جريدة الوطن الأحد 7 مايو
2017 م - ١٠ شعبان ١٤٣٨ هـ
“التربية والتعليم” تبذل كافة الجهود للمحافظة على زمن التعلم وتفعيله
كيف يمكن للمدرسة
وأولياء الأمور المحافظة على زمن التعلم؟ وما الضوابط المنظمة له؟
تعكف وزارة التربية والتعليم على بذل كافة الجهود والطاقات للمحافظة على زمن التعلم
وتفعيله والحيلولة دون ضياعه في مختلف مدارس السلطنة، والحد من ظاهرة انقطاع الطلبة
عن المدرسة قبل الانتهاء الفعلي للفصل الدراسي، كما للمدرسة وولي الأمر دور بالغ
الأثر في تفعيل زمن التعلم والمحافظة عليه وتحقيق الأهداف المنشودة منه.
ويطرح التحقيق الآتي مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تبذلها الوزارة وتضافر
جهود جميع العاملين في الحقل التربوي، ودور أولياء الأمور في تفعيل زمن التعلم
الفعلي لأبنائهم، ودور الطالب كمحور ارتكاز للعملية التعليمية في المواءمة بين
التزامه بالحضور للمدرسة حتى آخر يوم للدراسة وبين المذاكرة التي تسبق الاختبارات
النهائية.
تدابير وإجراءات
وحول التدابير والإجراءات التي اتخذتها الوزارة ممثلة في المديرية العامة لتنمية
الموارد البشرية بشأن مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات للحيلولة دون ضياع زمن
التعلم، قال عزيز بن خليفة الرحبي المدير المساعد لدائرة تطوير الأداء المدرسي
بالوزارة: اتخذت الوزارة مجموعة من التدابير والإجراءات للحفاظ على زمن التعلم
بداية بتعميم دليل مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات للعام الدراسي (2016
/2017م) لجميع المديريات التعليمية بالمحافظات وجميع إدارات المدارس بمختلف مراحلها
الدراسية، كما تم الإيعاز للمديريات التعليمية بالمحافظات بتوجيه المشرفين بالأهمية
القصوى بتكثيف متابعة الانتظام والانضباط أثناء الزيارات أو المتابعة الفنية
الإلكترونية للمدارس، وتحري الدقة والموضوعية في المتابعة مع رفع تقارير دورية
للمديرية، وتم تشكيل لجان متابعة على مستوى المديريات التعليمية، ووضع موجهات فنية
وإدارية تضمن الحفاظ على الانتظام بالمحافظات وتعميمها على المديريات التعليمية،
كما تم تشكيل لجان مركزية من المديرية وضع خطة لزيارة المدارس بالمديريات التعليمية
بالمحافظات قبيل نهاية الفصل الدراسي الأول والثاني، وقبل فترة الامتحانات، وتعزيز
المدارس التي أظهرت نسب مرتفعة في الانتظام ورفع تقرير عن جهود المديريات والمدارس
للحفاظ على زمن التعلم، والتأكيد على المديريات بأهمية الأخذ بالملاحظات وتوصيات
اللجان الزائرة، كما تم دراسة الملاحظات التي تؤثر على زمن التعلم ومناقشتها مع
المديريات المعنية بديوان عام الوزارة وإيجاد الحلول والمقترحات لذلك.
فرق مشتركة
وشاركه الرأي درويش بن مسلم الكيومي مشرف أول لغة عربية بالدائرة نفسها، قائلاً:
إلى جانب التوجيهات المستمرة لمديريات التربية والتعليم في المحافظات بأهمية
الالتزام بزمن التعلم المتاح للطلبة، تقوم فرق مشتركة من دائرتي الأشراف التربوي،
وتطوير الأداء المدرسي بتنفيذ زيارات تشاركية طوال العام الدراسي، وتأتي المحافظة
على زمن التعلم من أولويات هذه الزيارات، فيتم متابعة غياب الطلبة وانتظامهم،
والهيئات التدريسية بالمدرسة والتزامهم بمواعيد العمل، والتزامهم بزمن التعلم
المحدد للعام الدراسي، وتقيدهم بالخطط الزمنية لتنفيذ المناهج، كما نقوم بتقديم
التوجيهات والتوصيات لإداراتها ـ في حال إن كان هناك عدم التزام بمواعيد الحضور
والانصراف، أو غياب متواصل ـ، وقد أسهمت هذه الزيارات والمتابعات المختلفة في تصحيح
الكثير من الممارسات غير السليمة المتعلقة بالغياب غير المبرر نهاية كل فصل دراسي،
كما حسّنت بصورة ملموسة وواضحة من مستوى استغلال زمن تعلم الطلبة، مما يصب في
الأخير في تحسين تعلم الطلبة ورفع مستواهم التحصيلي.
بيئة جاذبة
وتحدث عثمان بن عبدالرحمن البلوشي مدير مدرسة أحمد بن ماجد للتعليم ما بعد الأساسي
(11 ـ 12) بمحافظة جنوب الشرقية: إن إصدار قرار وزاري يحدد فيه زمن التعلم الخاص
بالطالب لدليل واضح على اهتمام القائمين في قمة الهرم التربوي للحفاظ على الوقت
المخصص للطالب ليتعلم فيه وينجز المقررات ويكتسب قيمة تقديرية تحقق أهدافه وأهداف
أسرته ومجتمعه، وإدارة المدرسة بكل عناصرها توظف زمن التعلم من خلال الاهتمام
ببرامج الإنماء المهني الخاصة بالمعلم والتي تعينه على اتباع استراتيجيات حديثة
وابتكارية في طرائق التدريس، واكتساب مهارات عملية يطبقها في الصف؛ لتوفير بيئة
تربوية جاذبة للطالب، مما يساعد على رفع مستواه التحصيلي والسلوكي، وتحقيق تعلم
فعّال، ومن جهة أخرى تقوم إدارة المدرسة بالعديد من الإجراءات في الحفاظ على
استمرارية وجود الطالب بالمدرسة حتى نهاية الأيام الفعلية المخصصة للتعلم، سواء
كانت هذه الإجراءات تشجيعية أو قانونية تابعة للائحة الانتظام المدرسي: كتفعيل
البوابة التعليمية في تسجيل الغياب يومياً عبر جهاز إلكتروني يمر على الفصول، ومن
ثم معالجة هذا الغياب وسحب القرارات ورقياً وتوزيعها على الطلبة وأولياء أمورهم مع
الاحتفاظ بها في ملف الطالب، كذلك عمل تصاميم إلكترونية محوسبة عن أهمية استمرارية
تقيد الطالب بالحضور والالتزام بالدوام المدرسي وتوزيعها على الزائرين للمدرسة من
أولياء أمور الطلبة والعاملين بالمدرسة ، كما يتم إرسال رسائل ايجابية عن أهمية
المحافظة على زمن التعلم في رفع المستوى التحصيلي لدى الطلبة عبر مواقع التواصل
الاجتماعي الخاصة بالمدرسة، بالإضافة إلى حصر الاسئلة الخاصة بالدروس الأخيرة من
المنهج والتي تم تجميعها من امتحانات الأعوام الدراسية السابقة وتوضيح أهميتها
للطالب، مع الالتزام بالخطة الفصلية في تدريس المواد وعدم تقديم الدروس عن موعدها
الفعلي.
ركيزة أساسية
من جانبه قال جمعة بن راشد الصلتي معلم الرياضيات بمدرسة أحمد بن ماجد للتعليم ما
بعد الأساسي(11-12) بمحافظة جنوب الشرقية: يعد زمن التعلم الفعلي من أهم الركائز
التي تستند عليها العملية التعليمية، كما أن عملية بناء المعرفة وزيادة المحصلة
الفكرية مرتبطة به، فلا تعليم يحدث بدون وقت كاف مخصص لعملية التعليم، حيث يقوم
المعلم بوضع خطة مناسبة للمنهج الدراسي والعمل بها، والتنويع في اساليب التدريس
والتقويم، وصياغة الأنشطة الإثرائية، والبرامج العلاجية للطلاب ذوي التحصيل الدراسي
المتدني، وتحديد نقاط الضعف لكل طالب ليتسنى للمعلم اعداد الخطط المناسبة لهم، وحتى
تكون المدرسة والصف بيئة جاذبة لتعلم الطالب يتم تطبيق استراتيجيات حديثة للتعلم،
وفي تطبيق هذه الأنشطة الإثرائية والبرامج العلاجية، ويكون فيها الطالب محور أساسي
بنسبة 80%، فمن خلال ذلك نستطيع استثمار زمن الفعلي للتعلم، والحد من ظاهرة انقطاع
الطلاب قبل انتهاء الفصل الدراسي.
التواصل بين البيت والمدرسة
ويؤكد ولي الأمر سيف بن خلف السيابي هذا الرأي، قائلاً: على أولياء الأمور حث
أبنائهم على الاستمرار في الذهاب إلى المدرسة، ومتابعتهم، وكذلك استمرار تواصلهم
وزيارتهم للمدرسة ومعرفة البرنامج الدراسي قبل بدء الاختبارات، حيث تقوم بعض
المدارس بعمل جدول لمراجعة لجميع المواد الدراسية واختباراتها، كما تقوم بعض
المدارس بتأجيل آخر اختبار قصير إلى الأسبوع الأخير قبل انتهاء الزمن الفعلي لزمن
التعلم، لذلك وجب على إدارة المدرسة وأولياء الأمور التعاون المشترك في هذا الجانب،
ومتابعة انضباط الطلبة حتى آخر يوم في الدراسة.
الاستذكار أولاً بأول
من جانب آخر قال أصيل بن سالم المصلحي طالب بالصف الثاني عشر بمدرسة أحمد بن ماجد
للتعليم ما بعد الأساسي (11 ـ 12) بمحافظة جنوب الشرقية: إن مواءمة الوقت بين
المذاكرة التي تسبق الاختبارات النهائية والحضور إلى المدرسة من أهم التحديات التي
تواجه الطالب، إلا أن المواءمة لا تتأتى إلا من خلال استذكار الدروس أولاً بأول،
وفهم المقررات الخاصة بكل مادة وحفظها وفق جدول يوضع من قبل الطالب وبمساعدة
الأخصائي الاجتماعي”.
خطان متوازيان
فيما قالت وئام بنت أحمد السالمية طالبة بالصف الحادي عشر بمدرسة شاطئ القرم
للتعليم ما بعد الأساسي (11 ـ 12) بمحافظة مسقط: “على الطلبة تكييف نظامهم ووقتهم
بين الدراسة الفعلية والمذاكرة كخطين مستقيمين متوازيين، حيث يلتزم بالأيام الفعلية
للدراسة، وعدم تأجيل أو تأخير المراجعة والمذاكرة، فإذا ما اقترب موعد الاختبار
يكون مستعداً ومركزاً وليس قلقاً مرتبكاً ومشتت الذهن والعقل والقلب؛ لأن غير ذلك
سيجعله فاقداً للمعلومات التي ذاكرها، وفاقداً ثقته بنفسه مما يترتب عليه نتائج
سلبية إثناء الاختبار وبعده.
مرسوم
سلطاني رقم 48/ 2012 بإنشاء مجلس التعليم وإصدار نظامه
قرار
وزارة التعليم العالي رقم 9/ 2013 بإصدار اللائحة التنظيمية لمكاتب خدمات التعليم
العالي
” تعليمية
الشورى” تناقش تحضيراتها لبيان وزيرة التعليم العالي
مجلس
الدولة يقر مقترح “مراجعة ازدواجية التخصصات في مؤسسات التعليم العالي