جريدة الوطن
العدد 10749 لسنة 42 - السبت 29 من صفر 1434 هــ - الموافق 12 من يناير 2013 م
بهدف تيسير الزواج على الشباب العماني
أمين عام مكتب الإفتاء يرعى احتفال صندوق التكافل الاجتماعي بولاية بدية بزواج
جماعي لـ 90 شابا وفتاة
احتفلت ولاية بدية مساء
أمس في جو سادته روح المحبة والتآلف والإخاء بزفاف 90 شابا وفتاة من أبنائها في
ثاني زواج جماعي تشهده الولاية ويتبناه صندوق التكافل الاجتماعي بهدف تشجيع وحث
الشباب على الزواج والتيسير والتقليل من تكاليف ومصاريف الزواج الكبيرة ، وتكريس
مبدأ التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع ، والتأكيد على القيم الدينية والاجتماعية
التي ينبغي أن تحرص عليها المجتمعات حضر الحفل سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي
أمين عام مكتب الافتاء بوزارة الأوقاف والشئون الدينية ، كما حضره أصحاب السعادة
محافظ جنوب الباطنة وعضوي مجلسي الشورى والدولة ممثلي الولاية والشيوخ والأعيان
وجمهور غفير ناهز الستة آلاف مدعو .
الحفل الذي أقيم بملعب فريق العربي نظمه صندوق التكافل الاجتماعي بولاية بدية وحقق
نجاحا منقطع النظير وتضمنت فعالياته ـ التي تمت في وقت قياسي نظرا لعدد الحضور
الكبير ـ قيام سعادة أمين عام مكتب الإفتاء بتوزيع الهدايا العينية والمالية
للعرسان وأخذ الصور التذكارية معهم .
كما تضمن الحفل كلمة ألقاها فضيلة الدكتور محسن بن عامر الحجري قاضي المحكمة
الابتدائية بجعلان بني بو علي وركّز خلالها على مجموعة من النقاط منها أهمية
التكاتف والتضامن لإقامة مثل هذه المشاريع الاجتماعية الخيرية وأهمية دعم ومساندة
صناديق وجمعيات التكافل الاجتماعي معرجا إلى أهمية وقدسية الحياة الزوجية ومقاصده
وقواعد نجاحها وشارحا لمفاهيم عقد القران وما يتضمنه ويحمله من مدلولات تحقق الخير
للجميع وشكر صندوق التكافل الاجتماعي بولاية بدية على تبنيه لمثل هذه المشاريع ،
وقدّم بعض النصائح للعرسان .
وقد أقيمت فعاليات مصاحبة للزواج الجماعي حيث قدم سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي
ـ أمين عام مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشئون الدينية ـ بالمسجد الجامع محاضرة
وفي الفترة الصباحية أقيم ركض عرضة للهجن حضره جمهور كبير من محبي سباقات العرضة ،
أما في الفترة المسائية فقدمت فرق الفنون الشعبية مجموعة من الفنون التقليدية التي
جسدت فرحة الأهالي الكبيرة بهذا الزواج الجماعي .
سعيد بن عامر الحجري ـ رئيس اللجنة المنظمة للزواج ـ أكّد أن مثل هذه المشاريع
والمواضيع الخيرية تأتي ضمن أهم الأهداف التي يسعى صندوق التكافل الاجتماعي بولاية
بدية إلى تكريسها والحث على تبنيها للأخذ بيد كل المقبلين على الحياة الزوجية
والتيسير عليهم والعمل على مساندتهم في بداية مشوارهم المستقبلي بعيدا عن القروض
والديون مضيفا بأن المجتمع مطالب بتقديم كل الدعم والعون المادي والمعنوي لهؤلاء
الشباب الباحثين عن تحصين أنفسهم ، مثمّنا في الوقت نفسه وقفة الكثيرين في هذا
المشروع الخيري والأفراد والجهات التي ساهمت في إنجاحه مثل رئيس فريق العربي ومدير
عام البلديات الإقليمية بشمال الشرقية ومصنع مياه بدية ( شركة اليقين الوطنية
للمياه المعدنية ) وبلدية بدية ومركز شرطة بدية ودائرة الطرق بإبراء وشركتي خط
الصحراء وخليج عمان ومجموعة من أبناء الولاية .
من جهته أشار محمد بن عامر الحجري ـ نائب رئيس صندوق التكافل ـ أن الهدف من تبنّي
الصندوق لمشروع الزواج الجماعي بالولاية ليس لمجرد تخفيف الأعباء المالية عن الشباب
، بل تعدّى الأمر إلى الالتقاء بهم واستضافة بعض المتحدثين المهتمين بشؤون الأسرة
والجوانب الدينية والفقهية والاجتماعية المرتبطة بها وذلك لتقديم النصح والإرشاد
وتوضيح الكثير من الجوانب الأسرية والنفسية ومتطلبات وقواعد الحياة الزوجية وما
ينبغي من الطرفين تنفيذه والحرص عليه والتحلي به في مشوار العمر المشترك بينهما .
وقال : إن صندوق التكافل الاجتماعي بولاية بدية وضع على عاتقه تكريس وتجذير قيمة
التكافل الاجتماعي بالولاية وصولا إلى الرقي بالوضع الاجتماعي بشكل عام أما سعيد بن
محمد الحجري ـ رئيس اللجنة المالية بمشروع الزواج الجماعي ـ فأوضح أن تكاليف عقد
القران في حالة إقامته من كل شخص على حده كانت ستزيد عن (100000) مائة ألف ريال
عماني في حين قاربت كل تكاليف الزواج الجماعي الـ (15000) خمسة عشر ألف ريال عماني
فقط .
وقال أيضا : إن إقامة مثل هذا الزواج الجماعي ولهذا العدد الكبير من العرسان يثلج
الصدر ويدل على مبدأ التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع ، وتتجلى من خلاله الكثير
من القيم الدينية والاجتماعية التي ينبغي أن تحرص عليها المجتمعات ، شاكرا في الوقت
نفسه إدارة نادي بدية على تعاونها وتوفيرها مقر ومكتب لصندوق التكافل الاجتماعي
بولاية بدية بمبنى النادي . موضحا أن صندوق التكافل ـ وتحت إشراف مكتب سعادة والي
بدية ـ يقوم حاليا بكفالة 207 يتيما بالولاية يمثلون 85 أسرة إلى جانب كفالة 98
أسرة معسرة ويبلغ إجمالي ما يصرفه الصندوق شهريا حاليا حوالي ( 7000 ريال عماني ).
بدوره أضاف سعيد بن حمد الهاشمي ـ عضو بصندوق التكافل ببدية أن الصندوق قام كذلك
خلال الفترة القصيرة الماضية بتبني بعض المشروعات والبرامج والحملات الخيرية
بالولاية مثل : حملة المستلزمات المدرسية وحقيبة طالب مُعسر ـ وحملة شهر رمضان
المبارك وتضمنت إفطار أسرة معسرة وكسوة العيد وبلغ إجمالي ما تم صرفه في الحملة (
36644 ر.ع) إلى جانب توزيع طرود المواد الغذائية وحملة أُضحية عيد الأضحى المبارك
للأسر المحتاجة وبلغ إجمالي ما تم صرفه في الحملة (5500 ر.ع) ـ وحملة الشتاء
واشتملت على توفير سخانات مياه وبطانيات ومنامات وبلغ إجمالي ما تم صرفه (5073ر.ع)
ـ ومشروع زيارات العمرة لأشخاص معسرين وتم خلالها تسيير عدة حملات وزيارات للديار
المقدّسة للطلبة المتفوقين وبلغ إجمالي ما تم صرفه في الحملة ( 3970 ر.ع ) ـ ومشروع
رعاية المسنين ويتم خلاله توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والسكنية لكبار السن
وذوي الاحتياجات الخاصة وقد بلغ إجمالي ما تم صرفه في هذا المشروع حتّى الآن حوالي
(4000 ر.ع ) كما قام الصندوق أيضا بشراء أجهزة تكييف وترميم أسقف منازل وبناء غرف
لبعض الأيتام والأسر المحتاجة وغيرها من المجالات الخيرية الأخرى كمساعدة الأسر
أثناء الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ كالحريق وغيره .
يذكر أن صندوق التكافل الاجتماعي بولاية بدية يأتي تأسيسه نظرا لما يمّثله التكافل
الاجتماعي ـ فضلا عن كونه منهج ديني ـ من قيمة إنسانية نبيلة وعادة حضارية راقية ،
ومن أجل إيجاد مجتمع فاضل خال من الفوارق ويشد بعضه بعضا لتسود المحبة والألفة
والوئام بين أفراد المجتمع ولتذليل الكثير من الصعاب عن شريحة غير قليلة منهم .
ويهدف الصندوق إلى العمل على توطيد وغرس قيم ومفهوم التكافل الاجتماعي والتطوع في
عقول الناشئة ، وبث القيم الدينية والإنسانية لتأصيل وتجذير وتعميق قيمة التكافل
الاجتماعي وتشجيعها والحث عليها ، ومساعدة الأسر المعسرة المستحقة من خلال تبني
وتنفيذ كل ما يعمل على إيجاد تلك المساعدة ، ووضع البرامج الخاصة بسرعة تقديم
المساعدات للأسر المنكوبة أثناء الكوارث الطبيعية ، وتقديم تلك المساعدات وفق
الإمكانيات المتاحة .
كما يهدف إلى المشاركة والمساهمة في المشاريع الاجتماعية والخيرية بالولاية كالزواج
الجماعي وغيرها ، والتعاون والتواصل مع صناديق التكافل الاجتماعي الأخرى الرسمية
والأهلية ، وإصدار مطبوعات تُعنى بموضوع التكافل الاجتماعي ونشرات دورية عن أنشطته
ويمّثل الصندوق مؤسسة أهلية تطوعية اجتماعية يشرف عليها مكتب والي بدية ، وهي مؤسسة
تضامنية تعمل على جمع التبرعات بمختلف أنواعها بهدف مساعدة الفئات المحتاجة .
ومن الاختصاصات والمهام الموكلة بالصندوق التنسيق والمشاركة في وضع خطط ومشروعات
التنمية الاجتماعية بالولاية وخاصة فيما يتصل بموضوع التكافل الاجتماعي ، والتنسيق
ومساعدة الجهات المختصة الرسمية والأهلية مثل لجنة الأوقاف وبيت المال فيما يتعلق
باحتياجات الولاية حول موضوع التكافل الاجتماعي ، وإعداد تقارير ربع أو نصف سنوية
ورفعها لمكتب الوالي او اتاحتها وتقديمها للعامة بكل شفافية ، ودراسة القضايا
والظواهر الاجتماعية بالولاية واقتراح الحلول المناسبة لها بالتعاون مع الجهات
المختصة ، وتشجيع الدراسات والبحوث والمبادرات التي تقام بالولاية وخاصة تلك
المتعلقة بالتكافل الاجتماعي .
بالإضافة إلى تقصي أحوال الأسر المعسرة سواء من الأيتام أو ذوي الاحتياجات الخاصة
أو الدخل المحدود وغيرها وتقديم المساعدات لها ، وحثها على الاعتماد على الذات ،
واقتراح البرامج والمشاريع الكفيلة بمساعدة أسر الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة
والأسر المعسرة، والنظر في مدى إمكانية تبنيها وتقديم المساعدة لها مثل ( محل تجاري
- تعّلم حرفة - ماكينة خياطة - حظيرة حيوان - دجاج لاحم أو بيّاض - وغيره ) ،
والتواصل مع الجهات ذات العلاقة بشأنها ، والتواصل مع المجتمع المحلي من أفراد
ومؤسسات القطاعين العام والخاص وحثهم على وقف بعض الدور للصندوق ، وأيضا تلقي
المقترحات التي تخدم موضوع التكافل الاجتماعي بالولاية إلى جانب تشجيع وتكريم أفراد
الأسر المعسرة الذين يقومون بالمساهمة في تحمّل أعباء أسرهم وخاصة اولئك الذين
لديهم أسرة خاصة بهم ، وتنظيم الفعاليات المتنوعة التي تخدم تحقيق الأهداف المختلفة
للصندوق
ذات صله : ــ
التنمية الاجتماعية
تناقش تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين
"الأوقاف والشؤون الدينية" تسير على منهج أرساه جلالته يتعلق بتوضيح مبادئ ديننا
الحنيف وإعداد كوادر قادرة على حمل شعلة الإسلام المضيئة