الأحد 17 أغسطس 2014 م -
٢٠ شوال ١٤٣٥ هـ
جريدة الشبيبة
وزارة التنمية الاجتماعية - ظاهرة التسول تنتشر في السلطنة
قال المسؤول المناوب
لفريق مكافحة التسول في وزارة التنمية الاجتماعية علي بن عبدالله الهديفي أن ظاهرة
التسول غير مرغوبة في المجتمعات، وبدأت تنتشر في المجتمع العماني شيئا فشيئا، مسببة
آثارا سلبية على المجتمع وعلى السلطنة ككل. وبين الهديفي "تتنوع أساليب المتسولين
لكسب تعاطف الآخرين ومساعدتهم لهم كما أنها ظاهره تفشت بشكل واسع مما دفع بي للقيام
بإجراء هذه المقابلة لتقصي المعلومات بشكل أدق وأعم".
وعرّف الهديفي ظاهرة التسول قائلا: التسول في السلطنة هي ظاهرة جديدة لم يكن لها
وجود مسبق، وازدادت هذه الظاهرة وأصبح بعض العمانيين يقلدون هذه المهنة كونها سهلة
المنال وايسر في الحصول على مبالغ ضخمة، وكما هو معروف أن الشعب العماني يتسارع
لمساعدة هؤلاء المتسولين ظنا منهم أنهم في حاجة للمساعدة والدعم وبذلك انتشرت هذه
الظاهرة في ربوع السلطنة.
وبخصوص الفئات التي تمارس هذه الظاهرة أشار الهديفي إلى أن هناك فئات من مختلف
الاجناس، ذكورا وإناثا وأطفالا ينتهزون هذه الظاهرة.
وقال: بالنسبة لتواجد ظاهرة التسول تكثر في محافظة مسقط قبل سنة 2013 و 2014 وبعد
ما تم تشديد الرقابة عليهم في محافظة مسقط توجهوا إلى المناطق والولايات والمحافظات
الأخرى فأصبحت محافظة مسقط بها عدد قليل من المتسولين ربما يصل إلى 25% أو 30%
والدليل على هذا أنه لم ترد إلينا اتصالات من قبل المواطنين يفيدوننا بأن هناك
متسولين وكذلك في أثناء التجوال للموظفين أصحاب الصفة الضبطية في ميدان العمل ليست
هناك حصيلة كما كانت في السابق وتأتينا أيضا اتصالات من قبل المناطق أن هناك
متسولين موجودين لكن ليس كالمعتاد خاصة في 2013 و 2014.
وبين الهديفي أن لهذه الظاهرة وقت محدد تكثر فيه وهناك تزايد لوجود المتسولين خاصة
في المساجد بعد صلاة الجمعة وفي الحفلات ووقت ما بين العصر والمغرب بالتحديد من
الساعة الخامسة مساء إلى التاسعة مساء وتأتينا بلاغات من قبل المواطنين ولكن ليست
كثيرة كما كانت في السابق.
وبين الهديفي الخدع والأساليب والحيل التي يستخدمها المتسولين قائلا: هناك عده طرق
منهم من يتضرع بأن إحدى قدميه وأطراف أرجله أو يديه بها مرض ويأتوا بتقرير طبي يثبت
بأنه يتعالج ويحتاج إلى مبالغ وكذلك والبعض منهم يقوم بربط يديه ليكسب تعاطف
الأشخاص معه ويعطوه مبالغ من المال كمساعده له لتحسين وضعه الصحي والاجتماعي بينما
في الواقع عندما نقوم بضبط هؤلاء المتسولين نجد أن التقارير الطبية ليست لهم بل
لأشخاص آخرين ولا تثبت حالتهم الصحية التي هم فيها بل يكونوا على أفضل حال.
وحول استغلال المتسولين للأطفال أكد الهديفي: هناك فئات يستغلون أولادهم حيث أن
هناك امرأة لديها طفل عمره ما يقارب السنة والنصف وحالته يرثى لها وهذا الشيء بفعل
متعمد من الأم حيث تذهب به إلى المساجد وتكسب تعاطف النساء والرجال على ما هو عليه
حال طفلها وأيضا هناك بعض الأطفال الذين يقومون ببيع البخور وأشياء تافهة تكاد لا
تذكر فيتحايلون على الناس بعباراتهم "اشتري اشتري فإذا كان الشخص لا يريد أن يشتري
تلك السلعة فيقوم هذا الطفل بالتحايل عليه ومماطلته بحيث له يقول له الطفل "أنا
فقير ووالدي متوفي" وتستخدم هذه الحيل بكثرة من قبل الأطفال للتسول.
وعن الطرق الواجب على أصحاب المنازل اتباعها في حاله تلقيهم للمتسول داخل منازلهم
يؤكد الهديفي "على صاحب المنزل الاتصال بالفريق وتقديم النصح والإرشاد لهذا الشخص
ولا يشجعه على هذا الفعل الغير مرغوب وعلى ضوء تقديم البلاغ ستتزامن فرقة مكافحة
التسول للموقع لضبط المتسول واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة الدخيلة
في السلطنة.
وبخصوص المشاكل التي تسببها ظاهرة التسول في المجتمع يشير الهديفي إلى أن هناك
مشاكل كثيرة وليس لها عدد، منها أنها عادة أو ظاهرة دخيلة على المجتمع، وستتوسع
وتمتد للبعيد، وهناك أيضا خطر على المتسول، لأنه يتجول في الشوارع، ومن الممكن أن
يتعرض لحادث سير. كذلك أن هذا المتسول يعطي صورة أو انطباع غير لائق بالوطن
والمشكلة الأخرى أن هؤلاء يعتبرون التسول مهنة ويحصلون منها على مبالغ كثيرة خلال
اليوم الواحد، وعلى سبيل المثال قمنا بضبط متسولة يوم الجمعة وقد حصلت على مبلغ
وقدره 218 ريال، والمشكلة أيضا أن المواطنين هم السبب بنسبة 80% حيث أنهم يمدون يد
العون لهؤلاء المتسولين ولا يرشدونهم للطريق الصحيح ولا يعطونهم النصح والإرشاد.
وحول آلية مكافحة ظاهرة التسول يقول الهديفي: فريق مكافحة التسول مكون من 40 موظفا
وأكثر، من مختلف الوحدات من شرطة عمان السلطانية والبلدية و وزارة التنمية
الاجتماعية، وخلال شهر رمضان تتكاتف جهود هذه الوحدات حيث يكثر التسول في الشهر
الفضيل ويصل عدد المتسولين 150 إلى 200 متسول وكذلك فريق مكافحة التسول يقوم بصد أو
مكافحة هذه الظاهرة من خلال فريق مكافحة التسول الذي ينطلق من مقر العمل إلى
الميدان وعلى سبيل المثال تنطلق يوميا 4 أو 5 فرق لتمشيط ولاية مطرح والولايات
المجاورة حيث يحتوي الفريق على عنصر رجالي وعنصر نسائي من أفراد الشرطة والبلدية
والأفراد التابعين لمكافحة التسول وكذلك كل الموظفين يحملون بطاقة الصفة الضبطية.
وكذلك أعضاء فريق مكافحة التسول يقومون بالرد على اتصالات المواطنين ويقوم مسؤول
الفريق بإفادة مسؤول الدورية بوجود المتسولين في مكان معين وأيضا نحن عادة لا نكتفِ
بالاتصال بل بالمشاهدة الفعلية للشخص الذي يقوم بالتسول ويتم ضبطه. وفي حالة أن هذا
المتسول أجنبي فيحال للادعاء العام وبعد ذلك للمحكمة والمحكمة أولى بالحكم أما إذا
كان مواطن وهذا المواطن قادر على العمل فيزود برسالة لوزارة القوى العاملة من أجل
الحصول على وظيفة أما إذا كان هذا المواطن مريض ومحتاج لعلاج فالفريق يقوم بإيصال
هذا المواطن للمستشفى ومتابعه حالته الصحية .
وبين الهديفي عقوبة المتسول " بالنسبة لغير العمانيين المرسوم السلطاني أشاد بعقوبة
كل من يضبط متسولا، ويحال للادعاء العام وبعد ذلك يحال للمحكمة ويحكم عليه سواء
بالغرامة من 100 إلى 500 ريال أو بالسجن من شهر إلى ثلاثة أشهر وكذلك تسفيره من
السلطنة إذا كان الشخص وافد. أما إذا كان من السلطنة وهي حالة نادرة فيتم تقديم
النصح والإرشاد له أما إذا تكرر هذا الفعل من قبل المواطن فإننا نأخذه لمركز الشرطة
ليتلقى جرعات من النصح وإذا لم يتوقف هذا الشخص عن هذا الفعل فإنه يحال للادعاء
العام وبعد ذلك للمحكمة لتأخذ الامور مجراها".
وختم الهديفي الحديث قائلا: أحب أن اشكر المواطنين الذين يساعدون ويتجاوبون مع
الفريق سواء بالاتصال أو بالمجيء إلى مقر الفريق وأوجه رسالة شكر لكل المواطنين
الذين يقفون مع الفريق ونصيحتي لإخواني المواطنين عندما تواجهون متسول ما عليكم إلا
الاتصال بالفريق على 24707405، وكذلك نطالب المواطنين بعدم تشجيع هؤلاء المتسولين
بل وتقديم النصح والإرشاد لهم وخاصة أن وزارة التنمية الاجتماعية عملت كل المستحيل
من أجل راحة المواطن خاصة إذا كان هذا المواطن لا يعمل فإن الوزارة تقوم بتوفير عمل
له بعد التنسيق مع وزارة القوى العاملة وإذا هذا المواطن محتاج للعون والمساعدة
فإننا نحيله للضمان الاجتماعي لدراسة حالته إذا كان المواطن محتاج لتعليم أو إلى
علاج فالوزارة هي أولى بهم فنطالب من جميع المواطنين عدم التشجيع وإعطائهم مبالغ بل
عليهم تقديم النصح والإرشاد والاتصال بالفريق ليأخذ الامر مجراه
القانون وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني بإصدار قانون
التأمينات الاجتماعية
وزارة التنمية الاجتماعية قرار وزاري رقم 21/ 2011 بإصدار
قواعد وإجراءات مكافحة ظاهرة التسول
المرسوم وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم32/2003 بتحديد
اختصاصات وزارة التنمية الاجتماعية واعتماد هيكلها التنظيمي