جريدة
عمان - الأحد 27 يناير 2019م
رئيسة البرلمان الدولي: السلطنة تقوم بدور الوسيط النزيه في القضايا العالمية
والإقليمية
أكدت أن البرلمان الدولي ينتهج نهجا مماثلا لعمان
تغطية: عامر بن عبدالله الأنصاري –
ترجمة: زكية الحسيني و إعلام الشورى –
أكدت معالي غابرييلا كويفاس بارون رئيسة
الاتحاد البرلماني الدولي أن السلطنة تبعث برسائل إيجابية وأنه يجب اتباع هذه
الرسائل في العلاقات الخارجية، فعمان تسعى لتعزيز الحوار لكي تبنيَ جسور التواصل مع
الدول الأخرى، وأشارت إلى أن السلطنة وبلدها المكسيك متشاركان في بعض الرؤى
الخارجية مثل عدم التدخل في شؤون الآخرين. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته
صباح الخميس الماضي 24 يناير 2019 بفندق الحصن ببر الجصة، بحضور سعادة المهندس محمد
بن أبوبكر الغساني نائب رئيس مجلس الشورى.
بداية تحدثت معالي غابرييلا كويفاس بارون بقولها:
«هناك جانبان مهمان لهذه الزيارة، أولهما تثمين لدور السلطنة في الاتحاد البرلماني
الدولي، فسلطنة عمان هي من الدول التي تقدم رسائل إيجابية ونحن نؤمن بأنه يجب علينا
العمل بهذه النقاط والنصائح، سلطنة عمان دائما تبحث عن الحوار لكي تبني جسور
التواصل مع الدول الأخرى وان يكون لها موقف محايد والبحث دائما عن الحلول، البرلمان
يشجع مبدأ الديمقراطية وتمكين الدور البرلماني، ونحن ملتزمون بتقديم افضل الحلول
لجميع التحديات التي تواجه عالمنا في الوقت الحالي، الجانب الآخر هو أنني عضوة في
الكونجرس البرلماني المكسيكي، وكوني مكسيكية أرى أن هذا اللقاء بمثابة نافذة لمعرفة
الجانب الآخر وتوطيد العلاقات الثنائية بين السلطنة والمكسيك، وهو كذلك منصة مهمة
للوقوف على معارف وفهم الجانب الآخر، دولة المكسيك تبحث دائما لتوطيد العلاقات مع
الدول الأخرى لاسيما مع عمان كونها دولة منفتحة على العالم وتؤمن بمبدأ التسامح،
لذا يجب علينا النظر بنظرة إيجابية لتعزيز العلاقة بين السلطنة والمكسيك».
اختلاف
وأجابت معالي غابرييلا على تساؤل حول مجلس عمان في السلطنة والبرلمان المكسيكي
بقولها: «لدينا مجلسان للبرلمان، كما في عمان (مجلس الدولة، ومجلس الشورى)، ولكن
كلا المجلسين في المكسيك منتخبان، وأننا نشترك في بعض القيم مثل دور العائلة في
المجتمع، وكذلك مشاركة الشعب في صنع القرارات، ويجب علينا البحث فيما يمكن تعزيزه
للمضي بعلاقتنا نحو الأمام، فنحن نتشارك بعض الرؤى الخارجية مثل عدم التدخل في شؤون
الآخرين وتكوين الصداقات، وكذلك البحث عن الحلول، وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية
يمكننا تعزيز هذه العلاقات من خلال فتح مكاتب تمثيل دبلوماسي وكذلك تعزيز التعاون
الاقتصادي بين البلدين فالمكسيك لديها خبرة في هذا المجال وهي كذلك دولة مسالمة مثل
عمان».
عمان في البرلمان الدولي
واسترسلت معالي الضيفة قائلة: «أعتقد أن صوت عمان في الاتحاد البرلماني الدولي وفي
العالم مهم جدا، ولأكون صريحة فإن الصورة التي رسمناها عن المنطقة العربية ليست
صورة جيدة بسبب الأخبار المزورة وكذلك الأزمات التي تعاني منها المنطقة، وهنا أشدد
على دور عمان فهي دولة مسالمة ومتسامحة، وسياستها الخارجية مبنية على تكوين صداقات
مع الجميع، كما أؤكد على عدم توافقي مع الذين يضعون الإرهاب في كفة موازية للإسلام
والعرب، وهذا شيء خاطئ تماما وسأظل أردده في جميع خطاباتي، ولكننا نحتاج إلى تحرك
من المنطقة العربية لإفهام العالم أن الإرهاب ليس بكفة موازية للإسلام والعرب، وأنا
هنا في عمان مع شعبها الرائع واللطيف، عمان دولة سياستها السلام وتدعو إلى الحوار،
أعتقد أن الصوت العماني من الأصوات التي يجب أن تصل إلى العالم بروعته وجماله».
وتابعت: «صحيح أن هناك تحديات حقيقة في المنطقة العربية، ولكني لأكون صريحة لا أرى
في الوطن العربي استراتيجية منظمة للتواصل مع الجانب الآخر لإطلاعهم بما يحدث في
العالم، فمثلا لدينا رئيسة برلمان في البحرين ورئيسة برلمان في الإمارات، وهناك
شباب يشاركون في صنع السياسات وهذه نماذج رائعة يجب تسويقها، سمعت بالأمس أن في
الكويت هناك 63% من المواطنين دون سن 26 وهي نسبة كبيرة جدا، وعتبي الوحيد على
الدول العربية أنها لا تعمل على إيصال مثل هذه الجوانب الإيجابية، فأنتم تحتاجون
إلى إيصال هذه الرسائل الإيجابية، وأنا بدوري سأكون جزءا من هذه العملية وأعمل على
إيصال هذا الصوت من خلال الاتحاد البرلماني الدولي».
حقوق النساء
وحول دور السلطنة في الاتحاد البرلماني الدولي، أوضحت معالي الرئيسة: «للاتحاد باع
طويل في تعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان، وهناك بالطبع تحديات نعاني منها، وعند
النظر إلى حقوق النساء والأطفال في بعض الدول نرى أن بعضها متخلف عن الركب، وهناك
تهديدات لحقوق الإنسان والديموقراطية والحريات، وإلى جانب هذه التحديات فهناك
منجزات قد تحققت، لذا يجب علينا أن نبرز هذه التحديات، والمهم بالنسبة لنا في
الاتحاد البرلماني الدولي أن تقوم البرلمانات العربية بإرسال النساء والبرلمانيين
الشباب في اجتماعات الاتحاد لإظهار هذه الصورة، لا أؤمن بتدخل الدول في شؤون الدول
الأخرى ولكني أؤمن بأهمية تعزيز الحوار وتكوين منصة يمكن عن طريقها الجلوس إلى
طاولة الحوار، وهنا تكمن أهمية زيارتي لعمان لأنها كانت ولا زالت تسعى إلى حل
المشاكل بين الدول وهذا أمر مهم لنا في الاتحاد».
مكافحة الفساد
وإجابة على سؤال تقدمت به «عمان» حول الفترة المقبلة التي ستشهد عملية انتخابات
جديدة، ومساعي الدول في التغلب على تحديات التلاعب، قالت: «الديموقراطيات تتغير
وتنمو وهناك تحديات، وللإجابة على سؤالك سأضرب مثالا من بلادي المكسيك التي تعتبر
من الديموقراطيات الناشئة رغم أنها دولة قديمة استقلت من 200 عام، فقد بدأنا في
تعزيز الانتخابات منذ ثلاثة عقود، ونعاني من هذه التحديات وأعتقد أن الحل هنا هو
تعزيز مبدأ الديموقراطية في المجتمع فنحن نحتاج إلى جعل المجتمع نشطا في صنع القرار
والمشاركة السياسية، ففي المكسيك نحارب الممارسات غير الديموقراطية ونطور من
تشريعاتنا لمحاربة مثل هذه الممارسات، ولا نكتفي بإصدار التشريعات بل نعمل على
ترجمتها إلى واقع ملموس، ولتطبيق الديموقراطية نحتاج إلى تعزيز الثقافة والتعليم من
ناحية حب الوطن والمشاركة في العملية الانتخابية، والتفريق بين الممارسات
الديموقراطية وغيرها من خلال المناهج التعليمية ومن خلال الأعضاء أنفسهم الذين
لديهم دور في تعزيز هذه الثقافة، ونرى في أنحاء العالم أن هناك ديموقراطيات مهددة
من الاستبداديين والشموليين، وعمان إن أرادت تطبيق هذا المبدأ فسيسهل عليها على عكس
المكسيك التي لديها أحزاب سياسية، وبدأنا الآن في رؤية أعضاء مستقلين الذين يصعب
فوزهم ولكن في عمان عكس ذلك فجميع الأعضاء مستقلون ولهم صوتهم وحريتهم في القرار،
وهذا مهم جدا لأن جميع النتائج تنعكس على العضو نفسه وليس على حزبه، وسيفخر به
أبناؤه وعائلته لأجيال إذا كان عمله متقنا، لذا أعتقد أن تجربة عمان جيدة في هذا
المجال».
مشاركة المرأة
وفيما يتعلق بمشاركة المرأة، قالت معالي غابرييلا: «في الحقيقة أنا فخورة بالقول إن
عمان تلعب دورًا نشطًا في الاتحاد البرلماني الدولي، وأنا سعيدة لرؤية رئيس مجلس
الشورى في اجتماعات الاتحاد ومشاركته في صنع القرارات ومواقفه في الاتحاد البرلماني
الدولي المهمة جدا بالنسبة لنا، وهذا يعكس الصورة الحسنة لعمان وشعبها ومجلسي
الدولة والشورى، أما فيما يتعلق بمشاركة المرأة ولكوني ثاني رئيسة للاتحاد
البرلماني الدولي في 130 عاما أود أن أرى نساءً أكثر في البرلمان فهناك امرأة واحدة
في الشورى وعدد أكبر في الدولة، وهنا أدعو النساء العمانيات لمضاعفة مشاركتهن في
هذه العملية لأن الديموقراطية تتطلب مشاركة منصفة للجنسين وكما نعلم أن نصف السكان
حول العالم من النساء، ولا نحتاج إلى نساء لاتخاذ قرارات على مستوى المجتمع،
فالمجالس البرلمانية تتخذ قرارات حول المجتمع وحول الميزانية والصحة وقرارات أخرى
مهمة لعوائلنا، لذا فإن البرلمان ليس مكانا للرجال فقط ولكن يجب على النساء أن يكن
موجودات في هذه المجالس، وأدعو العمانيات من هذا المنبر لتعزيز مكانهن في مجلسي
الدولة والشورى، وأنا سعيدة لوجودي هنا في عمان التي أعتبرها مثالا لدول المنطقة
والتي يجب أن نعمل على استنساخ تجربتها في باقي دول المنطقة لنشر السلام والحوار في
المنطقة وتشجيع النساء والرجال على انتخاب النساء».
نجاح البرلمان
وأضافت متحدثة عن الاتحاد البرلماني الدولي: «من أجل أن ينجح الاتحاد البرلماني
الدولي فنحن نحتاج إلى أن يكون أعضاؤنا ناجحين، لأن نجاحهم يمثل نجاح الاتحاد
البرلماني الدولي، فإذا ما نظرنا على سبيل المثال إلى مشاركة المرأة في البرلمان
فسنرى أنه بين عامي 2016 و2017 كانت نسبة الزيادة في عدد النساء البرلمانيات 0.1%
فقط، وهذا يعني أننا بحاجة إلى 250 سنة ليتساوى عدد النساء والرجال في برلمانات
العالم، لذا يجب علينا أن نعمل على تسريع هذه العملية والعمل مع البرلمانات على
تعزيز هذا الجانب من خلال برامج بناء القدرات والعمل مع البرلمانات الأعضاء على
تغيير بعض التشريعات لتعزيز العملية مثل السماح لمن هم دون الثلاثين بالمشاركة في
البرلمان لأن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من نصف سكان العالم هم دون الثلاثين ولكن
فقط 2% منهم ممثلون في البرلمانات، لذا يجب أن نعمل على تعزيز التشريعات وفقا
للتحديات القائمة».
النظام الأساسي وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم (101/96)
بإصدار النظام الأساسي للدولة
مكتب مجلس الشورى ينظر في عدد من الردود الوزارية والمخاطبات الواردة من الاتحادات
والمنظمات الإقليمية والدولية