جريدة الشبيبة - الاحد 3/ مارس/
2013م
السلطنة تحتفل
باليوم الحرفي العُماني العاشر
يقف القطاع الحرفي
العماني اليوم أمام شواهد منجزة تعبر عن مدى ما تحقق للقطاع الحرفي والحرفيين على
حد سواء فالمشاريع الحرفية الموزع
تحتفل السلطنة باليوم الحرفي العُماني العاشر والذي يتزامن مع مرور العقد الاول
لإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية حيث تنظم الهيئة العامة للصناعات الحرفية
اليوم احتفالا بهذه المناسبة برعاية رئيسة الهيئة معالي الشيخة عائشة بنت خلفان
السيابية وفي هذا الاطار تتواصل مسيرة الخير والعطاء في ظل منجزات عظيمة تحققت على
أرض الوطن بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ
حفظه الله ورعاه - وقد شهد القطاع الحرفي العُماني خلال العقد الاول من عمر الهيئة
نموا قياسيا ونقلة نوعية في مختلف مجالات العمل والأداء الحرفي في السلطنة ، كما أن
التنمية الشاملة التي تحققت في عهد النهضة المباركة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا
حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - كان لها الاثر
الأعظم في نمو و تطور القطاع الحرفي وزيادة فعالية الإنتاجية ولقد استمدت الحرف ما
وصلت اليه من ابتكار وتصميم ، وقد تُوج القطاع الحرفي العُماني بإنشاء كلية الأجيال
للعلوم والصناعات الحرفية والمهن التقليدية في ولاية بهلاء أرض التاريخ والحضارة
ومنبع الحرف حيث أعلن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله
ورعاه - الاوامر السلطانية بشأن إنشاء كلية الاجيال للصناعات التقليدية وهي تحمل
بين طياتها بدء مرحلة جديدة من العمل الحرفي العُماني.
القطاع الحرفي العُماني
ويقف القطاع الحرفي العماني اليوم أمام شواهد منجزة تعبر عن مدى ما تحقق للقطاع
الحرفي والحرفيين على حد سواء فالمشاريع الحرفية الموزعة في ولايات السلطنة الى
جانب برامج التدريب والإنتاج الحرفي بالإضافة الى برامج التأهيل المعنية بالحرفيين
، وفي المقابل عززت الهيئة محور الدراسات والبحوث المتخصصة بالحرف وآليات تطوريها
لما لها من أهمية في معرفة جوانب أكثر دقة وإنتاجية في عمليات التحديث والتطوير
الحرفي ونقصد هنا الخطوات الاولية التي بدأتها إنشاء الهيئة منذ إنشائها والتي
اصبحت اليوم تمثل استراتيجية منهجية أكدت فعاليتها فالمؤشرات الحرفية الايجابية
تعبر وبشكل واقعي عن التطور المرحلي والنقلة النوعية في شتى مجالات العمل والأداء
الحرفي بغية الوصول الى قطاع متكامل وفق رؤية عصرية مطورة تسهم في النمو المتنوع
لمصدر الدخل الاقتصادي للمواطنين.
التعاون الدولي والإقليمي
وتقديرًا لجهود السلطنة المثرية في مسار العمل الدولي فيما يختص بحماية وتطوير
الحرف تم اختيار الهيئة العامة للصناعات الحرفية لشغل منصب نائب رئيس مجلس الحرف
العالمي لمنطقة غرب آسيا والمحيط الهادي، ويأتي اختيار السلطنة لهذا المنصب في إطار
إسهامات السلطنة الإيجابية للنهوض بالقطاع الحرفي والجهود المبذولة نحو تعزيز العمل
الدولي المشترك في مجالات حماية وتطوير الصناعات الحرفية ، والذي يعبّر بدوره عن
ثقة الدول المنظمة لمجلس الحرف العالمي من أجل العمل الدولي نحو تنفيذ برامج دولية
مشتركة هادفة تعزز من الوعي المجتمعي للصناعات الحرفية وتطور من سبل تفعيل التنسيق
والتعاون المشترك ، كما أشادت المفوضية العامة لنائب رئيس مجلس الحرف العالمي
لمنطقة غرب اسيا والمحيط الهادي برئاسة مجلس الحرف العالمي في دورة أعمالها
المنعقدة بدولة الكويت مؤخراً بجهود السلطنة في مختلف مجالات حماية وتطوير الحرف
بالإضافة الى الخطط والبرامج المنفذة لضمان استمرارية الصناعات الحرفية المتوارثة
مؤكدة على أهمية اتخاذ السلطنة كأنموذج يحتذى به في دعم ورعاية الحرف والحرفيين ومن
جهة أخرى شاركت الهيئة في العديد من الاجتماعات والندوات والمهرجانات الدولية
والإقليمية بالإضافة الى الاسابيع الثقافية.
المشاريع الصغيرة والمتوسطة
وعلى الصعيد التنموي قامت الهيئة بإسهامات حرفية بهدف إحداث تحولات جذرية لإتاحة
الفرصة أمام الحرفيين و المستثمرين لإنشاء مؤسساتهم الحرفية الصغيرة والمتوسطة وذلك
طبقا لإستراتيجيات النمو المستدام للسلطنة، وهنا نود أن نؤكد بأن قطاع الصناعات
الحرفية لم يكن بمعزل عن مسيرة الشراكة المجتمعية في البناء والتنمية فالإحصائيات
المتزايدة لنسب استصدار تراخيص المشاريع الحرفية بلغت خلال الفترة من 2010م وحتى
بــداية 2013م (7060 ) بطاقة حرفية الى جانب اصدار (86) عدم ممانعة لإضافة نشاط
حرفي في السجل التجاري للمستثمرين وهذا يوضح النمو الذي يشهده القطاع ومنذ إنشاء
الهيئة وهي معنية بتعزيز فرص الاستثمار الحرفي الى جانب إنشاء المؤسسات الحرفية
الصغيرة والمتوسطة والعمل على تطويرها.
تمكين الحرفيين
ويعتبر الدعم الحرفي من أهم المشاريع المنفذة بهدف تطوير الصناعات الحرفية بالسلطنة
وتحفيز الحرفيين حيث تسهم برامج الدعم و الرعاية الحرفية في زيادة الإنتاج الحرفي
إضافة إلى توفير الحرف العمانية في السوق المحلية وتشجيع الحرفيين العمانيين على
الاستمرارية في الحفاظ على المهن المتوارثة كما يعمل الدعم الحرفي على زيادة نمو
المعدلات الاقتصادية والاجتماعية للقطاع الحرفي في السلطنة إلى جانب أن رعاية
الحرفيين تسهم في تحقيق مستويات من الكفاءة والإنتاجية الحرفية ، كما تواصل الهيئة
تنفيذ عدد من البرامج التدريبية والتأهيلية الحرفية الهادفة إلى تطوير قطاع
الصناعات الحرفية في مختلف محافظات السلطنة والتي تشهد إقبالاً من المواطنين حيث من
المؤمل أن تسهم في النهوض بالقدرات الحرفية وتطوير المهارات الابداعية للحرفيين في
مختلف ولايات السلطنة.
التراخيص الحرفية
وتشير الاحصائيات الى أن عدد التراخيص الحرفية الممنوحة للحرفيين العمانيين تشهد
زيادة مستمرة ، ويؤكد تنامي الارتفاع الملحوظ في نسب الحرفيين العمانيين المسجلين
ضمن قاعدة بيانات السجل الحرفي مدى جاهزية الهيئة لاستقطاب الطاقات العُمانية
المنتجة إلى جانب أنها تبرز الجهود المبذولة نحو تأمين برامج التأهيل والتدريب
الحرفي لتتلاءم مع فرص الالتحاق بمجالات تصميم وإنتاج الحرف العُمانية إضافة إلى
مبادرات الدعم والرعاية الحرفية حيث يشهد القطاع الحرفي جهود متواصلة للنهوض بالحرف
العمانية وتطويرها وفق آليات حديثة تعمل على ترويج المنتج الحرفي العماني.
مشاريع إبتكارية
وفي إطار السعي نحو الاستفادة من البيئة المحلية في إيجاد منتج حرفي وطني متكامل
قامت الهيئة بتسجيل شهادات إيداع لنماذج متنوعة من مقبض الخنجر العُماني حيث تم
استخدام أغصان الأشجار العُمانية في إنتاج مقابض للخناجر العُمانية ، كما يتم العمل
على تطبيق مشروع الاستفادة من الاصباغ العُمانية المحلية المستخرجة من البيئة في
صناعة الحرف بهدف تعزيز الابتكار الوطني في مختلف المجالات الحرفية مع الاهتمام بكل
ما من شأنه دعم المنتج الحرفي العُماني ، كما توصل عدد من الباحثين المختصين في
الهيئة إلى إكتشاف نوع خاص من التربة المحلية المستخدمة في إنتاج الصناعات الفخارية
ويطلق عليها التربة البيضاء وهي متوافرة في عدد من المواقع بالسلطنة ، ويمثل هذا
الاكتشاف نقلة نوعية على مستوى كفاءة الانتاج الحرفي العُماني فيما يختص بالصناعات
الفخاريات بمختلف منتجاتها ، إلى جانب دراسة الهيئة لإمكانية تعميم الاستفادة من
استخدام الاصباغ المحلية العُمانية في مختلف مراحل إنتاج الصناعات الحرفية بهدف
تعزيز الحفاظ على الموروث العُماني
زيادة دخل المواطنين.
و استكمالاً للبنية الاساسية للقطاع الحرفي عمدت الهيئة قبل البدء في تنفيذ
مشاريعها الى قراءة كافة المؤشرات الدالة على التوزيعات الجغرافية والسكانية واضعين
أمامنا منهجية واضحة تتلخص في ضمان استقرار الحرفي وعدم تحميله فوق طاقته سواء على
مستوى تقديم الخدمات الحرفية أو حتى ضمن آليات التدريب والتأهيل الحرفي والدعم
والاستشارات الفنية لتصميم وتطوير الحرف ، وفي هذا المجال قامت تم إنشاء منظومة
متكاملة من المراكز الحرفية في مختلف ولايات السلطنة باختلاف بيئاتها الجغرافية وقد
كفلت تلك المراكز تحقيق التوازن بين الانتاج الحرفي وتوزيعات الحرفيين ضمن البيئات
الجغرافية والسكانية مما حفز الحرفيين على استقرارهم في بيئاتهم و الحد من هجرتهم
نحو البيئات الحضرية ، وقد أثبتت تلك المراكز الحرفية قدرتها على مواجهة التحديات
المتعلقة بتوفير الدعم الفني واللوجستي للحرفيين من خلال تأمين المعدات والآلات
الحديثة كما يتم بتوطين الحرفيين ضمن بيئاتهم الجغرافية من خلال تنمية الحرف في
الولايات.
من المنافذ الاستثمارية والتسويقية
وتولي الهيئة اهتماماً خاصاً بالتسويق الحرفي للموروثات الحرفية المطورة وتعد بيوت
الحرفي العماني أحد أهم المنافذ التي يتم من خلال تسويق وترويج الحرف العُمانية
وبالتالي تحقيق التنوع الاقتصادي ، ويتمتع القطاع الحرفي في السلطنة بالعديد من
المزايا الاستثمارية التي تمكنه من استقطاب الكفاءات الحرفية الوطنية وفي هذا
المجال تسعى الهيئة لافتتاح عدد من المنافذ الاستثمارية والتسويقية للصناعات
الحرفية الجديدة إضافة إلى المنافذ المتوافرة حالياً في كل من دار الأوبرا
السلطانية و فندق كراون بلازا بصحار وقلعة نزوى ورأس الجنز بصور ومركز تدريب وإنتاج
تطريز النسيج بسمائل ومركز تدريب وإنتاج تقطير النباتات العطرية بالجبل الأخضر
ومركز تدريب وإنتاج الفخار والخزف ببهلاء وصلالة وخصب وبدية كما سيتم تدشين عدد من
المنافذ التسويقية للصناعات الحرفية في بعض القلاع التاريخية في المحافظات.
و تتمثل أهمية البيوت الحرفية العُمانية في استيعابها لتوفير فرص العمل للمواطنين
ودعم اصحاب الحرف لذا تتضمن خططنا المستقبلية إنشاء وافتتاح مزيد من بيوت الحرفي
العماني واستكمال تدشين منافذ تسويقية حرفية جديدة بهدف دعم آليات التسويق والترويج
الحديث للحرف العُمانية ليلعب القطاع الحرفي دوراً أكبر في التنوع الاقتصادي
للسلطنة ، فيما تقوم الهيئة بالتركيز في المرحلة المقبلة على استكمال منظومة أكثر
شمولية لحماية وتطوير الصناعات الحرفية وذلك من خلال التعاون والشراكة مع الجهات
المعنية بحماية الملكية الفكرية على الصعيد الدولي والإقليمي مع الاخذ بجميع مسببات
المبادرة الحمائية للصناعات الحرفية فالموروثات الحرفية هي في المقام الاول هوية
وطنية يجب صونها الحرص على ديمومتها مع ضمان استمرارية تنفيذ مجموعة من المشاريع
الرائدة