جريدة الوطن الأربعاء 2
مايو 2018 م - ١٦ شعبان ١٤٣٩ هـ
“تنمية نفط عمان” لـ”الوطن الاقتصادي”: إنجاز 93% بمشروع رباب ـ هرويل والتشغيل
الفعلي في يوليو 2019
ـ 240 مليون برميل نفط
و100 مليون من المكثفات وتريليون قدم مكعب من الغاز سيطورها المشروع بعملية حقن
الغاز المخلوط
ـ 3 قاطرات إنتاج لتكرير وضغط الغاز ومعالجة السوائل
700 مليون دولار قيمة الوفورات التي حققتها مراجعة المعايير الهندسية بنسبة 15% من
القيمة الإجمالية للمشروع
ـ استخدام ما يعادل من 35000 طن من الفولاذ لهياكل الداعمة للمعدات والأنابيب
ـ مساهمة القيمة المحلية المضافة في المشروع قرابة 350 مليون ريال عماني تشمل معدات
صنعت بالسلطنة وعقودا مسندة لشركات عمانية
ـ ذروة الإنتاج برباب ـ هرويل ستبلغ 175 مليون قدم مكعب من الغاز ونحو 50 ألف برميل
من النفط يومياً
حوار ـ يوسف الحبسي:
رباب ـ هرويل يعد أضخم مشروع لشركة تنمية نفط عمان بتكلفة استثمارية تبلغ 4.7 مليار
دولار، وبلغت قيمة الوفورات التي حققتها مراجعة المعايير الهندسية للمشروع نحو 700
مليون دولار، وهو أمر نادر الحدوث في المشاريع الضخمة والأكثر تعقيداً إلا أن
“تنمية نفط عمان” سجلت استثناء في هذا مشروع الذي تبلغ مساحته 1 × 1.2 كيلومتر، أي
ما يعادل نحو 200 ملعب كرة قدم، بينما تجاوز مجموع القوى العاملة في المشروع 8 آلاف
عامل في مرحلة الإنشاءات.
“الوطن الاقتصادي” اقترب أكثر من مشروع رباب ـ هرويل الذي تنفذه شركة تنمية نفط
عمان في ولاية شليم ، وحاورت المهندسين أحمد اللواتي، مدير انجاز المنشآت، وعبدالله
المجيني، مدير الهندسة بمشروع رباب ـ هرويل حول أهمية هذا المشروع الحيوي والواعد،
فأكدا أن رباب ـ هرويل بدأ قبل فترة زمنية طويل نسبياً لكن الفترة الأولية له كانت
لدراسة عميقة ومتأنية للمكامن النفطية ومكامن الغاز، ليتم التأكد من حجم كميات
النفط والغاز المتوفرة في باطن الأرض، حتى يكون الاستثمار واعداً وله مردود اقتصادي،
والبداية الفعلية للمشروع كان عام 2014 عند البدء بأعمال الهندسة، ومن المتوقع بدء
الإنتاج والتشغيل الفعلي في يوليو 2019 إذ بلغت نسبة الإنجاز الآن نحو 93% من
الأعمال الإنشائية.
“سخية” و”دفق”
وقال المهندسان أحمد اللواتي، مدير إنجاز المنشآت، وعبدالله المجيني، مدير الهندسة
بمشروع رباب ـ هرويل الذي تنفذه شركة تنمية تفط عمان: إن رباب ـ هرويل يعد أضخم
المشاريع في تاريخ شركة تنمية نفط عمان، والذي يقع بولاية شيلم وجزر الحلانيات،
وسوف يؤدي هذا المشروع إلى تطوير 240 مليون برميل من النفط، و100 مليون من المكثفات،
وأكثر من تريليون قدم مكعب من الغاز، وهذا يتأتى من خلال تطوير حقل رباب بالتدوير
الجزئي وبعملية حقن الغاز المخلوط في حقلي “سخية” و”دفق”، ويتزامن مع هذا مرافق
لمعالجة الغاز الحمضي، وتجميع الغاز، بالإضافة إلى أنظمة حقن الغاز وأنابيب التصدير،
ومحطة جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية ضمن مرافق المشروع، وثمة نظم لاسترجاع
الحرارة المهدرة لتوليد البخار لحاجة هذا المشروع الحيوي والواعد للطاقة الحرارية.
700 مليون قدم مكعب
وأشارا إلى أن مشروع رباب ـ هرويل يتضمن 3 قاطرات للإنتاج ويمكن اعتبار هذا المشروع
كثلاثة مشاريع في مشروع واحد، القاطرة الأولى لتكرير الغاز، وتخليص الغاز من الغاز
الحمضي وهو ثاني أكسيد الكبريت الذي يعد غازاً ساماً بالإضافة إلى ثاني أكسيد
الكربون كذلك، ليتسنى استخدام الغاز في المناطق الصناعية بمحافظة ظفار، أو للتصدير،
فأما القاطرة الثانية فهي لضغط الغاز وهي عبارة عن طاقة إنتاجية قدرها 525 مليون
قدم مكعب من الغاز، ويضخ هذا الغاز في المكامن لتعزيز الانتاج، أما القاطرة الثالثة
فهي للتعامل مع السوائل “المكثفات ـ الماء” لتنقيتها وجعلها صالحة للتصدير، وتبلغ
الطاقة الاستيعابية لمشروع رباب ـ هرويل 700 مليون قدم مكعب من الغاز، ونحو 50 ألف
برميل من المكثفات، وكل هذه الأرقام يومية، بالإضافة أن محطة هرويل الأولى التي
تبلغ طاقتها أيضاً الانتاجية 50 ألف برميل يومياً تسهم في المحافظة على مستويات
الانتاج فالمشروع من ناحية الجدوى الاقتصادية يعتبر ذا مردود وفير.
3500 كيلومتر
وأكدا أن مشروع رباب ـ هرويل يعتبر الأضخم في تاريخ شركة تنمية نفط عمان بسبب حجم
المنشآت والتقنية العالية المستخدمة في المشروع، بالإضافة إلى حجم الاستثمار بلغ
4.7 مليار دولار، بينما قيمة الوفورات التي حققتها مراجعة المعايير الهندسية
للمشروع بلغت نحو 700 مليون دولار وهذا أمر نادر في المشاريع الضخمة، وليس فقط في
السلطنة وإنما في أنحاء العالم، إذ أن هذا المشروع لم يتجاوز الميزانية المرصودة له،
ومعظم المشاريع الضخمة بسبب تعقيدها الهندسي بالإضافة الى الأمور غير المتوقعة التي
تحدث في مرحلة الإنشاء والتي تؤدي إلى تجاوز الميزانية المرصودة، ولكن في هذا
المشروع لم نتجاوز بل وفرنا، وأحد الأسباب الرئيسية في تحقيق الوفورات أن كمية
التغييرات في المشروع قليلة جداً وكان هذا مبدأ أساسي بمشروع رباب ـ هرويل،
والدراسات الهندسية الأولية لمشروع بهذا الحجم كانت في السلطنة بمكتب الدراسات
الهندسية الأولية بشركة تنمية نفط عمان، وعندما كنا في مرحلة المناقضات كانت معظم
الشركات معجبة بمدى جودة التصاميم الهندسية الأولية لمشروع رباب ـ هرويل وهذا نتج
عنه عدم وجود تغييرات في أثناء التصاميم الهندسية النهائية للمشروع، وكذلك مرحلة
الإنشاءات، وساهم هذه الأمر في الوفورات .. مشيرين إلى أن المبلغ الاستثماري
للمشروع ضخم جداً إذ يتكون مشروع رباب ـ هرويل من 700 معدة بالإضافة إلى ما يعادل
3500 كيلومتر من الكابلات التي تضم أجهزة القياس والكهرباء والتوصيلات الكهربائية
ويقدر طول هذه الكابلات بالمسافة المقدرة بين مسقط وأسطنبول بتركيا، ويضم المشروع
أيضاً 16 جهاز ضغط منها 3 أجهزة حقن بضغط عال جداً تبلغ قوتها 450 بارو كل منها
يحتاج الى طاقة مساوية لاحتياجات ما يوازي 6 آلاف منزل، وتبلغ مساحة أرض المشروع 1
× 1.2 كيلومتر، وهي المساحة المقدرة لنحو 200 ملعب كرة قدم، كما يستخدم المشروع ما
يعادل من 35000 طن من الفولاذ لهياكل الداعمة للمعدات والأنابيب وهو ما يساوي خمسة
ابراج ايفل، ويبلغ مجموع القوى العاملة في المشروع 8 آلاف عامل أو أكثر في مرحلة
الإنشاءات، كل هذه الأرقام تؤدي إلى القول أن مشروع رباب ـ هرويل يعتبر الأضخم في
تاريخ الشركة، وكمردود اقتصادي يعد ناجحاً بكل المقاييس.
وأضافا: أكمل المشروع مؤخراً تركيب معظم المعدات على الأساسات، كما تم ربط هذه
المعدات بعضها ببعض، سواء الأنابيب الموصولة بالمعدات، وكذلك الكابلات الكهربائية
وكابلات القياس، واختبار كل الأجهزة الضواغط والمضخات وأجهزة التبادل الحراري،
وأجهزة التحكم التي تعتبر الأهم في رباب ـ هرويل ويعد هذا الاختبار الثاني للمشروع،
فنظراً لأهمية السلامة في المشروع واحتوائه على الغاز الحمضي وهو غاز سام كان
الاختبار الأول في المصانع نفسها قبل استلام المعدات منها، إذ إننا لا نستلم
المعدات إلا بعد فحصها في ذات المصانع للتأكد من سلامتها من جميع النواحي.
نسبة الإنجاز 93%
وقال: إن عملية فحص المعدات والأنابيب والتقنية مهمة جداً نظراً للضغط العالي
والأولوية بالنسبة لشركة تنمية نفط عمان سلامة المشروع والموظفين والعاملين سواء
موظفي الشركة أو الشركات المقاولة في الموقع، وهذا الأمر هام حتى يتسنى بدء الإنتاج
بتحقيق أقصى معايير السلامة والصحة في مشروع رباب ـ هرويل، ورغم أن نسبة الإنجاز في
المشروع 93% لكن بسبب التقنية العالية المستخدمة بالمشروع وكثرة المعدات فإن
الاختبارات والتهيئة للإنتاج والتشغيل تحتاج وقتاً أطول، لذلك سنصل إلى الإنتاج
والتشغيل الفعلي في يوليو 2019، وثمة مراحل تشغيل تجريبية مسبقة والتي تكمن في
الاختبارات والفحوصات، وكمثال محطة الكهرباء المصاحبة للمشروع التي تبلغ طاقتها 110
ميجاواط تم تشغيلها لكن لا يعتبر تشغيلاً كاملا.
القيمة المحلية المضافة
وأضافا: إننا فخورون بالقيمة المحلية المضافة التي يقدمها مشروع رباب ـ هرويل،
فالكثير من الأجهزة والمعدات ووحدات معالجة الغاز والنفط تمت صناعتها في المناطق
الصناعية في صحار والرسيل ونزوى، وصهاريج عالية الضغط صنعت أيضاً في صحار،
والكابلات المستخدمة في المشروع كلها تم صنعها في السلطنة، وكذلك وحدات التبادل
الحراري بعضها منتج عماني، وتم تجميع بعض وحدات المعالجة في نزوى، بالإضافة إلى
تجميع الهياكل الفولاذية وتركيب الأنابيب وكانت ترسل جاهزة لموقع الإنشاء وتم
صناعتها في صحار، مما وفر الكثير من الوقت في الإنشاءات، وساعد هذا الأمر على تقليل
الوقت في أعمال الإنشاء، وتبلغ مساهمة القيمة المحلية المضافة في المشروع قرابة 350
مليون ريال عماني، وهذا يشمل المعدات التي صنعت في السلطنة ولا يشمل الواردات من
الخارج، بالإضافة إلى العقود للشركات المحلية مثل عقود الإنشاء.
التصاميم الهندسية
وأشارا إلى أن مشروع رباب ـ هرويل مع بدء التشغيل الفعلي سوف يقوم بتصدير النفط
والغاز إذ يبلغ الإنتاج في ذروته ليصل إلى 175 مليون قدم مكعب من الغاز، ونحو 50
ألف برميل من النفط يوميا من المكثفات التي هي عبارة عن نفط مصاحب للغاز، وكذلك
يساعد المشروع محطة هارويل الأولى على تعزيز الإنتاج والتي تنتج 50 ألف برميل في
اليوم .. مشيرين إلى ان مبلغ الوفورات التي حققتها الشركة في هذا المشروع يعد
ممتازاً لمشروع بهذا الحجم والتعقيدات التي توجد به، سواء من حيث المواد المستخدمة
ونوعية الأجهزة، وقمنا بمرحلة التصاميم الهندسية وشراء المعدات والأجهزة بمراجعة
الإنسب بحيث لا نتغاضى عن الأساسيات التي تتمحور في سلامة المعدات وجودتها وهنا
نتحدث عن تشغيل محطة لعشرات السنوات القادمة ورغم ذلك حققنا الوفورات، وهنا تكمن
كيفية إدارة المشروع من الناحية الهندسية وشراء المعدات بحيث تتلاءم مع الجودة
والسلامة في ذات الوقت، وتم تحقيق وفورات تقدر بـ700 مليون دولار، إذ كانت ميزانية
المشروع 4.7 مليار دولار وتم توفير ما نسبته 15%.
الكوادر الوطنية
وقال مهندسا إنجاز المنشآت والهندسة بمشروع رباب ـ هرويل التابع لشركة تنمية نفط
عمان: إذا ما تحدثنا عن موظفي شركة تنمية عمان في هذا المشروع فإنه حتى القيادات
العليا بالمشروع هم من الكوادر الوطنية ويضم فريق الشركة الذي يدير المشروع ما
نسبته أكثر من 90% من الأيدي العاملة الوطنية، أما بالنسبة للشركات المقاولة في
المشروع فتختلف نسبة الأيدي العاملة الوطنية في الموقع، لكن في بعض الشركات تفوق
10%، ومع بدء التشغيل الفعلي سوف يُتبع نهج شركة تنمية نفط عمان بالنسبة للتعمين في
مشروع رباب ـ هرويل، إذ يبلغ التعمين في الشركة اليوم أكثر من 80% ولكن نتوقع أن
تكون النسبة أعلى للأيدي العاملة الوطنية في مشروع رباب ـ هرويل، من المشغلين
والفنيين، وثمة مجموعة من الكوادر الوطنية تخضع للتدريب منذ فترة للانضمام إلى
المشروع الواعد والحيوي والأضخم في تاريخ شركة تنمية نفط عمان، مضيفين أن التعقيدات
في هذا المشروع وصعوبة العمليات به والتقنية العالية المستخدمة استدعت تصميم جهاز
محاكاة لكيفية تشغيل المحطة والتصدير والتخزين، فالمشغلون قبل البدء بالتشغيل على
أرض الواقع يتم تدريبهم على جهاز المحاكاة وهذا الأمر هام لمشروع بهذا التعقيد،
وحققت الشركة المتعاقدة الرئيسية بالمشروع حتى الآن 40 مليون ساعة من غير حوادث
مضيعة للوقت، وكذلك حقق المقاول العامل في الأجزاء الخارجية التي تشمل الآبار وربط
الآبار أكثر من 5 ملايين ساعة بدون حوادث أو ساعات مضيعة للوقت، كما حققت شركة
بتروفاك التي تدير تسليم المواد في المخازن أكثر من 3 ملايين ساعة بدون حوادث
وساعات مضيعة للوقت، وهنا نتحدث عن موقع به 8 آلاف عامل ومعدات وأجهزة بالإضافة إلى
الحفر والكابلات، ونفخر بتحقيق أقصى معايير السلامة بمشروع رباب ـ هرويل وبدون أي
حوادث مضيعة للوقت.
منظومة التصدير
وأشارا إلى أنه في هذا المشروع سوف يتبع منظومة تصدير النفط الخام، أما بالنسبة
للغاز المستخرج من هذا المشروع فسوف يمد لمشروع صلالة للغاز البترولي في محافظة
ظفار، كما سيمد المنطقة الصناعية في صلالة بالغاز، وبالتالي ستكون هناك وفرة للغاز
بسبب أن مشروع رباب ـ هرويل سوف يمد كميات كثيرة من الغاز لمحافظة ظفار وبذلك سوف
يوفر كميات أكبر للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال للتصدير، مضيفين أن هناك
حقولا قريبة من حقل رباب وما زالت تحت الدراسة وفي المستقبل قد يتم ربطها بمحطة
رباب ـ هرويل، وهذا أمر جيد لأن الجودة الاقتصادية لها تكون عالية، والمحطة قادرة
على استيعاب هذا الانتاج، والحقول الجديدة لا تتطلب إنشاء محطة جديدة، فهناك عدة
حقول للنفط والغاز وما زالت الدراسة جارية من قبل مهندسي النفط.
الجدوى الاقتصادية
وأضافا: لاشك أن الإنتاج في مثل هذه المشاريع ينخفض في فترة من الفترات وهذا أمر
طبيعي في كل المكامن في العالم، ورباب ـ هرويل ليس استثناء ولكن يمكن ربط الحقول
الجديدة بالمحطة إذا كانت ذات جدوى اقتصادية هذا أولا، وثانيا ثمة مشروع مخطط له في
عام 2028 لأجهزة ضغط تسهم في تعزيز الإنتاج مرة أخرى، لأن الآبار قد ينخفض إنتاجها،
وجهاز الضغط يساعد على تعزيز الإنتاج مرة أخرى، بحيث لا يكون الفاقد كبيراً، ولكن
الحقول التي تتم دراستها يمكن أن تربط بالمحطة في أي وقت.
مرسوم
سلطاني رقم 8/ 2011 بإصدار قانون النفط والغازfont>
مرسوم
سلطاني رقم 25/ 80 بالهيكل التنظيمي لوزارة النفط والمعادن
المرسوم
وفقاً لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم 7/ 82 بتأسيس شركة مصفاة نفط عمان (ش. م. م)
نفط عمان
بـ 53.43 دولار .. والخام يتراجع مع نمو أنشطة الحفر الأميركية