جريدة الوطن الأحد 23
ديسمبر 2018 م - ١٥ ربيع الثانيI ١٤٤٠ هـ
تنافسية التعليم العالي
في ظل التطورات التي
تشهدها مسيرة التنمية والتي ألقت بظلالها على سوق العمل بات من المحتم النظر
باستمرار في أسس ومعايير ترتيب مؤسسات التعليم العالي مع الوضع في الاعتبار أن خوض
غمار التنافسية سواء بين مؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة أو بين هذه المؤسسات
ونظيرتها في الخارج بات أمرا أساسيا وليس اختياريا في مؤسسات التعليم العالي.
وفي هذا الصدد تأتي حلقة العمل التي عقدتها مؤخرا وزارة التعليم العالي ممثلة
بدائرة مسح الخريجين لمناقشة أُسس ومعايير ترتيب مؤسسات التعليم العالي الحكومية
والخاصة.
فهذه الحلقة تناولت خمسة محاور وستة عشر مؤشرا مقترحا لبناء منظومة الترتيب، واعتمد
اختيار هذه المؤشرات على تحليل الاستراتيجيات والرؤى الوطنية التي لها علاقة
بالتعليم العالي، والبحث العلمي والتوجه الدولي.
واستمدت بعض هذه المؤشرات من المؤشرات العالمية المستخدمة في قياس جودة التعليم مثل
مؤشرات اليونيسكو وQS World University Ranking لمواكبة التوجهات العالمية وأخرى
محلية مثل استراتيجية التعليم ورؤية عمان 2040 وذلك مراعاة الخصوصية المحلية
للتعليم العالي من أجل إيجاد الحلول وتنفيذ البرامج التي من شأنها أن تنهض به.
وبالتأكيد ستعزز هذه المعايير من التنافسية بين مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة
والتي ستعى إلى تجويد البرامج الدراسية وانتقاء أعضاء هيئة التدريس والتجهيزات
المادية والبحثية ونمط الإدارة مع ابتكار نظم وبرامج تأهيل وتدريب جديدة
وستضع هذه التنافسية مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة أمام طموح أكبر يتمثل في تعزيز
استقطاب الطلبة الدوليين إلى السلطنة وهو الأمر الذي ناقشته وزارة التعليم العالي ـ
ممثلة باللجنة المكلفة بتفعيل توصيات حلقة عمل تعزيز استقطاب الطلبة الدوليين
بمؤسسات التعليم العالي الخاصة ـ حيث تم بحث مختلف الجوانب الخدمية التي تستطيع
المؤسسات ذات العلاقة أن توفرها في سبيل تسهيل الإجراءات لتفعيل دور السياحة
التعليمية والترويج للسلطنة كبلد جاذب للطلبة الدوليين.
فارتفاع تنافسية مؤسسات التعليم العالي هو الطريق الوحيد لجذب واستقطاب الطلاب
الأمر الذي ينعكس على دعم وتمويل هذه المؤسسات.
المرسوم وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم 67/2000 في شأن
بعض الأحكام الخاصة بمؤسسات التعليم العالي
بحث مجالات تعزيز تنافسية السلطنة في مجال التعليم