جريدة
عمان – الأربعاء 12 من صفر 1434 هــ - الموافق 26 من ديسمبر 2012 م
قمة المنامة توصي بأخذ تطلعات الشباب في الحسبان
أقرّت الاتفاقية الأمنية وباركت إنشاء
قيادة عسكرية موحدة -
المنامة ـ حمود بن سيف المحرزي -
أقر المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الاتفاقية الأمنية لدول
المجلس بصيغتها المعدلة كما صادق على قرارات مجلس الدفاع المشترك وبارك إنشاء قيادة
عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية
المخصصة والإضافية.
جاء ذلك في البيان الختامي للدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الاعلى لمجلس التعاون
لدول الخليج العربية والتي عقدت برئاسة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة
البحرين رئيس الدورة الحالية بقصر «الصخير» واختتمت اعمالها أمس.
وشارك في أعمال القمة نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ
حفظه الله ورعاه ـ صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون
مجلس الوزراء.
وقال معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الامين العام لمجلس التعاون في
البيان الختامي للدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج
انه وحرصا من قادة دول المجلس على تعزيز مسيرة التعاون المشترك، وتحقيقاً للمواطنة
الخليجية الكاملة، استعرض المجلس الأعلى توصيات وتقارير المتابعة المرفوعة من
المجلس الوزاري. كما بحث تطورات القضايا السياسية الإقليمية والدولية، في ضوء ما
تشهده المنطقة والعالم من أحداث وتطورات متسارعة واتخذ بشأنها القرارات اللازمة،
وذلك على النحو التالي:
أولاً: مسيرة العمل المشترك
ثمّن المجلس الأعلى الخطوات التي تم اتخاذها لتنفيذ قراراته بشأن العمل المشترك
فيما يتعلق بالمجالات المنصوص عليها في المادة الثالثة من الاتفاقية الاقتصادية،
وأكد على ضرورة العمل على تعزيز روح المواطنة الخليجية لدى مواطني دول مجلس التعاون
في مختلف المجالات.
وتعميقاً للتكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء، وتفعيلاً لما أصدره المجلس الأعلى
من قرارات بشأنه، بحث الأوضاع الاقتصادية في دول المجلس وأعرب عن ارتياحه لما تشهده
اقتصاداتها من نمو ملحوظ، وما تحقق فيها من تنمية شاملة في مختلف القطاعات.
ووجه المجلس الأعلى اللجان المعنية بسرعة تنفيذ ما ورد في الاتفاقية الاقتصادية
بخصوص توحيد السياسات المالية والنقدية، وتكامل البنية الأساسية وتعزيز القدرات
الإنتاجية بما يضمن إتاحة الفرص الوظيفية للمواطنين، وكلف لجنة التعاون المالي
والاقتصادي بتقديم برامج عملية وفق جداول زمنية للانتقـال إلى آفـاق أرحب للتكـامل
والاندمـاج الاقتصـادي بين دول المجلس، تحقيقاً للهدف المنشود.
وحرصاً من المجلس الأعلى على تحقيق تطلعات الشباب في دول المجلس والعناية بهم،
واستثمار طاقاتهم، وتنمية مواهبهم ، فقد وجه المجلس بإجراء دراسة شاملة للتعرف على
البرامج المنفذة في مختلف الأنشطة الشبابية في دول المجلس، وقضايا الأسرة والطفولة
وعقد ندوة شاملة بهذا الشأن.
كما استعرض المجلس الأعلى مسيرة التعاون المشترك من خلال ما رفع إليه من تقارير
وتوصيات من المجلس الوزاري واللجان الوزارية والأمانة العامة بهذا الشأن وقرر،
الأخذ علما بتقارير المتابعة المعروضة عليه، واعتماد كافة القوانين (النظم) في
مختلف مجالات العمل المشترك.
وصادق المجلس الأعلى على قرارات مجلس الدفاع المشترك وبارك إنشاء قيادة عسكرية
موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة
والإضافية، وقرار الموافقة على علاج منتسبي القوات المسلحة وعائلاتهم بدول مجلس
التعاون، المنتدبين في مهام رسمية أو المشاركين في دورات تدريبية في الدول الأعضاء،
في المستشفيات العسكرية.
كما أقر المجلس الأعلى الاتفاقية الأمنية لدول المجلس بصيغتها المعدلة والتي وقعها
أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في اجتماعهم الحادي والثلاثين بتاريخ 13
نوفمبر 2012م. مؤكداً على أهمية تكثيف التعاون سيما فيما يتعلق بتبادل المعلومات
بين الأجهزة الأمنية في الدول الأعضاء.
وأكد المجلس الأعلى على مواقف الدول الأعضاء الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة
أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره.
وأدان التفجيرات الإرهابية الآثمة التي وقعت مؤخراً في مدينة المنامة بمملكة
البحرين، وراح ضحيتها عدد من الأبرياء، مشيداً بدور حكومة البحرين البناء وتعاملها
الشامل مع الأحداث، مؤكدا تضامنه الكامل مع مملكة البحرين في جهودها الرامية للحفاظ
على وحدتها الوطنية وترسيخ أمنها واستقرارها.
ورحب المجلس الأعلى بافتتاح المركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف (هداية) في
أبوظبي ، كمركز يجمع بين الخبراء والخبرات والتجارب المتوفرة في كافة الدول لمكافحة
التطرف العنيف بكافة أشكاله ومظاهره.
أبدى المجلس الأعلى شكره وتقديره لجهود الهيئة الاستشارية وأقر مرئياتها المتعلقة
باستراتيجية الشباب، وتعزيز روح المواطنة، واستراتيجية التوظيف لدول مجلس التعاون
لدول الخليج العربية في القطاعين الحكومي والأهلي، وإحالتها للجان الوزارية المختصة
لوضع الآليات اللازمة لتنفيذها. وقرر المجلس الأعلى أن تقوم الهيئة الاستشارية في
دورتها السادسة عشرة بالتالي:
1. دراسة إنشاء هيئة منظِمة للغذاء والدواء لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
2. دراسة إنشاء مركز خليجي مشترك متخصص للصحة العامة والوقائية.
3. دراسة تقويمية للاستراتيجية الإعلامية لدول المجلس وتطويرها.
4. آليات مكافحة الفساد ومعوقات التنمية في دول المجلس وعلاقتها بمنظومة القيم.
5. تقييم واقع وبرامج ثقافة الطفل وكيفية تطويرها.
وجه المجلس الأعلى بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات الوزارية المشتركة مع
الدول والمجموعات الاقتصادية، بما يحقق المصالح المشتركة لمجلس التعاون وشركائه.
ثانياً: الجانب السياسي
الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة:
جدد المجلس الأعلى التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال جمهورية
إيران الإسلامية للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات
العربية المتحدة، والتي أكدت عليها كافة البيـانات السابقة، وأكد في هذا الخصوص
على:
ـ دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب
الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة
الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الإمارات العربية
المتحدة.
ـ التعبير عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع جمهورية إيران الإسلامية أي نتائج
ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة
واستقرارها.
ـ اعتبار أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا
تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات
العربية المتحدة على جزرها الثلاث.
ـ النظر في كافة الوسائل السلمية التي تؤدي إلى إعادة حق الإمارات العربية المتحدة
في جزرها الثلاث.
ـ دعوة جمهورية إيران الإسلامية للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل
القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
العلاقات مع إيران
أعرب المجلس الأعلى عن رفضه واستنكاره لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون
الداخلية لدول مجلس التعاون، وطالب إيران بالكف فوراً ونهائياً عن هذه الممارسات،
وعن كل السياسات والإجراءات التي من شأنها زيادة التوتر، وتهديد الأمن والاستقرار
في المنطقة .
وأكد على ضرورة التزامها التام بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وعدم التدخل
في الشــؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد
بها.
البرنامج النووي الإيراني
تابع المجلس الأعلى البرنامج النووي الإيراني الذي لا يهدد أمن المنطقة واستقرارها
فحسب، بل الأمن والاستقرار العالمي، مشدداً على أهمية التزام إيران بالتعاون التام
مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد المجلس مجدداً مواقفه الثابتة بشأن أهمية
التزام إيران بجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية
من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، منوها في الوقت ذاته بالجهود الدولية،
لحل قضية البرنامج النووي الإيراني بالطرق السلمية.
وأكد المجلس الأعلى على حق الدول، ومن ضمنها إيران، في الاستخدام السلمي للطاقة
النووية، واذ يستذكر المجلس بأن مسؤولية السلامة تقع على الدولة المشغلة لأي منشأة
نووية، مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على البيئة في النطاق الجغرافي الواسع في
المنطقة، وضرورة الالتزام التام بمعايير الأمن والسـلامة وحظر الانتشار. وحيث أن
إيران بدأت بتشغيل مفاعل بوشهر، فإن دول المجلس تدعوها إلى الشفافية التامة حيال
هذا الموضوع، والانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية ، وتطبيق أعلى معايير
السلامة في منشآتها.
الشأن السوري
استعرض المجلس الأعلى آخر المستجدات على الساحة السورية، في ظل استمرار تدهور
الأوضاع والمعاناة الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق، وعبر المجلس
الأعلى عن عظيم ألمه وحزنه لاستمرار النظام في سفك الدماء البريئة، وتدمير المدن
والبنى التحتية، الأمر الذي يجعل من عملية الانتقال السياسي للسلطة مطلباً يجب
الإسراع في تحقيقه، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والسريع لوقف هذه
المجازر، والانتهاكات الصارخة، التي تتعارض مع كافة الشرائع السماوية والقوانين
الدولية والقيم الإنسانية.
وأكد المجلس الأعلى على أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للائتلاف الوطني لقوى الثورة
والمعارضة السورية، الذي تم تشكيله في الدوحة في نوفمبر2012م، برعاية كريمة من حضرة
صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، وجامعة الدول العربية،
باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، مُعرباً عن أمله أن يكون ذلك خطوة إيجابية
تجاه توحيد مواقف ورؤى المجتمع الدولي في تعامله مع الشأن السوري، ووقف نزف الدماء،
والعمل على بناء دولة حديثة يسودها القانون، وتنعم بالأمن وتستوعب جميع أبناء الشعب
السوري دون استثناء أو تمييز.
كما دعا المجلس الأعلى المجتمع الدولي ، دولا ومنظمات، بتقديم كافة أشكال المساعدات
الإنسانية العاجلة للشعب السوري الشقيق، لمواجهة الظروف الحياتية القاسية.
وأكد المجلس الأعلى على دعمه لمهمة معالي الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي
والعربي، على أن تكون مرتبطة بتحقيق التوافق في مجلس الأمن، خاصة الدول دائمة
العضوية، وفق صلاحيات ومسؤوليات المجلس في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي.
الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتطورات النزاع العربي ــ الإسرائيلي
استعرض المجلس الأعلى مستجدات القضية الفلسطينية، مؤكداً أن السلام الشامل والعادل
والدائم لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام
1967م، في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل، والأراضي التي مازالت محتلة في
جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهي ذات
المبادئ التي تضـمنتها مبادرة السلام العربية، وعكستها قـرارات الشرعية الـدولية
ذات الصلة.
وهنأ المجلس الأعلى الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته بمنح فلسطين صـفة دولة مراقب
غير عضو في الأمم المتحدة، معرباً عن أمله أن يمثل هذا الإنجاز خطوة جادة نحو إقامة
الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد المجلس الأعلى الدعوة إلى توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام ونبذ الخلافات
وتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
وأدان المجلس الأعلى سياسات إسرائيل الاستيطانية الهادفة إلى تغيير المعالم
الجغرافية والديموغرافية في الأراضي الفلسطينية، واعتبرها جريمة أخلاقية وإنسانية،
وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولا يترتب عليها أي أثر قانوني لصالح إسرائيل.
ورحب المجلس الأعلى بالاتفاق على وقف اطلاق النار في غزة، الذي تم برعاية مقدرة من
جمهورية مصر العربية، ومؤكداً على أهمية مواصلة الجهود لتعزيز هذا الاتفاق وعدم
تكرار هذه الأعمال العدائية الإسرائيلية، محملاً إسرائيل المسؤولية القانونية
المترتبة على هذا العدوان، وطالب المجلس الأعلى المجتمع الدولي بالعمل على تقديم
وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع.
وفي هذا الشـأن أشاد المجلس الأعلى بالجهود والمساعدات الإنسانية التي تقدمها دول
مجلس التعاون للشعب الفلسطيني وخاصة لقطاع غزة، وما قدمته المؤسسة الخيرية الملكية
في مملكة البحرين بتوجيهات من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء
المؤسسة الخيرية الملكية من مساعدات إنسانية لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني
المحاصر في قطاع غزة.
الشأن اليمني
اطلع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إخوانه قادة دول المجلس على
مضمون الرسالة التي تلقاها من فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية
اليمنية، حول الإنجاز الذي تحقق في تنفيذ المبادرة الخليجية والخطوات التي تمت في
سبيل تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية، والتي عبر فيها عن
تقديره واعتزازه بالدور الذي قام به أصحاب الجلالة والسمو في الوقوف مع الشعب
اليمني خلال أزمته السياسية والحرص على تجنيب اليمن شبح الحرب الأهلية.
وعبر المجلس الأعلى عن مباركته لما تم تحقيقه في المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة
الخليجية وآليتها التنفيذية، وذلك بجهود فخامة الرئيس اليمني، وحكومة الوفاق الوطني
ودعم الشعب اليمني وقواه السياسية، مؤكداً دعم المجلس كل ما يحقق آمال وتطلعات
الشعب اليمني الشقيق، آملاً من الجميع التكاتف والالتزام بما تم الاتفاق عليه بين
جميع الأطـــراف. وأشاد في هذا الإطار بالقرار الأخير الذي أصدره الرئيس اليمني
بإعادة هيكلة القوات المسلحة، والذي يأتي في إطار المبادرة الخليجية وآليتها
التنفيذية كخطوة مهمة على طريق تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن.
ويتطلع المجلس الأعلى إلى نجاح تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة، وذلك بعقد مؤتمر
الحوار الوطني الشامل، وبمشاركة جميع أطياف الشعب اليمني ومكوناته، واتفاقهم على كل
ما يحقق مصلحة اليمن ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره.
كما اطلع المجلس الأعلى على التقرير الذي رفعه المجلس الوزاري بشأن زيارة معالي
الأمين العام لمجلس التعاون إلى الجمهورية اليمنية في شهر نوفمبر2012م، لمتابعة
تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المُزمَّنة.
الشأن العراقي
أكد المجلس الأعلى على قرارات دوراته السابقة، ومواقفه المعروفة والثابتة تجاه
العراق، والمتمثلة في احترام سيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه وسلامته
الإقليمية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وحث الدول الأخرى على اتباع النهج ذاته،
داعياً الحكومة العراقية للقيام ببناء جسور الثقة مع الدول المجاورة على أساس مبادئ
حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. كما أكد المجلس على أهمية
بذل جميع الأطراف في العراق الشقيق تحقيق مصالحة سياسية دائمة وشاملة، تلبي طموحات
الشعب العراقي، لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على هويته العربية والإسلامية.
وشدد المجلس الأعلى مجدداً على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن
الدولي ذات الصلة، ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية بين دولة
الكويت والعراق تنفيذا للقرار 833، بالإسراع في إزالة التجاوزات العراقية التي تعيق
عملية الصيانة للعلامات الحدودية بين البلدين، والانتهاء من مسألة تعويضات
المزارعين العراقيين تنفيذاً للقرار 899 والتعرف على مصير من تبقى من الأسرى
والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى، وإعادة الممتلكات
والأرشيف الوطني لدولة الكويت. وحث الأمم المتحدة والهيئات الأخرى ذات العلاقة
بالاستمرار في جهودها القيمة لإنهاء تلك الالتزامات.
ميانمار
أدان المجلس الأعلى القمع والمجازر الوحشية بحق المواطنين المسلمين من الروهينقيا
في ميانمار، وما يتعرضون له من تطهير عرقي، وانتهاك لحقوق الإنسان، لإجبارهم على
ترك وطنهم، ووقوفه معهم في محنتهم وتقديم العون والمساعدة لهم. وكلف المجلس الأعلى
المجلس الوزاري بإجراء مشاورات مع دول تلك المنطقة لإيجاد حل لهذه الأزمة.
ودعا المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن ومنظمات المجتمع المدني، الإقليمية والدولية،
إلى تحمل مسؤولياتهم، وإيجاد حل سريع لهذه القضية، وتقديم المساعدات الإنسانية
العاجلة.
وفي الختام عبر المجلس الأعلى عن بالغ تقديره وامتنانه لحضرة صاحب الجلالة الملك
حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، حفظه الله ورعاه، رئيس الدورة الحالية
للمجلس الأعلى، ولحكومته الرشيدة، ولشعب المملكة العزيز، للحفاوة وكرم الضيافـة،
ومشاعـر الأخـوة الصادقـة التي قوبل بها اخوانه أصحاب الجلالة والسمو قـادة دول
المجلس والوفود المشاركة.
ورحب أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، بالدعوة الكريمة من حضرة صاحب
السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت ـ حفظه الله ورعاه ـ لعقد
الدورة الرابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون في دولة الكويت، في
العام القادم2013م.
وقال جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين: في هذه اللحظة المهمة
التي نختتم فيها أعمال قمة الصخير المباركة وما تم التوصل إليه من نتائج نحو تفعيل
قرارات مجلسنا يسعدنا أن نعبر لكم عن عظيم تقديرنا وشكرنا وامتناننا على روح الأخوة
والتعاون والمودة التي سادت الاجتماعات وما تحلى به الجميع من رغبة صادقة من أجل
إنهاء أعمال دورة مجلسنا بنجاح.
وأضاف يقول إن النجاح الكبير الذي تحقق اليوم يأتي تعبيراً عن تطلعاتنا جميعاً من
أجل دعم وتعزيز العمل الخليجي المشترك لتحقيق طموحات مواطني مجلس التعاون وتفعيل
دور مجلس التعاون على نحو يستشعره المواطن الخليجي خلال حياته اليومية وإيمانه بأن
مصالحه لا يمكن أن تصان وتتحقق إلا بالتماسك والتكامل والاتحاد حماية لأمنه
واستقراره ومكتسباته.
كما لا يفوتنا في هذه المناسبة أن نتقدم لأعضاء الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى
بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على الدراسات التي تقدمت بها وما تبعها من توصيات قيمة
في الموضوعات التي كلفت بدراستها في الدورة الماضية وإننا لعلى ثقة بأن هذه
الدراسات سوف تلقى كل الاهتمام وستأخذ طريقها نحو التنفيذ بما يصب في صالح دولنا
وشعوبنا.
وفي الختام أود التنويه مرة أخرى بالدور المهم الذي قام به أصحاب السمو والمعالي
وزراء خارجية دول مجلس التعاون ومعالي الأمين العام ومعاونيه في إنجاح أعمال دورتنا
واجتماعاتنا.
الكويت تستضيف الدورة القادمة
بعد ذلك ألقى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة عبر فيها
عن سعادته وشعب الكويت بانعقاد الدورة القادمة للمجلس الأعلى في الكويت مقدمًا
الدعوة لقادة دول المجلس للمشاركة في الدورة.
وقال في كلمته أمام المجلس: نتشرف باستضافتكم والاحتفاء بكم بين أهلكم وإخوانكم
مبتهلين للمولى جلت قدرته أن يسدد خطانا وأن نحقق كل ما نرجوه لشعوبنا من أمن
واستقرار وتقدم ورخاء وخدمة قضايا أمتينا الإسلامية والعربية.
وعزا سموه ما تحقق من إنجازات خلال هذه الدورة لتوفيق الله أولاً ثم حكمة وبعد نظر
قادة المجلس مشيرا إلى أن لذلك الأثر الكبير في الوصول إلى القرارات التي ستسهم في
إضافة الجهود الخيرة والمقدرة إلى العمل الخليجي المشترك وذلك من أجل تحقيق تطلعات
شعوب الخليج للأمن والاستقرار والرخاء.
ذات صله :ـــ
السلطنة تشارك في اجتماع رؤساء المجالس التشريعية الخليجية بالمنامة
وزراء الداخلية
بدول مجلس
التعاون يوقعون على الاتفاقية الأمنية
اليوم .. وزير الداخلية يتوجه إلى الرياض