الأحد 28 من ربيع الثاني
1434هـ 10 من مارس 2013م
جريدة عمان
لأول
مرة في السلطنة ..المستشفى الجامعي يجري 4 عمليات لاستبدال الصمام الأبهري بنجاح
تمكن فريق طبي من
مستشفى جامعة السلطان قابوس من القيام بنجاح بأربع عمليات زرع واستبدال الصمام
الأبهري عن طريق فتحة صغيرة في الفخذ (القسطرة) وعن طريق الشريان الأبهري، وليس من
الأمام مثلما هو حال العمليات التقليدية لتفتح بذلك باب الأمل للكثير من المرضى
الذين يعانون من ضيق الصمام وكان الأمل في شفائهم ضئيلا جدا بسبب عدم تحملهم
لعمليات جراحة القلب المفتوح، وقد قام بالعملية فريق طبي ضم في عضويته جراحي قلب
واستشاريين في أمراض القلب والتخدير، واستمرت العملية الواحدة حوالي ثلاث ساعات
تمكن الفريق من خلالها زرع الصمام وإنهاء معاناة المرضى وإرجاع البسمة إلى محياهم
بعيدا عن الألم والأوجاع التي كانوا يعانون منها قبل العملية.
ضم الفريق عددا من الأطباء برئاسة الدكتور هلال بن علي السبتي رئيس وحدة جراحة
القلب والصدر ونائب مدير عام المستشفى الجامعي للشؤون الطبية وعضوية الدكتور عادل
بن هاشم الكندي استشاري جراحة القلب بمستشفى جامعة السلطان قابوس والدكتور عادل بن
بركات الريامي استشاري أمراض قلب والدكتور طارق علم الدين استشاري أول جراحة
والدكتور ناصر بن عبدالله الكمياني استشاري تخدير، كما تم ضم الدكتور محمد بن خميس
المخيني استشاري أول رئيس قسم أمراض القلب بالمستشفى السلطاني، وذلك انعكاساً
للتعاون والتنسيق بين جامعة السلطان قابوس ووزارة الصحة وذلك لتحقيق الهدف الأسمى
للرقي بالخدمات الصحية والتخصصية والعلاجية بالسلطنة.
التحضير للعملية
مع كبر السن يعاني بعض الأشخاص من مرض تضيق الصمام الأبهري مما يؤدي إلى فشل عضلة
القلب أو الوفاة المفاجئة، وبلا شك أن عمليات القلب المفتوح هي الأنجح والأسلم لهذا
المرض ولكن وصول المرضى لمراحل متقدمة من هذا المرض وكذلك وجود أمراض أخرى تشكل
خطورة بالغة لإجراء مثل هذه العمليات ولكن في الآونة المتقدمة تم استحداث التقنية
الجديدة بحيث لا يحتاج المريض إلى جراحة قلب مفتوح وإيقاف القلب وربطه في جهاز
القلب والرئة الصناعية وذلك عن طريق القسطرة أو التدخل المحدود.
قبل العملية
إن المريض يمر بعدة مراحل من خلال العديد من الفحوصات والأشعة المقطعية والقسطرة
والتأكد من عدم إمكانية عمل العملية بالطريقة التقليدية وذلك لخطورتها، وبالتالي
بعد ذلك يحدد ما إذا كانت العملية ستكون عن طريق الشريان الفخذي أو عن طريق فتحة
صغيرة في الصدر، وذلك يعتمد على كبر الشريان، ومدى تحمله لهذا الإجراء، كما يتأكد
من عدم تحمله للعملية التقليدية.
إعداد الفريق الطبي
وقبل إجراء العملية تم إرسال الفريق إلى سويسرا للتدريب على العملية وكيفية
إجرائها، كما أنه تمت استضافة طبيب إيطالي متخصص أثناء إجراء العمليات، وذلك
للاستشارة والتأكد من قيام الأطباء للعملية بالطريقة الصحيحة، حيث إن مثل هذا النوع
من العمليات سبقته دراسة مستفيضة من قبل الكادر الطبي كأطباء الجراحة وأطباء
القسطرة وأطباء التخدير، وبعد ذلك تقرر أجراء العملية، وتحديد حجم الصمام النسيجي
المستخدم في الزراعة، حيث إنه في السابق كان لا ينصح بإجراء عملية لمثل هذه الحالات
نتيجة خطورتها، أما الآن مع تطور العلم وقدرة الكادر على التعامل مع مثل هذه
الحالات وذلك عن طريق القسطرة فقد انفتح المجال وأصبحت الفرصة أكبر، ففي الآونة
الأخيرة تم استحداث التقنية الجديدة بحيث لا يحتاج المريض إلى جراحة القلب
التقليدية، وذلك باستبدالها عن طريق القسطرة أو التدخل المحدود.
التحديات
وتقدر مساحة الفتحة التي اجريت عليها العملية بـ4 سم وذلك عن طريق استخدام الأشعة
التداخلية، وإن هذا الإجراء كان بديلاً عن التدخل الجراحي لعمليات القلب المفتوح
لاستبدال الصمام نظراً إلى المخاطر الصحية المحتمل حدوثها، فسابقاً في أحيان كثيرة
يواجه الفريق التعذر الجراحي، والذي يعود لعدة أسباب منها تقدم سن المريض أو وجود
عوامل أخرى مصاحبة تجعل من عملية القلب المفتوح ذات خطورة بالغة. ويعد إجراء هذه
العملية بالطريقة الحديثة ذا فوائد صحية عديدة ونتائج ايجابية كثيرة تعود على
المريض بالصحة ليمارس حياته بالشكل الطبيعي منها تحسن الحالة المرضية وتخفيف
الأعراض التي كان يعاني منها سابقا نتيجة العملية وقلة أيام التنويم في المستشفى
بعد العملية حيث إنه بعد استخدام هذا النوع من العمليات والطريقة المتقدمة في
العلاج تقدر مدة التنويم بعد العملية إلى يومين فقط وبعدها يعود المريض إلى ممارسة
حياته الطبيعية، وكذلك تقليل حدوث التهاب للجروح جراء العملية وتقليل حدوث العدوى
وسوف يشكل هذا الإجراء خطوة كبيرة في استبدال الصمام الأبهري لدى كبار السن فهو
بداية جيدة وتحول طبي مهم في طريقة استبدال صمامات القلب في المستقبل.
ويعد هذا النوع من الصمامات ذا تكلفة عالية حيث إن تكلفته تفوق تكلفة الصمام العادي
بـ20 مرة، وتبلغ قيمته 20 ألف ريال عماني، وتولي إدارة المستشفى اهتماماً كبيراً
بتأهيل الطاقم الطبي بالمستشفى والرقي بالخدمة المقدمة حيث تمت الموافقة على إجراء
10 حالات مشابهة لمثل هذا النوع من العمليات لتصل إلى أكبر عدد من المرضى لينعم
الجميع بالصحة، وأن نجاح العمليات يعد نقلةً علميةً ومواكبةً حقيقيةً للأساليب
العلمية الحديثة.
وقد قام سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس بزيارة
المرضى، وذلك للاطمئنان على حالتهم الصحية بعد العملية، ومباركة للمستشفى على هذا
الإنجاز الكبير الذي حققه، وذلك امتداداً للإنجازات التي يحققها المستشفى الجامعي
منذ إنشائه متماشياً مع رؤية ورسالة المستشفى للرقي بالخدمات التخصصية والعلاجية
ذات صله : -
وفد سويدي لجراحة القلب يجري عددا من العمليات في
المستشفى السلطاني
الصحة تنظم "مؤتمر عمان الدولي لطب الطوارئ 2013" بجامعة السلطان قابوس
حلقة عمل حول أمراض القلب عند الأطفال بالمستشفى السلطاني