جريدة الشبيبية -
الســــبـــت 7 من ربيع الاول 1434 هـ . الموافق 19 من يناير 2013م - العدد (6172)
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تنعي الروائي علي المعمري
مسقط - ش
نعت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الروائي العماني علي بن هلال المعمري الذي وافته المنية أول أمس ببيان جاء فيه " تلقت الجمعية ببالغ الألم والأسى، وقد خيّم الحزن على مجلس إدارة الجمعية وأعضائها، فالراحل كان واحداً من أهم الروائيين المحليين في الفترة الماضية، وله حضوره الأدبي المتواصل، لعلَّ آخرها رواية "بن سولع".الراحل عاش أيامه الأخيرة في صراعٍ مريرٍ مع المرض، أودى بحياته ليغادر المعمري عالمنا، وليس له فيها غير المخزون السردي الذي خلّفه وراءه ومحبةً تبقى في قلوب محبيه ومريديه، ففي الفترة التي كانت تتأهب فيها الجمعية للاحتفاء بعودته معافاً من رحلته الأخيرة، يفاجئها القدر بانتهاء الأجل وعودة الروح إلى باريها.
لعلَّ من أهمِّ الأمور التي ستبقي ذكرى المعمري عالقةً في قلوبنا وأذهاننا، هي روايته الأخيرة "بن سولع" التي تعيده إلينا كلما قلبنا صفحاتها، وهي الرواية التي قرأها د .هلال الحجري بقوله: "استطاع علي المعمري في هذه الرواية أن يقبض على جَمْرة التاريخ باقتدار باهر؛ فالعمل يكشف عن دراية كاتبه بأسرار تلك المرحلة التاريخية من جهة، وقدرته على الإمساك بخيوط السرد في نسيج متماسك، يضيع كثيرٌ من الكتّاب في متاهاته.
من جهة أخرى، فالمادة التاريخية مغرية، والمنطقة ما زالت عذراء لم يَفترعْها الرواة بعد، ولكن المعضلة الحقيقية هي إيجاد نسيجٍ أدبي لَحْمتُه التاريخُ وسدَاه الفنُّ، وهذا لَعَمْري عملٌ ليس بالهيّن، بل هو تحدٍّ يتقهقر دونه كثيرٌ ممن يدعون القصة والرواية.من يقرأ رواية ' بن سولع'، وهي عمل نيّفت صفحاتُه على 400 صفحة، لا يدركه المللُ رغم جفاف التاريخ وقسوته في المصادر والوثائق. وهنا، أعتقد بأن الكاتب نجح في إدارة الوثائق التي اعتمد عليها لصنع رواية مهمة وازنت بين الفائدة والمتعة. فالكاتب استطاع أن ينجو من أصعب مزالق ' الرواية التاريخية' وهو الانسياق لا شعوريا إلى العواطف الجامحة التي تُمليها الوقائعُ التاريخية الحقيقية، فلم يتحول إلى واعظ تاريخي يستخلص العِبرَ من الأحداث، ولكنه ترك شخوصَ الرواية، إلا فيما ندر، تعيد صياغة التاريخ بأفعالها وسلوكها. إن كل شيء في رواية ' بن سولع' له دورُه في صياغة هذا التاريخ؛ وهذا في رأيي ما جعل السرد متماسكا من أول الرواية إلى آخرها. والأحداث ليست مُترَفة، والأماكن منسجمة مع هذا النسيج.