الأحد 16 نوفمبر 2014 م -
٢٣ محرم ١٤٣٦ هـ
جريدة عمان
برج
الصيرة .. معلم تاريخي وسياحي بولاية قريات
قريات ـ العمانية:
يزدان شاطئ ولاية قريات بوجود برج الصيرة في وسط البحر والذي تحيط به المياه من
كافة الاتجاهات، حيث يقع البرج في قرية “الساحل” بقريات على قمة نتوء صخري على
الشاطئ في منظر يشد مرتاديه ويعبر عن عمق الحضارة العمانية وأهمية الأبراج قديما في
المراقبة والتحكم ومتابعة المسارات البحرية وخطوط السفن التي تعبر الولاية والتي
يستقبلها ميناء قريات سابقا، بالإضافة إلى الحركة التجارية والجوانب الأمنية التي
استدعت تشييد البرج في ذلك الوقت.
ويعطي برج الصيرة ولاية قريات أهمية تاريخية ويظهر مدى تقدمها في الجانب البحري
والتجاري كونها محطة استراتيجية مهمة، حيث اشتهرت الولاية بدورها التجاري والملاحي
والبحري عبر التاريخ، ويعمل سكان قرية الساحل بالولاية في مهنة صيد الأسماك والتي
تعتبر مصدر رزقهم الرئيسي وقد حافظوا على هذه المهنة المتوارثة من آبائهم وأجدادهم
وارتبط سكان قرية الساحل بالبحر لقربهم منه، وبالإضافة إلى مهنة الصيد قديما كانت
تستقبل السفن المحملة بالبضائع وتصدير بعض السلع التجارية إلى الموانئ الرئيسية
داخل السلطنة وخارجها.
وتشير المعلومات الى أن برج الصيرة شيد في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي بهدف
مراقبة السفن التي تمر وذلك حسب المعلومات المتوفرة والمصادر الموثقة، وأيضا تشير
الخرائط للمنطقة إلى أن هذا البرج كان موجودا منذ فترة طويلة، وقد رمم أو أعيد
بناؤه في عهد السلطان تيمور بن فيصل البوسعيدي عام 1333هـ / 1914م، وكذلك أعيد
ترميمه في عام 1995م في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد
المعظم- حفظه الله ورعاه- في الفترة التي تزامنت مع إنشاء ميناء الصيد البحري
بالولاية.
وتشير الآثار والمصادر التاريخية إلى وجود علاقات تاريخية لعمان مع العديد من
الحضارات الإنسانية القديمة، فقد ارتبطت التجارة البحرية للحضارة العمانية بحضارة
دلمون وحضارة بلاد الرافدين وبالحضارات الفرعونية والفارسية والهندية والعديد من
الحضارات الأخرى، وكانت الموانئ العمانية تستقبل العديد من الهجرات البشرية
للحضارات القديمة كونها تشكل طريقا آمنا للانتقال.
وكان لميناء قريات الدور البارز في المجال التجاري ولبناء العلاقات مع الحضارات
الأخرى نظرا لموقعه الاستراتيجي على خليج عمان والذي يتميز بمواسم مستمرة للملاحة
من حيث حركة الرياح واستقراره الدائم مقارنة ببحر العرب.
ويشكل برج الصيرة اليوم معلماً تاريخياً مهماً في الولاية، ومنظراً رائعاً يتجسد
فيه جمال العمارة العمانية وهندستها الرائعة، ودائماً ما يجذب البرج السائحين
والزوار من داخل السلطنة وخارجها طوال فترة العام، حيث يوجد بالقرب منه استراحة
ومتنزه مما يوفر مكانا مناسبا لكافة شرائح المجتمع كما تتوفر مظلات ومواقع جلوس على
طول الخط الساحلي بجانب البرج.
وتقام بجانب البرج العديد من المناسبات الخاصة بأهل القرية حيث جرت العادة أن يزف
العريس في يوم عرسه من البيت إلى الشاطئ القريب من البرج برفقة الأهالي وتصاحبهم
الفنون المتعددة المعروفة في الولاية كفنون (المالد) و(التنجيليه) و(الزفة) في
مسيرة مشيا على الأقدام، كما تقام العديد من المناسبات البحرية والمسابقات بجانب
البرج خاصة في احتفالات البلاد بالأعياد الوطنية وكذلك تقام مسابقات بحرية ورياضية
منها سباق القوارب والسفن المختلفة والسباحة والركض وغيرها من السباقات التي تنطلق
من أمام البرج وبجانبه.
وكان الصيادون في السابق يرتادون صخرة الصيرة لصيد الأسماك المختلفة حيث تتجمع
الأسماك بأنواعها الكثيرة بالقرب من صخرة الصيرة وذلك قبل حدها بسور كاسر الأمواج
أثناء تشييد ميناء الصيد البحري بولاية قريات، لتأخذ جانبا سياحياً وإرثاً تاريخياً
جميلاً. ويعد البرج من أبرز المواقع الساحلية في الولاية ويقصده الزائر للاستمتاع
بمشهد شروق الشمس في الصباح الباكر، وكذلك منظر الغروب في ظاهرة جمالية وطبيعة
خلابة. ويقابل برج الصيرة من جهة الغرب حياة الصياد العماني البسيطة حيث لا يزال
يحافظ عليها سكان القرية، فتصطف قوارب الصيد على الشاطئ ويصاحبها الأعمال اليومية
للبحار والتي تعد تجهيزا لرحلته اليومية لصيد الاسماك، ومن جهتي الشمال والجنوب على
الطريق الساحلي يمارس الشباب بشكل يومي الرياضة الشاطئية بجانب البرج ويزدحم الموقع
بالرياضيين خلال فترة العصر لممارسة مختلف الرياضات الشاطئية.
مرسوم
سلطاني رقم 33/2002 بإصدار قانون السياحة
مرسوم
سلطاني رقم 80/2003 بانضمام سلطنة عمان إلى اتفاقية منظمة السياحة العالمية
اللائحة
وفقًا لآخر تعديل - قرار وزاري رقم 91/2003 بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون
السياحة