جريدة عمان -
الخميس 27 م صفر 1434 هـ - الموافق 10 من يناير 2013 م
بمشاركة السلطنة ندوة التوعية البيئية الخليجية تختتم فعالياتها بإصدار التوصيات
تعزيز دور جمعيات المجتمع المدني
وتعاونها مع الجهود الحكومية -
كتبت - سوسن البوسعيدية :-- أوصت ندوة تعزيز دور الأسرة في التوعية البيئية بدول
مجلس التعاون، التي اختتمت فعالياتها بدولة قطر وشاركت فيها السلطنة ممثلة في وزارة
البيئة والشؤون المناخية بتعزيز التواصل بين جمعيات النفع العام وجمعيات الأسرة
والمرأة والجمعيات البيئية بدول المجلس لوضع برامج عمل على مستوى الدول الأعضاء
لتعزيز دور الأسرة في النهوض بالوعي البيئي. وكذلك إقامة حلقات عمل كل سنتين لتبادل
الخبرات في مجال تطوير واستثمار العمل للرقي بدور الأسرة والنهوض بالوعي البيئي،
كما اوصت الندوة بتشجيع إقامة شراكات بين القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالبيئة
والتنمية الاجتماعية والقطاعات الخاصة والأهلية لإقامة الحملات والفعاليات الخاصة
بالتوعية البيئية للأسرة بدول مجلس التعاون.
ودعت الندوة الى تشجيع الشراكة البحثية بين الجهات ذات العلاقة بالتنمية الاجتماعية
والبيئية في هذه الدول وتشجيع عمل بحوث داعمة لدراسات البعد البيئي الاجتماعي،
وإقامة حلقة عمل تربوية لوضع أساليب مبتكرة لإشراك الأسرة وأولياء الأمور في مجال
التوعية البيئية، فضلا عن التوصية بوضع برنامج للشؤون الاجتماعية لتعزيز دور الأسرة
للنهوض بالعمل البيئي وتطوير مهارات الأسرة والطفل وقدراتهم البيئية بدول المجلس
وأهمية مشاركة المرأة في سن التشريعات البيئية بدول التعاون.
وشاركت وزارة البيئة والشؤون المناخية بورقتي عمل الاولى قدمتها فريدة بنت سالم
البلوشية رئيس قسم التوعية بالوزارة وتطرقت من خلالها، الى دور المرأة العمانية
وتجربتها في النهوض بالوعي البيئي، من حيث دورها كربة منزل ومعلمة وموظفة مسؤولة في
الحفاظ على البيئة، ايضاً مشاركتها في الجمعيات والمؤسسات العمانية التطوعية لخدمة
المجتمع (مثل جمعية حماية البيئة وجمعيات المرأة)، ومشاركتها كمتخذة قرار في
المحافل الدولية والإقليمية التي تناقش القضايا البيئية، وإسهامها كصاحبة أعمال
عمانية في مشاريع تنموية بيئية ناجحة، ايضاً مشاركتها في الأنشطة والفعاليات
المحلية والدولية التوعوية (مثل المعارض).
دور المرأة الريفية
وأكدت فريدة البلوشية في ورقتها أن دور المرأة كبير في المحافظة على بيئتها، فهي
التي توجه أبناءها للمحافظة على البيئة وتنمي فيهم روح المسؤولية كما إنها تتحمل
مسؤولية إدارة المنزل ومواجهة التلوث من خلال اختيارها للسلع الصديقة للبيئة. ودور
المرأة الريفية في السلطنة وما لها من دور بارز في حماية البيئة، فهي التي تزرع
الأرض، وترعى الحيوانات، وتجلب المياه من المصادر المختلفة للمنزل بقدر الاحتياج،
لذا وجب دعوتها للمساهمة في النهوض بالتوعية البيئية.
كما تطرقت البلوشية الى دور المرأة في الجمعيات والمؤسسات العمانية لخدمة البيئة من
خلال جمعيات المرأة بمختلف مناطق السلطنة، ومن خلال الخطط والسياسة الحكومية التي
تعنى بالمرأة وتأهيلها وتدريبها لمشاركتها في مسيرة التنمية، وانضمت المرأة للعديد
من الجمعيات التطوعية في السلطنة والتي تعنى بالمحافظة على البيئة، مثل جمعية
المرأة العمانية وجمعية حماية البيئة العمانية التي تعمل بمشاركة وزارة البيئة
والشؤون المناخية في مختلف الفعاليات والحملات البيئية التي تنفذها الوزارة إيمانا
بدورها الكبير في خدمة المجتمع.
مساهمات الوزارة البيئية
وأشارت البلوشية الى الاتفاقيات البيئية الإقليمية والدولية، التي انضمت اليها
السلطنة، والتي تهتم بتوعية المرأة في المجال البيئي لكونها المصدر غير المحدود
للعطاء في شتى المجالات ومن ضمنها المجال البيئي.
وفي ختام الورقة اوضحت الأنشطة والفعاليات التي ساهمت فيها وزارة البيئة والشؤون
المناخية لزيادة الوعي البيئي، والمواد المستخدمة لتشجيع الأفراد في التوعية
البيئية.
مفهوم التوعية
أما ورقة العمل الثانية فقدمتها افتخار بنت حمدون البدوية، وتطرقت من خلالها اولاً
الى مفهوم التوعية ومجالها في وزارة البيئة والشؤون المناخية مبينة ان التوعية
عبارة عن غرس أو تعزيز السلوك الايجابي لدى أفراد المجتمع تجاه قضية ما وذلك من
خلال نشر معارف ومعلومات توضح الجوانب الايجابية والسلبية جراء انتهاج سلوك ما من
عدمه وتهدف الى تحويل الفرد إلى عنصر يرقى بالمجتمع ويسير على النهج السليم الذي
ارتضاه أفراده واتفقوا عليه بينهم بحيث يؤدي كل فرد الدور الذي يحتله في المجتمع
بنجاح. كما أوضحت الأهداف العامة للتوعية البيئية من حيث رفع مستوى الوعي البيئي
بالقضايا المحلية والإقليمية والدولية، وتعزيز مفهوم المواطن المنتمي لوطنه وترسيخ
مفهوم تحمل المسؤولية الشخصية تجاه البيئة، وإشراك الجمهور في رقابة وحماية البيئة
ووقف تدهورها، وتعزيز الاتجاهات والميول والقيم الإيجابية وتوضيح الأخطاء السلبية
منها.
المحاور البيئية
كما تطرقت البدوية الى مشاركة الأطفال الفنية وحبهم للبيئة، ومنهج العمل المتبع
لتحقيق الأهداف، واستراتيجية التوعية والإعلام البيئية وذلك بتكثيف الجهود وتنفيذ
البرامج والأنشطة وتنظيم حملات التوعية البيئية المستمرة والهادفة عبر ثلاثة محاور
أساسية هي: التعليم البيئي وذلك بتضمين الموضوعات البيئية ضمن المناهج التعليمية
التي تدرس للطلبة على جميع المستويات، والثقافة البيئية باستخدام عدد من الوسائل
والوسائط المتنوعة القديمة منها والمبتكرة لإيجاد وعي عام على مستوى المجتمع،
والإعلام البيئي من خلال الاتصال المباشر، والمطبوعات، والكتب والكتيبات، كما تم
إنتاج سلسلة من كراسات التلوين لأطفال المرحلة الابتدائية تتضمن التعريف بمكونات
البيئة العمانية في معلومات مبسطة ورسم تخطيطي للمفردات البيئية.
وأوضحت البدوية في ورقتها حرص الجهات المختصة بالبيئة على تنظيم معسكرات العمل
الشبابية، والمعارض، وإقامة مسابقات تثقيف بيئي.
وفي ختام الورقة أشارت البدوية الى الدور المهم الذي يقع على الأفراد في الحفاظ على
البيئة وذلك من خلال تنامي الحس الوطني والمسؤولية الذاتية لحماية المحيط الذي يعيش
عليه الفرد من التلوث لأنه المتضرر الأول منه.