السبت 18 أكتوبر 2014 م -
٢٤ ذي الحجة ١٤٣٥ هـ
جريدة عمان
أصداء حول الندوة الوطنية «التعليم في السلطنة – الطريق إلى المستقبل»
في ظل احتضان الندوة
الوطنية «التعليم في السلطنة – طريق الى المستقبل» لمجموعة كبيرة من المعنيين في
مجال التعليم بمختلف مراحله من تعليم عام وعالٍ، كان لـ «عمان» فرصة التحدث مع
مجموعة من المعنيين حيث استمعت إلى انطباعاتهم عن الندوة.
التعليم الالكتروني
بوابة العبور
المكرم الدكتور أحمد بن ناصر النعيمي عضو مجلس التعليم في مجلس الدولة ورئيس مجلس
إدارة كلية البريمي الجامعية قال: «الندوة كبيرة ومهمة وهي طريق إلى المستقبل كما
جاء في شعارها، فأي دولة تريد أن تتقدم فيجب عليها مسايرة الركب العالمي في كافة
المجالات، ومجال التعليم يحتل مساحة شاسعة بين كافة المجالات».
وأضاف: «الندوة تطرقت إلى محاور كثيرة مرتبطة بالتجارب السابقة ومستندة كذلك إلى
مختلف آراء جهاز التعليم من إدارة وطلبة وأولياء أمور ومعلمين، ونتطلع إلى إصدار
قرارات قريبا لها نظرة طويلة المدى تطبق في الاستراتيجية التعليمية 2040».
وتابع حديثه بقوله: «بدورنا في مجلس الدولة قمنا بطرح العديد من المداخلات
والمشاريع، والكثير من هذه الأطروحات تم تناولها خلال الجلسات السابقة، وكل ما يقدم
في إطار المصلحة العامة نرى أننا كمجلس دولة وشورى وكرؤساء جامعات وكليات وأولياء
أمور وهيئة تدريس وطلاب جميعنا يجب ان نشارك فيه خدمة للوطن والمواطن على مستوى
كافة المجالات، واليوم نركز للعمل على وضع استراتيجية التعليم».
وفيما يخص استخدام الأساليب الحديثة في التعليم أوضح النعيمي: «التعليم الالكتروني
شِئنا أم أبينا يجب أن يدخل في عملية التحصيل لدى الطلاب، العالم في تطور مستمر
ومصادر المعرفة الحالية لم تعد تعتمد على الكتاب، أصبحت المصادر متنوعة ومتوافرة في
التقنيات الحديثة، والكثير من الجامعات استبدلت الكتب بجهاز آيباد يحوي مختلف
البرامج التعليمية والكتب وغيرها، وعليه أرى أنه من الضروري الانتقال إلى تلك
المصادر الجديدة والتقليل من الاعتماد على المصادر التقليدية، وأؤكد التقليل وليس
الاستغناء».
وتابع: «نحن في مجتمع محافظ تحكمه عادات وتقاليد وقيم ومبادئ يجب ان تراعى كلها،
ولا بد من التدرج بالانتقال إلى مصادر التعليم الحديثة مراعاة للمجتمع الذي يحتاج
إلى مدة للتأقلم والقدرة على استخدام هذه التقنيات، والتقنيات موجودة ويسهل توفيرها
لكل الجهاز التعليمي ونتمنى أن نرى هذا الانتقال في الوقت القريب».
المجلس خطوة نحو المظلة
من جانبه تحدث المكرم الاستاذ الدكتور خليفة بن سيف الجابري عضو مجلس الدولة وأستاذ
ورئيس قسم الهندسة المدنية والمعمارية بكلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس، بقوله:
«حضرة صاحب الجلالة دعا في خطابه الأخير إلى متابعة وإعادة النظر في منظومة وفلسفة
التعليم بالسلطنة، ومن هذا المنظور جاءت هذه الندوة التي تتطلع للمستقبل من خلال
بناء استراتيجية التعليم 2040، ومن أهم أهدافها إنشاء مظلة تحتضن وتشرف وتتابع كافة
الجهات المعنية بالتعليم، اليوم التعليم في السلطنة مشتت بين عدة جهات منها وزارة
التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وكذلك وزارة القوى العاملة التي تشرف على
كليات التقنية، ووزارة الصحة التي تشرف على معاهد التمريض وغيرها، تركيز هذه الجهود
المتفرعة في مكان واحد سيكون له الكثير من الفائدة على المجتمع والوطن».
وأكد الجابري: «مجلس التعليم خطوة مهمة نحو انشاء المظلة، صحيح انه معني بكافة جهات
التعليم ولكن دوره يتمثل بوضع الاستراتيجيات وليس الاشراف وإدارة الجهات
التعليمية».
وأضاف الجابري: «المجهود المبذول طيب جدا، ولكني كنت أتمنى رؤية أوراق عمل يقدمها
أفراد من خارج مجلس التعليم مثلا معلم أو طالب يقدمون وجهة نظرهم ودراستهم وتجاربهم
بحيث تنعكس على آلية وضع الاستراتيجية، وكذلك كنت أود مشاركة أعضاء مجلسي الدولة
والشورى ممثلين بلجانهم التعليمية، فكل الأوراق بشكل مباشر أو غير مباشر يقدمها
أفراد من مجلس التعليم».
آراء شريحة لا تكفي
ولي الأمر ورئيس مجلس الآباء بمحافظة ظفار عبدالله بن سالم المشيخي شدد على نقطة
مهمة إذ قال: «من خلال الجلسة العامة تبين أن هناك استعجالا في وضع بعض التصورات
ورفعها موضع التنفيذ وإصدار القرار، منها ما تناوله المتحدث في الجلسة العامة من
وضع وزارة التعليم العالي 79 مادة جديدة لم يتم طرح تفاصيلها، وإنني كأحد أولياء
الأمور عامة وكرئيس مجلس الآباء لم أتعرف على ماهية هذه المواد وما تحويه، وبناءً
على كلام المتحدث انه تم أخذ آراء شريحة من أولياء الأمور، ولكني أرى قصورا في
الأخذ بالآراء وأرى ان الشريحة التي تم أخذ رأيها لا تمثل كافة أولياء الأمور عوضا
عن كافة أعضاء مجلس الآباء، كنت أتمنى أن تشكل وزارة التعليم العالي جلسات سابقة
للتباحث في وضع واقرار هذه المواد قبل اعتمادها ووضعها موضع التنفيذ».
وأضاف المشيخي: «كرر المتحدثون في الندوة مسألة أن جميع الحضور هم جزء من العملية
التعليمية، فكيف نكون جزءا من عملية التطوير والبناء ولم تؤخذ آراؤنا ولم يتم
اطلاعنا على كثير من التفاصيل».
وتابع حديثه قائلا: «تم التطرق إلى ضرورة مشاركة القطاع الخاص في دعم العملية
التعليمية، وهذا واجب على القطاع الخاص يتمثل في المسؤولية الاجتماعية، ولكننا
نتوجس خيفة أن يخفت دعم الحكومة في مواصلة تبني القدرات الطلابية وتوفير البعثات
الداخلية والخارجية لأبنائنا المجيدين من مخرجات التعليم العام، ونتمنى ان تواصل
الحكومة هذا التعزيز وتتوسع به أكثر وإن لم تتلق الدعم الكافي من القطاع الخاص».
الشورى مكمل
ومن جانبه قال سعادة توفيق اللواتي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية مطرح: «نحن نسير مع
عالم يتقدم بسرعة، فيجب مواكبة هذا التقدم بشكل عام، ومن جانب التعليم فإننا جزء من
المنظومة العالمية فلا بد من أن يكون لدينا نوع من المرونة في مؤسساتنا التعليمية
لكي نواكب هذا التطور، بالتالي يجب ان نعمل سوية لنواجه كافة التحديات والصعوبات».
وأضاف: «الاستراتيجية المطروحة على الورق راقية جدا إذ هي نتيجة عمل سنة ونصف السنة
اشرف عليها مختصون عمانيون ذوو كفاءات وقدرات عالية، وهذا العمل يشكرون عليه جدا،
ويجب إلى جانب ذلك أن نضع الخطط الرصينة لوضع الاستراتيجية الجديدة، مركزين على
مآخذ الاستراتيجيات السابقة حتى لا ننصدم بعد فترة بأن العالم المعاصر بأسره غيَّر
اتجاه استراتيجياته في التعليم».
وتابع اللواتي: «يجب الاستفادة من تجربة عمان 2020 ودراسة أهم تحدياتها لتفاديها في
الاستراتيجية القادمة 2040، وبالواقع ارى ان المرتكزات والاساسيات في 2020 هي نفسها
في الاستراتيجيات التي سبقتها باستثناء تغير بعض الوسائل، لذلك يجب التركيز على هذه
النقطة».
وعن دور مجلس الشورى أوضح اللواتي: «مجلس الشورى مكمل وهو جزء من المنظومة
التعليمية ولديه لجنة التعليم والبحث العلمي وتقوم برسالتها ودورها على الوجه
المرضي فالمتابعة مستمرة وكل ذلك لأجل العمل لرفعة السلطنة وشعبها وجعل مركبنا
يسابق مراكب العالم في مجال التعليم وكافة المجالات».
طلبة المدارس
وكان لـ «عمان» التفاتة إلى آراء مجموعة من الطلبة المجيدين الذين جاء اختيارهم من
قبل إدارة المدرسة للمشاركة بالندوة.
الطالب مازن بن سعيد بن أحمد الحارثي أشار إلى مسألة توزيع النقاشات والمداخلات
بقوله: «كنا نود طرح الكثير من المداخلات، ولكن من يخطف انظار مديري الجلسات هم
الدكاترة وكبار المسؤولين، ولا يتاح للطلاب المشاركة إلا القليل».
ووافقه الرأي زميله الطالب سليمان بن حسن البلوشي في الصف الحادي عشر من مدرسة سعد
بن أبي وقاص في ولاية شناص وقال: «لم نجد فرصة لطرح تساؤلاتنا، ونحن كطلبة لا نجد
فرصة كهذه الندوات للإجابة على تساؤلاتنا، الملاحظ أن مقدمي الأوراق من إدارات
تعليمية وكوادر لا يتقيدون بالوقت المحدد لهم، وهذا ما ينعكس سلبا على الوقت المخصص
لطرح التساؤلات النقاشات وكذلك المطالب، وفي إحدى الجلسات تم تلخيص الوقت المحدد
للمناقشات من 40 دقيقة إلى 20 وأغلب من طرح مداخلاته هم من الدكاترة وربما أصحاب
القرار، والذين بإمكانهم الوصول إلى المسؤولين سواءً بهذه الندوة أو في خارجها».
وأضاف: «كنت أريد أن أطرح موضوعا ملحا يدور في ذهني وهو مسألة الكثافة العددية في
الفصول نتيجة لقلة عدد المدارس في ولاية شناص، ما يؤثر سلبيا على مستوى التحصيل،
ففي ظل الاستراتيجية الجديدة هل سنشهد توسعا في الفصول أو بناء مدارس جديدة في بعض
الأماكن؟ وهذا ما اتمنى أن احصل على إجابته، وهذه ملاحظاتي ولكن بشكل عام لا انفي
الجهود الكبيرة التي تشكر عليها الجهات القائمة على هذه الندوة وعلى رأسها مجلس
التعليم وكلنا أمل أن نحصد ثمارًا يانعة ينعم بها أهل السلطنة كافة».
أسعد بن مسعود الشكيلي من مدرسة أبو الحسن البسيوي في ولاية بهلا قال: «اختيارنا
للمشاركة في هذه الندوة أمر أثلج صدورنا وهو مكسب لنا سنحاول تطبق ما جاء فيها في
الشق الثاني من التعليم أي التعليم العالي».
وأضاف: «يوم الأربعاء في اليوم الثاني من الندوة كانت الجلسة العامة قد تناولت ورقة
حول التعليم المدرسي أي ان الهدف منها الطالب، ولكن جلسة النقاش لم ينل منها الطلاب
نصيبا يذكر، ونحن لم نأتِ إلى هنا للاستماع فقط، بل كان هدفنا المشاركة وطرح رؤانا
حيث نلقى أذنا صاغية من قبل المسؤولين».
مرسوم
سلطاني رقم 48/ 2012 بإنشاء مجلس التعليم وإصدار نظامه
قرار
وزارة التعليم العالي رقم 9/ 2013 بإصدار اللائحة التنظيمية لمكاتب خدمات التعليم
العالي