جريدة
عمان - الثلاثاء 11 من صفر 1434 هـ - الموافق 25 من ديسمبر 2012 م
الاقتصاد والأمن يتصدران جدول أعمال قمة مجلس التعاون
حمد بن
عيسى: مسؤولياتنا تتطلب العمل المشترك ونتطلع لقرارات ملموسة تعزز ما تم إنجازه -
أمير الكويت : أمام دول المجلس صيغ عديدة للعمل المشترك تستوجب تحقيق الفاعلية -
المنامة ـ حمود بن سيف المحرزي :
بدأت امس اعمال القمة الـ 33 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالمنامة
والتي يترأس فيها وفد السلطنة نيابة عن جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ
صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.
وافتتح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الجلسة الافتتاحية
لأعمال القمة .
وأكد جلالة الملك ان قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية كان بداية تاريخية أحيت
طموحات مواطني دول المجلس نحو غد أفضل، وقدمت مثالاً جديراً للتعامل الناضج في
العالم العربي الذي يموج بتغيرات وتقلبات عدة.
وقال في كلمته الافتتاحية ان إنشاء مجلس التعاون عام 1981 ، كان إدراكاً من قادة
المجلس لمزيد من التعاون ، وتقديراً لمقومات القوة والمنعة الكامنة في وحدة الصف
وضمان الدفاع عن الأوطان. معربا عن ثقته التامة بأن مجلس التعاون بفضل حكمة وتوجيه
قادة دول المجلس ، سيواصل مسيرته الناجحة صفاً واحداً كالبنيان المرصوص للتعامل مع
التحديات الكبيرة التي تواجه دوله .
واكد حمد بن عيسى ان هذه القمة التي تعقد في مملكة البحرين جاءت لبنة مباركة في
بناء هذا الصرح الشامخ على مدى ثلاثة عقود، من الاهتمام والعمل المتواصل لتحقيق
تطلعاتنا وآمال مواطنينا في إيجاد مظلة آمنة تعيش مجتمعاتنا في حماها من بعد الله
سبحانه وتعالى .
ورحب بأصحاب السمو في مملكة البحرين ، داعيا المولى سبحانه الخروج بنتائج تكون عزاً
وقوة لنا ولأمتنا العربية والإسلامية ، وعبر عن تقديره وشكره لخادم الحرمين
الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية على ما بذله من
جهود تُعزز مسيرة المجلس أثناء رئاسته أعمال القمة السابقة في الرياض العزيزة .كما
توجه بالتهنئة لدول مجلس التعاون والمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعباً
بنجاح العملية الجراحية لخادم الحرمين الشريفين سائلا المولى سبحانه أن يديم عليه
موفور الصحة والعافية ليستكمل دوره الرائد في خدمة المملكة العربية السعودية وشعبها
ودعم مسيرتنا المباركة مع إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون .
واعرب مجددا على تقدير مملكة البحرين لدعم ومواقف اشقائها دول مجلس التعاون المشرفة
والتي عبرت عن عمق الروابط الأخوية بين دولنا ، الأمر الذي يؤكد بأن ما نواجهه من
مسؤوليات يتطلب منا العمل المشترك بسياسة موحدة ، وخطط عملية للتكامل الاقتصادي
والدفاعي والأمني تحقيقاً للمواطنة الخليجية الكاملة الأمر الذي يعبر عن تماسكنا
وسياستنا الثابتة، وهو ما نعتز به أشد الاعتزاز ، وذلك من شأنه تقوية العمل العربي
المشترك من أجل مستقبل أفضل لأمتنا العربية ، ودعم الحقوق العربية وفي مقدمتها حق
الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإقامة عالم خال
من الصراعات والحروب ومكافحة الإرهاب والقرصنة، والأخذ بمبدأ التعايش والتسامح بين
مختلف الأديان والثقافات والحضارات.
كما اعرب عاهل مملكة البحرين عن تطلع دول مجلس التعاون بثقة إلى قرارات ملموسة
لصالح مواطنيها تعزز ما تم إنجازه على أكمل وجه من التعاون بينها في كافة المجالات.
تفعيل آليات العمل المشترك
وأكد صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت ان مؤتمر قمة
دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ينعقد في ظل استمرار الظروف والمتغيرات
المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص الأمر
الذي يتطلب استمرار التشاور ويؤكد على أهمية هذه القمة لمراجعة ما تم اتخاذه من
خطوات وتدابير لمواجهة تلك الظروف بما يكفل تحصين مجتمعاتنا ويحقق تطلعات شعوبنا في
الأمن والاستقرار والازدهار ورغد العيش.
وقال في كلمة القاها في افتتاح القمة: لاتزال امام دول المجلس صيغ عديدة للعمل
المشترك تستوجب تحقيق الفاعلية لها وصولا إلى الاهداف المنشودة وبما يكفل تعزيز
مسيرة التعاون الخليجي المشترك .
مؤكدا ان احتفالنا قبل أسابيع بحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة
وهو نجاح دبلوماسي مميز حققته عدالة القضية بما يستوجب استغلاله في حث المجتمع
الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية للاضطلاع بمسؤولياتهما التاريخية
بالضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالسلام والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني
وإقامة دولته المستقلة بموجب قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية موضحا
ان العدوان الهمجي الإسرائيلي الذي وقع على غزة مؤخرا وما خلفه من قتل ودمار يؤكد
ما نقوله دائما بأن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام ولن تشعر شعوبها بالعدالة
دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة وإذعان إسرائيل لهذه الحقيقة
الجلية .
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا اعلن سمو امير دولة الكويت ان بلاده قد وافقت على
استضافة مؤتمر دولي للمانحين لدعم الشعب السوري في نهاية شهر يناير المقبل استجابة
لعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتولى تقديم المساعدات الإنسانية مؤكدا
إن دعم دول المجلس لهذا المؤتمر وإسهامها في فعالياته سيكون عاملا حاسما في تخفيف
المعاناة التي نسعى إلى رفع وطئها عن الشعب السوري الشقيق.
وجدد سموه دعوته لإيران للاستجابة إلى دعوات دول مجلس التعاون بإنهاء القضايا
العالقة بين الجانبين لاسيما قضية الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة وموضوع الجرف
القاري وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي كما دعا سموه
ايران إلى الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجاوب مع الجهود
الدولية المبذولة لتجنيب الشعب الإيراني والمنطقة بكاملها أسباب التوتر وعدم
الاستقرار لتنصب الجهود والإمكانيات جميعها لتعزز الاستقرار والتنمية في دول
المنطقة.
ظروف بالغة الدقة
وقال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن
عبدالعزيز آل سعود في كلمة له ان القمة الخليجية في المنامة تعقد في ظل ظروف بالغة
الدقة " ما يتطلب منا التمعن في مسيرة مجلس التعاون الخليجي التي بدأتها دول الخليج
منذ اكثر من 31 عاما".
واوضح ان " ما تحقق من انجازات في مسيرة مجلس التعاون لا يرقى الى مستوى الآمال
والطموحات المعقودة" مشددا على ضرورة العمل الدؤوب لتحقيق تطلعات الشعوب الخليجية.
تحقيق منجزات حضارية رائدة
من جانبه اكد معالي عبداللطيف راشد الزياني الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج
العربية ان مجلس التعاون تمكن خلال مسيرته الميمونة من تحقيق العديد من المنجزات
الحضارية الرائدة والمكتسبات التنموية المشهودة على مختلف المستويات والتي أصبحت
شاهداً على صدق التوجه وقوة العزيمة والإرادة التي يتمتع بها أبناء دول المجلس حتى
أصبح مجلسكم المبارك كياناً راسخاً وقوياً يهدف إلى تطور الإنسان الخليجي وتقدمه،
ويسعى إلى بناء علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة حفاظاً على أمن المنطقة
واستقرارها، وتعزيزاً للأمن والسلم الدوليين.
وقال في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الاعلى
لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، أن تجني شعوب
دول مجلس التعاون ، ما حققه المجلس على مدى أكثر من ثلاثين عاماً من إنجازات بارزة،
ومكانة مرموقة على الساحة الدولية. فهذه المنظومة الخليجية الرائدة، تسير من نجاح
إلى نجاح، وتخطو بخطوات راسخة وواثقة نحو أهدافها السامية، بفضل من الله العلي
القدير، ثم بفضل جهودكم المباركة وحكمتكم ورؤيتكم الثاقبة وحرصكم الدائم على تحقيق
تطلعات وآمال شعوب دول المجلس في مزيد من التقدم والنماء والازدهار.
واكد ان مجلس التعاون اثبت قوته وتماسكه أمام التحولات والمتغيرات المتسارعة في
محيطه الإقليمي والعربي ، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، ومساعي البعض للنيل من
مكتسباته واستقراره وأمنه والتدخل في شؤونه الداخلية، معربا عن يقينه بأن حكمة
أصحاب الجلالة والسمو ،النافذة وبصيرتهم الثاقبة إزاء تلك الأحداث ، حصّنت دول
المجلس من آثارها وحمتها من سوء عواقبها وحافظت على مكتسباتها واستقرارها وأمنها .
تعزيز العمل الخليجي
وبعد الافتتاح الرسمي للقمة الخليجية الـ 33 لدول مجلس التعاون الخليجي عقد اصحاب
الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون جلسة مغلقة لمناقشة الملفات والموضوعات
المرفوعة والتي من شأنها تعزيز العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات وتوثيق
الروابط بين دول مجلس التعاون تتواكب مع تطلعات ابناء دول مجلس التعاون.
وتتصدر ملفات تتعلق بالاقتصاد والامن مناقشات قمة دول مجلس التعاون الـ33 وابرزها
السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والربط المائي والتنمية البشرية
والمفاوضات الاقتصادية التي تجريها دول مجلس التعاون مع الدول والتكتلات
الاقتصادية، كما ان ملفات أخرى تتعلق بالشؤون الأمنية والعسكرية والبيئة والتعليم
والصحة وغيرها، إلى جانب مناقشة الأوضاع الراهنة في المنطقة.
واوضح معالي عبد اللطيف الزياني الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن
القمم الخليجية هي قمم خير وبركة ولا يخرج من اجتماعاتها الا الخير للمواطنين
والشعوب والمنطقة كلها كما تعمل قراراتها وتوجهاتها على دعم الاستقرار والامن
والسلام والازدهار لدول مجلس التعاون مشيرا الى ان قمة البحرين ستشكل اضافة الى
القمم السابقة في دعم المسيرة الخليجية.
ولفت الزياني إلى أن القمة الثالثة والثلاثين تناقش ملفات لتعزيز العمل الخليجي
المشترك في جميع المجالات ومنها الاتحاد الجمركي حيث يطلع القادة على اهم ما توصلت
اليه الدراسات ويتابعون سير توجهاتهم بتشكيل هيئة الاتحاد الجمركي وجدوله الزمني
قبل اللقاء التشاوري في عام 2014 على ان يرفع التقرير النهائي الى القمة ومن ثم
يبدأ الوضع النهائي للاتحاد الجمركي اعتبارا من العام 2015.
وأكد أمين عام مجلس التعاون أن التحديات الامنية بند رئيسي في القمة وسيتم التأكيد
على ضرورة زيادة التلاحم والتكامل في المنظومتين الدفاعية والامنية لدول المجلس،
مشيرا الى ان جدول الاعمال يتضمن عرض الاتفاقية الامنية الخليجية التي وقعها وزراء
الداخلية خلال مؤتمرهم الاخير لمباركتها واعتمادها من قادة مجلس التعاون ، مبينا ان
تنفيذها سيرجع الى القوانين المحلية الوطنية في كل دولة للتصديق عليها كما انها
عدلت بما يتماشى مع دساتير الدول الأعضاء.
وذكر الزياني الملفات الاقتصادية المطروحة على قمة البحرين والربط المائي والشباب
والتنمية البشرية إضافة إلى قوانين وتشريعات خاصة بالعمل المشترك وسيتم دراستها
واعتمادها، لافتا الى رفع دراسات ومرئيات لقادة دول مجلس التعاون من قبل الهيئة
الاستشارية وستكلف لعمل دراسات جديدة.كما أكد الزياني أن من أبرز القضايا الاقليمية
المطروحة على القمة الخليجية ملف العلاقات مع ايران.
مناقشة بيان اعلان المنامة
عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قبيل افتتاح القمة الخليجية ال 33
اجتماعا تنسيقيا لمناقشة الصيغة النهائية لبيان إعلان
المنامة.
وقد ترأس معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية وفد السلطنة في
الاجتماع.
ذات صله : -
السلطنة تشارك في الاجتماع الـ(11) لوزراء ورؤساء أجهزة الخدمة المدنية بدول المجلس
بالرياض
اختتام اجتماعات
وزراء الإسكان بدول
مجلس التعاون الخليجي
بالرياض
وزراء الداخلية
بدول مجلس
التعاون يوقعون
على الاتفاقية الأمنية