جريدة الوطن
- الأثنين 2 ديسمبر 2019م
ندوة
تطور العلوم الفقهية فـي عمان «الخامسة عشرة» تبدأ أعمالها حول فقه الماء فـي
الشريعة الإسلامية
بمباركة سامية من جلالته
المفتي العام للسلطنة:
من الواجب أن تشكر نعمة الماء أيما شكر لأن الله أوجب على عباده شكر نعمه، ومن لم
يشكر نعمة الله فقد كفرها
رئيس اللجنة المنظمة للندوة:
موضوع ندوة هذا العام جديد بسبب تطور الاهتمامات والتوظيفات
تغطية ـ علي بن صالح السليمي:
بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله
ورعاه ـ بدأت صباح أمس ندوة تطور العلوم الفقهية في عُمان في نسختها (الخامسة عشرة)
والتي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وستستمر ثلاثة أيام.
الندوة جاءت بعنوان:(فقه الماء في الشريعة الإسلامية .. أحكامه الشرعية وآفاقه
الحضارية وقضاياه المعاصرة) بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين من داخل
السلطنة ومختلف دول العالم الإسلامي، حيث شارك في الندوة أكثر من 55 عالمًا وباحثًا
ومفكرًا ومختصًّا يبحثون في فقه الماء، وتشتمل الندوة على ثمانية محاور تتصل
بالأصول الشرعية لفقه الماء والأنظمة الإسلامية في فقه الماء وقضايا الماء في الفقه
الإسلامي وفتاوى الماء في الفقه الإسلامي وفقه الماء في تطبيقات التراث الإسلامي
وقراءات معاصرة في فقه الماء المعاصر وفقه الماء والصراعات المعاصرة وأحكام البحر
في الفقه الإسلامي.
رعى افتتاح الندوة معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير الشؤون القانونية
بحضور سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة وعدد من المسؤولين
والمهتمين في هذا الجانب.
وقد تضمن برنامج الندوة عددًا من الكلمات، بدأها سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد
الخليلي المفتي العام للسلطنة بكلمة افتتاحية قال فيها: إن قضية الماء قضية مهمة
لأنه روح الحياة (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، فالله سبحانه وتعالى امتن بهذا الماء
فيما أنزله من كتابه، امتن بإنزاله وامتن بحفظه، (وأنزلنا من السماء ماء بقدر
فأسكناه في الأرض وإنّا على ذهاب به لقادرون)، فالله سبحانه وتعالى لو شاء لما
أمسكت الأرض الماء ويمكن أن تتصدع أو يتبخر هذا الماء، فتتصدع الأرض ولا يستطيع أحد
من البشر أن يمسكه من أعماقه الغائرة ولو يتبخر لما بقي شيء منه للبشر، ولكن الله
امتن علينا بهذا الماء ليكون روحًا لنا في هذه الحياة.
موضحًا سماحته بأنه كان من الواجب أن تشكر هذه النعمة أيما شكر لأن الله تعالى أوجب
على عباده شكر نعمه، ومن لم يشكر نعمة الله فقد كفرها (ليبلوني أأشكر أم أكفر)
فلذلك وجب أن يحافظ على هذا الخير الكثير الذي منَّ الله سبحانه وتعالى به على
عباده، ومن خلال هذه المحافظة يحرص الناس جميعًا على عدم الإسراف في الماء، فكل شيء
يجب أن يتوسط به بين طرفين (الإفراط والتفريط) وبهذا التوسط تبقى النعم كما هي
ويكون ذلك شكرًا لهذه النعمة التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على عباده، مشيرًا
سماحته إلى أنه والحمد لله فإن باب الاجتهاد لم يُغلق في أي وقت من الأوقات، ويجب
أن يبقى باب الاجتهاد مفتوحًا، إذ لو أغلق باب الاجتهاد لوقع الناس في مشكلات
عظيمة، إذ الحياة تتطور باستمرار وتحتاج في كل عصر إلى نظر جديد يقوم به العلماء
الربانيون المتضلعون في الفقه الإسلامي الواسع (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون).
كما ألقى سماحة الشيخ شوقي علّام مفتي جمهورية مصر العربية كلمة في افتتاح الندوة،
وقدم بعدها عرض مرئي عن (الماء) وأهميته وكيفية المحافظة عليه من جميع الجوانب
الشرعية والحياتية، بعد ذلك ألقى سماحة الشيخ آية الله أحمد مبلغي من علماء حوزة قم
بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعدها كلمة لسماحة الشيخ راوي عين الدين ـ رئيس
مجلس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية.
وأخيرًا ألقى الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سليمان السالمي ـ رئيس اللجنة المنظمة
للندوة كلمة الوزارة قال فيها: يُعقد هذا المؤتمر بتوجيهات سامية من حضرة صاحب
الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله تعالى ـ ونحن نستبشر بالخمسين
عامًا للنهضة المباركة استبشرنا بوثيقة جلالته للائتلاف الإنساني المنتظمة على أسس
العدل والعقل والأخلاق، داعية إلى المعرفة والتعارف الإنساني والاحترام الكوني،
موضحًا بقوله: ونحن في هذا المؤتمر الذي يمثل حلقة في ندوة تطور العلوم الفقهية وهي
السلسلة التي امتدت عبر قرابة العقدين، وصارت موسمًا علميًّا ينتظره فقهاء العالم
من كل أقطابه، ومجمعًا فقهيًّا للتلاقي والحوار، وموضوعها هذا العام موضوع جديد
قديم، قديم لأنه جانب من جوانب الفقه الإسلامي في إدراكاته وأبعاده المختلفة، وهو
جديد بسبب تطور الاهتمامات والتوظيفات، وعلى سبيل المثال لدينا هذه الصلة الوثيقة
والجديدة بين مياه البحار ومياه اليابسة وذلك من طريق التحلية، ولدينا من الجديد
التأملات المستحدثة لعلائق المياه بالمقاصد الشرعية، ولدينا أخيرًا المعالجات
المتجددة لنوازل المشكلات في ندرة المياه والاختلال المناخي والتصحر، ومباحث
أخلاقية تُلزم الفقيه بإبداء الرأي وتوضيح رؤيته للكون وفضاءاته وأبعاده.
جلسلت الندوة
بعدها بدأت جلسات الندوة، حيث بدأت الجلسة الأولى يوم أمس حول محور (الأنظمة
الإسلامية في فقه الماء) وقد أدار الجلسة الشيخ الدكتور المكرم عبدالله بن راشد
السيابي ـ عضو مجلس الدولة، وتحدث في الجلسة كلٌّ من: الدكتور إدريس الفاسي،
والدكتور داؤود بورقيبة، والدكتور رضوان السيد، ومحمد بن سيف الشعيلي، وفارس مسدور،
بعدها دارت مناقشات بين الباحثين والحضور، وفي الجلسة الثانية تناولت محور (الأصول
الشرعية لفقه الماء)، والتي أدارها سماحة الشيخ راوي عين الدين ـ مفتي روسيا، وتحدث
فيها كل من: سماحة الشيخ الأستاذ الدكتور شوقي علاّم ـ مفتى جمهورية مصر العربية،
وسماحة الشيخ محمد رفيع عثماني، ومعالي الدكتور أحمد العبادي، والشيخ أفلح بن أحمد
الخليلي، وسماحة الشيخ أحمد مبلغي، وسماحة الشيخ الدكتور أبوبكر أحمد، وفضيلة السيخ
الدكتور محمد زيتون، بعدها دارت مناقشات بين الباحثين والحضور.
أما الجلسة الثالثة فكانت حول محور (الأنظمة الإسلامية في فقه الماء)، وقد أدار
الجلسة سماحة الشيخ عزيز حسانوفيتش ـ مفتي كرواتيا ورئيس المشيخة الإسلامية، وتحدث
في الجلسة كلٌّ من: الدكتور محمد الغاربي، والدكتور مصطفى باجو، والدكتور محمد حسن
البغا، والدكتور محمد فايز حسين، والدكتور سعيد بنسعيد العلوي.
جدير بالذكر أن الندوة تستكمل اليوم جلساتها خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ففي
الفترة الصباحية تُعقد الجلستان (الرابعة والخامسة) حول محور (قضايا الماء في الفقه
الإسلامي)، والجلسة السادسة تدور حول محور (فتاوى الماء في الفقه الإسلامي)، أما في
الفترة المسائية فتُعقد جلستان (السابعة والثامنة) وتتحدثان عن محور (فقه الماء في
مكتبة التراث الإسلامي)، فيما تختتم غدًا (الثلاثاء) بعقد (6) جلسات (صباحية
ومسائية) من خلال ثلاثة محاور وهي:(قراءات في الفقه المعاصر)، و(فقه الماء
والصراعات المعاصرة)، و(أحكام البحر في الفقه الإسلامي).
النظام الأساسي وفقًا
لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم (101/96) بإصدار النظام الأساسي للدولة
المرسوم وفقاً لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم 26/75بخصوص إصدار قانون تنظيم الجهاز
الإداري للدولة