوانب خصوصية وهذه الصورة الاجتماعية الأليفة غير المفتعلة في تعاطيها مع
الحدث وفي تعاطيها مع الملتقي الزائر الذي خصصت له كل هذه الفعاليات .
مناشط فنية وثقافية ودينية
وتأتي أهمية الحدث لكونها الانطلاقة الأولى للأحداث والفعاليات المختلفة التي
تقيمها محافظة ظفار على امتداد العام، هذا جانب، أما الجانب الآخر فيكتسبه المهرجان
من خلال احتضانه لفعاليات متنوعة تشمل جميع المناشط الاقتصادية والفنية والثقافية
والدينية في ظل هذا التناغم تبدو الصورة أكثر إشراقا لانطلاق فعاليات المهرجان
والتي يفعل برامجها وأحداثها الجمهور المحب، والذي يرى في هذه الفعالية الوطنية
المساحة الكبرى لتفعيل إبداعاته ومهاراته، سواء من خلال مشاركته كعنصر فاعل ضمن
فرقة ما، أو من خلال مشاركته كزائر محب ومستمع.
التنظيم والتناسق
والمنظمون لهذه الفعالية المتميزة في بلدية ظفار يستنطقون رؤية الزائر من خلال تلمس
حاجاته النفسية قبل كل شيء – فالمهرجان في المقام الأول هو ترفيهي فني يحمل خصوصيته
من هذه الرؤية التي يحملها المنظمون، ومن هذه الرؤية التي ينشدها الزائرون فهناك
وحدة في استراتيجية وضع البرامج، وفي تقبل هذه البرامج، هذه الوحدة يشكلها الجميع
المنظم والمستقبل، ولعل الخبرة التي اكتسبها المنظمون خلال هذه الفترات التي أقيم
فيها المهرجان جعلتهم يستحضرون هذا الشعور عند الزائر وهذا الحس في آلية التنظيم
يأتي استكمالا للعطاء المتواصل والمتراكم منذ انطلاقته الشمولية بعد أن مر بمراحل
اقتصرت على مستوى المساهمة فقط في فعاليات خاطبت أيضا الهم الوطني، لكنه اليوم أصبح
أكبر من ان يبرز زخرفة تقليدية، أو رقصة شعبية إلى مستوى المهرجانات العالمية التي
تحرص على إقامتها الدول. في هذه الإطلالة اليوم يسر الجميع أن يرحب بضيوف محافظة
ظفار الذين يحملون رسالة أوطانهم المعززة للأخوة القائمة والمحبة للصداقة التي تعزز
كل يوم والتي تترجمها الوفود المتبادلة بين السلطنة، هذا الجزء من العالم الذي يغدو
مساحة آمنة لكل الوفود الزائرة ولكل الوفود المحبة للسلام ولكل الوفود الباحثة عن
لحظة تريح فيها النفس من التشنج والتعصب في هذا العالم المليء بويلات ذلك كله وبين
بلدانهم.
الزائر عنوان الرضا
وتعتبر صلالة عنوان براق ناصع يعبر عن مكنون كبير يستوعب المساحة من الشمال إلى
الجنوب ومن الشرق إلى الغرب لمسمى كبير اسمه عمان ذلك الامتداد الحضاري البعيد وذلك
العطاء الإنساني الكبير وذلك الحاضر الذي يعطي بسخاء كلما توغل في استباق الركب ولا
يزال في هذا السباق ومقداما.
هوية الإنسان عبر التاريخ
ظفار تكتسب هذه الخصوصية في ذاتها ونقلها للزائر ولذلك تأتي الانطباعات صادقة
الفطرة غير متكلف في إبدائها فالآخرون أيضا لهم عطاؤهم الحضاري ولا شك ولكن كما قال
أحد الزائرين “ انصدمت بكل ما رأيت ودارت عقارب الساعة 36 درجة لتعي تشكيل الصورة
من جديد “.
الزائر الواحد هو عنوان لكل الزائرين ولا شك أن انطباعات الزوار شهادة غالية يثمن
ثقلها المواطن على هذه الأرض الطيبة ويعتبرها لؤلؤة مضيئة توثق في سجلهم الخالد
لتقرأها الأجيال فيما بعد ولتنير لهم الطريق لكي تبقى هذه البقعة من الأرض كما كانت
لؤلؤة مشرفة على امتداد أعمار الرجال الذين خلدوا بصماتهم على صفحات التاريخ، فكانت
سبلا يهتدي بها الأجيال. فهنيئا لمحافظة ظفار هذا السمو وهنيئا لعمان هذا الخلود،
ومرحبا بكل النفوس الزائرة الحية التي تقاسمنا فرحة التعاطي مع الآخر وأهلا بكل
ضيوف السلطنة.
الصورة تنقل الواقع
وقد تبنى مهرجان صلالة السياحي منذ انطلاقته الأولى وجود الصورة التراثية التي تنقل
الواقع الحقيقي لهذا المشهد. وفي ذلك توجه حكيم حيث لا يمكن بخلاف ذلك أن تكتمل
الصورة التراثية في شكلها النهائي للأمة والوطن الذي يراهن على استمرارية هذا
التراث والمحافظة عليه، ونقله إلى الأجيال بصورته المتكاملة، حتى وإن تعرض لعوامل
التلاقح مع ثقافات الشعوب الأخرى التي يتعاطى معها في صورة تأثر وتأثير فقد اشتملت
القرية التراثية على العديد من الفعاليات المميزة التي جذبت من اليوم الأول معظم
زوار مهرجان صلالة السياحي.
الألعاب النارية ترسم البهجة
وقد أضاءت الألعاب النارية سماء صلالة يوم أمس اعلنت فيها عن انطلاق مهرجان صلالة
وتعتبر الألعاب النارية من أبرز الفعاليات التي تقام في المهرجان عاما تلو الآخر
والتي تجذب زوار المهرجان ومدينة صلالة من أقصاها لأقصاها حيث تضيء الألعاب سماء
المهرجان ليراها كل من هو موجود في صلالة بألوانها الزاهية وأشكالها المتنوعة تجدها
تجذب الجميع فمن الزوار من يقوم بتصويرها ومنهم من يأخذ صورا تذكارية وهي مضاءة في
السماء وآخرون تجدهم يستمتعون بالنظر إليها وهي تضيء سماء المهرجان لتضيف البهجة
والفرحة في نفوس زوار المهرجان في يوم الأول من افتتاح المهرجان.
جذب الأطفال
وتعتبر منطقة الألعاب بمركز البلدية الترفيهي التي تقام ضمن فعاليات ومناشط مهرجان
صلالة السياحي من المواقع المزدحمة بالعائلات نظرا لوجود العديد من الألعاب التي
تغطي كافة الفئات العمرية ولكن نصيب الأسد هو دوما من نصيب الأطفال الذين يصطحبون
عائلاتهم وذويهم إلى الألعاب للاستمتاع بالمناطيد الهوائية والسيارات الكهربائية
والعديد والعديد من الألعاب الكهربائية المتنوعة والتي توجد في بعضها الإثارة
والتنافس بين الأطفال مما يجعل لفرحة المهرجان نكهة خاصة نكهة كلها طفولة.
ألعاب كهربائية جديدة
وقد تم توفير بمركز البلدية الترفيهي اثنتين وثلاثين لعبة كهربائية منها سبع عشرة
لعبة كبيرة و15 لعبة صغيرة وكذلك 30 من أكشاك المهارات الأوروبية ذات المستوى
الراقي والجمالي المتميز طوال فترة المهرجان بالإضافة إلى 13 لعبة كبيرة جديدة
تشارك لأول مرة بمهرجان صلالة السياحي تهدف إلى خلق المتعة والفرح والإثارة بمهرجان
صلالة السياحي 2014م.
الفرق بعدة ألوان
كما تألقت مساء أمس الفرق الشعبية الموجودة على أرض الساحة العامة بمركز البلدية
الترفيهي من خلال العروض الشعبية التي تقدمها وسط حضور جماهيري غفير شغوف بالاستماع
إلى الأغاني الشعبية للفرق المشاركة التي يزخر بها التراث الشعبي العماني وتواصلا
مع الاهتمام بهذا التراث إلى أجيال قادمة وتمجيدا لهذه الفنون فقد وجدت اللجنة
المنظمة مكانا خصبا لإبراز مثل هذه الفنون كونها تمثل واجهة حضارية تدل على تجمع
سمات وأصالة المجتمع العماني فكان مهرجان صلالة السياحي فرصة التقاء هذه الفنون
لإبرازها للزائر وعرضها أمامه كي يتأمل جمالياتها ودلالاتها. وتواصل فرق الفنون
الشعبية تقديم رقصاتها المختلفة بمركز البلدية الترفيهي حيث تتناوب الفرق المشاركة
في المهرجان في تقديم عروضها المختلفة من فنونها الشعبية لمختلف ولايات ومحافظات
السلطنة لتبرز هذه الفرق الفنون الشعبية العمانية من خلال العروض التي قدمتها مساء
أمس إلى نهاية مهرجان صلالة السياحي وهذه فرصة لعرض هذه الفنون أمام الجمهور وزوار
مركز البلدية وتعريفهم بها كونها فنونا عريقة تحمل معان عميقة في رقصاتها وأنغامها
وكلماتها.
أشكال كرتونية
وما إن شاهد الأطفال الأشكال الكرتونية في أول يوم من المهرجان إلا وتجمعوا حول هذه
الأشكال الكرتونية المعروفة لدى الصغار والكبار وقد عمدت إدارة المهرجان هذا العام
على زيادة عدد الأشكال الكرتونية بسبب شهرتها الواسعة لدى الأطفال مثل ميكي ماوس
وبارني والأرنب والقط والدب والأسد وأنواع أخرى من الحيوانات التي تظهر على شاشة
التلفزيون في برامج الكرتون المتنوعة بالإضافة إلى دمية اللبانة التي ترتدي الزي
الظفاري التقليدي والتي تعتبر تعويذة المهرجان ومشاهدة هذه الأشكال الكرتونية تجلب
الفرحة والسعادة للأطفال وأسرهم، حيث إن الأطفال يتجمعون حول هذه الأشكال ومحادثتها
واللعب معها بغية معرفة من بداخل هذا الشكل الكرتوني الذي أصبح السمة المميزة لمعظم
المهرجانات.
قرية الأسرة
و في اليوم الأول من المهرجان تألق ميدان مركز البلدية الترفيهي بأجمل صورة وأروع
حلة من خلال الفعاليات المتنوعة التي يضمها بين جنباته وخاصة فعاليات الأسرة والطفل
حيث يضم عددا من الأجنحة المتنوعة التي تلبي حاجات الأسرة خاصة فيما يتعلق بالأمور
الحياتية، فعند دخولك لهذه القرية يشدك في ركن من أركانها جناح الإبداعات والذي يضم
مرسما للأطفال ويحتوي هذا المرسم على الكثير من الأنشطة الخاصة بتنمية إبداعات
الطفل ومنها الرسم على الورق والخشب باستخدام الألوان الخشبية والمائية والشمعية
كما يحتوي على تشكيلات هندسية يقوم الأطفال بتشكيلها حسب رؤيتهم الإبداعية إضافة
إلى تشكيلات الجبس.
كما كان هناك إقبال كبير على مسرح الطفل الذي يحتوي على العديد من المسابقات
والبرامج الشيقة التي تلاقي إقبالا منقطع النظير من الأطفال بمختلف جنسياتهم
والملفت للنظر حقا أولئك الأطفال الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم الحادية عشرة أو
الثانية عشرة يقومون بتقديم البرامج الثقافية والاجتماعية بعفوية تامة ومن غير
تلقين من أحد وفعاليات مسرح الطفل طوال أيام فترة المهرجان من الساعة السادسة وحتى
الساعة العاشرة مساء، كما يقدم مسرح الطفل مجموعة من الفعاليات منها مسابقات ثقافية
ودينية ومسابقات رياضية وحركية وعروض من بعض الفرق المشاركة. كما تضم قرية الأسرة
ركنا لفن البالونات وركنا لتلوين الوجوه للأطفال وركن توعية المرأة الصحية والتوعية
المنزلية والاجتماعية ومنتجات الطفل و تجدر الإشارة إلى أن قرية الأسرة تلقى إقبالا
منقطع النظير من قبل زوار المهرجان خاصة النساء والأطفال.
مرسوم
سلطاني رقم 33/2002 بإصدار قانون السياحة
مرسوم
سلطاني رقم 80/2003 بانضمام سلطنة عمان إلى اتفاقية منظمة السياحة العالمية
اللائحة
وفقًا لآخر تعديل - قرار وزاري رقم 91/2003 بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون
السياحة