جريدة الوطن
- السبت 28 ديسمبر 2019م
المؤتمر الدولي “تاريخ
العلاقات بين العالم الإسلامي والصين” يستقريء المفاهيم المشتركة
بين الحضارات ويلقي الضوء على الإسهامات والتأثير الثقافي العماني في الصين خلال
العصور الوسطى
تختتم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية
اليوم في فندق جراند ميلينيوم مسقط جلسات المؤتمر الدولي “تاريخ العلاقات بين العالم
الإسلامي والصين ..عٌمان نموذجا”والذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ
والفنون والثقافة الإسلامية، وكلية العلوم الصينية، ومن المؤمل أن يلقي المشاركون كلمتهم
في الحفل الختامي إضافة إلى تقديم التوصيات وتكريم المشاركين، كما سيسبق ذلك تقديم
الجلسات الخاصة باليوم الثاني حيث ستشهد الجلسة الأولى تقديم محور (الفنون والثقافة
والعلوم) ويقدم خلالها 5 اوراق عمل، اما الجلسة الثانية فستشهد تقديم محور (العلاقات
الاقتصادية العمانية الصينية) وسيقدم خلالها 6 اوراق عمل ، كما ستشهد الجلسة الثالثة
والأخيرة تقديم ورقتي عمل تناقش محور (العلاقات الدولية ومبادرة الحزام والطريق) ،،،
وكانت قد انطلقت فعاليات المؤتمر أمس تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون
وزير الخدمة المدنية، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة في فندق جراند ميلينيوم
مسقط بفيلم عن تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامي والصين وعمان نموذجا،
تلته كلمة سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية
قال فيها مع بداية القرن السابع الميلادي شهدت الجزيرة العربية حدثاً مهماً غيّر مجرى
التاريخ بظهور الإسلام وإقامة دولة إسلامية امتدت شرقاً وغرباً ، ومع مطلع القرن الثامن
الميلادي يصل نفوذ المسلمين إلى حدود الصين مما أوجد هذا الامتداد رقعة واسعة من الأراضي
الشاسعة والزاخرة بالمنتجات والخيرات المتعددة مما حدا بالطرفين لتطوير التجارة والاستفادة
من الأمن والاستقرار الذي وفره المسلمون على مسارات طرق الحرير البرية والبحرية مما
أفسح المجال للصينيين لنقل بضائعهم ومنتجاتهم إلى العالم الإسلامي ووصول سفنهم إلى
الموانئ الإسلامية المختلفة . كان طريق الحرير خلالها معبراً ثقافياً واجتماعياً ذا
أثر عميق في المناطق التي يمر بها ولم يقتصر شأن طريق الحرير عن كونه سبيل تجارة بين
الأمم والشعوب وأنما تجاوز الاقتصاد العالمي , حيث عبرت وعرفت الشعوب في آسيا الديانات
ومنها الدين الإسلامي وانتقال العديد من أنماط النظم الاجتماعية من خلال التواصل السكاني
إلا أن النشاط الاقتصادي ظل دوماً هو العامل الأهم والأظهر والأبرز أثراً لاسيما مع
حلول القرن العاشر الميلادي الذي شهد انتقالاً إلى المسارات البحرية فأحدث ذلك نقلة
كبيرة في اكتشاف التجارة واضحت البضائع والثقافات الإنسانية تنتقل بحرية منتظمة تتجه
عبر المحيط الهندي إلى آسيا وشمال أفريقيا فكانت تجرى التبادلات الواسعة النطاق من
حيث السياسة والاقتصاد ولهذا فإن انتقال الحضارة المادية عبر طريق الحرير جعلها تتبادل
ويتأثر بعضها بالبعض وقد تركزت المبادلات التجارية في مجالات المنسوجات والحرير والمجوهرات
والتوابل والأواني الزجاجية والفخاريات والورق والصناعات الخزفية وغيرها.
وأضاف “الضوياني” : اتسمت العلاقات التجارية العمانية الصينية عبر العصور والحقب التاريخية
الممتدة لآلاف السنين فشكلت علامة بارزة في تاريخها منذ العصر الإسلامي عن طريق الخطوط
البحرية بين الموانئ الصينية وموانئ الساحل العُماني وقد أكسبها الاستقرار السياسي
والأمني أكبر الأثر في زيادة الازدهار التجاري فكان لازدهار مينائي كانتون في الصين
وصحار في عُمان قد أديا إلى ثراء المنطقة التي تمر من خلالها التجارة البحرية عبر المحيط
الهندي ومنها سواحل الخليج ومرافئ البحر الأحمر بفضل مساهمة الموانئ العُمانية وعلى
وجه الخصوص ميناء صحار الذي ازدهر وحظى بإشادة العديد من الرحالة الجغرافيين فكانوا
يسمونه بوابة الصين لأنها كانت سوقاً حرة وقبلة التجار وبضائعهم ومخزناً للسلع الواردة
من الصين والهند وأصبحت صحار مركزاً رئيسياً للملاحة والتجارة ونقطة انطلاق للسفن إلى
الهند والصين والشرق الأقصى وليس أصدق قولاً عما يرجعه بعض المؤرخين الصينين فأن أبا
عبيدة عبدالله بن القاسم هو السندباد البحري الذي ارتاد البحر مرات عديدة وتخليداً
للدور الريادي التجاري الذي قامت به صحار عبر التاريخ العُماني وأحياء لتلك الرحلات
البحرية التجارية ، وبناء على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ
حفظه الله ورعاه ـ أبحرت السفينة صحار من مدينة صحار في رحلة تاريخية إلى الصين في
نوفمبر 1980م ورست السفينة صحار في ميناء كانتون بالصين ، وقد استغرقت السفينة نفس
المدة الزمنية التي تستغرقها سفن الرحلات فكان لهذا التطور التجاري وازدهاره في العلاقات
التجارية بين عُمان والصين لهو دليل على هذا التحول الاقتصادي الهام الذي قام به الجانبان
فساهم في إيجاد علاقات تنظيمية وإدارية وقانونية لتنظيم التبادل التجاري وإنشاء إدارات
التمثيل التجاري لضبط حركة البضائع وتنقل التجار وتحديد حجم الأموال ومدة اقامتهم وتوفير
الحماية المتبادلة لهم ولهذه الغايات المنشودة والاهداف المرجوة فإن المؤتمر سينظر
في أوراق العمل التي تتناول أوجه ومجالات العلاقات التي ربطت العالم الإسلامي بالصين
وعُمان وأهمية امتداد وتواصل هذه العلاقات الاقتصادية والتي تعمل كل الدول على إيجاد
شراكة اقتصادية والعمل على إتاحة فرص الاستثمار مع مختلف دول العالم ومنها الصين.
فقرات متنوعة
ثم عرض فيلم عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بعنوان (ذاكرة وطن ) تلى ذلك كلمة
لسعادة الدكتور خالد إرن المدير العام لمركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية
(منظمة التعاون الإسلامي)، بعدها ألقى سعادة البروفسور زهو يونفان نائب المدير العام
لمكتب التعاون الدولي (الأكاديمية الصينية للعلون الإجتماعية) تلاه تبادل الهدايا التذكارية.
الجلسة الأولى
بعدها انطلقت جلسات المؤتمر , حيث اقيمت الجلسة الأولى بعنوان “التواصل التاريخي بين
الصين والعالم الإسلامي” وترأس الجلسة الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي الاستاذ المشارك
في جامعة السلطان قابوس , بدأت بالكلمة الرئيسية بعنوان “العلاقات بين الصين والعالم
الإسلامي” قدمها البروفسور وانج لينكونج نائب المدير العام لمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا
(الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية) ، تلاه ورقة عمل بعنوان “العلاقات بين الصين
والمسلمين خلال فترة تانغ سونغ (القرن السابع ـ العاشر)” قدمها البروفسور لي هي سوو
من جامعة هانيانغ قسم الأثروبولوجيا الثقافية بكوريا الجنوبية وقال فيها : هناك العديد
من الأدلة المتناقضة فيما يتعلق بالفترة التي دخل فيها الإسلام إلى الصين وذلك بناءً
على الوثائق التاريخية الرسمية أو الروايات القديمة، حيث توضح هذه الوثائق والروايات
أن أول اتصال رسمي مدون جرى بين الصين والجزيرة العربية بدأ في عام 651 ميلادي، وذلك
عندما وصل المبعوث العربي إلى الصين لينقل أوامر الخليفة العثماني الثالث إلى الدولة
الصينية، ومنذ ذلك الاتصال الرسمي ازدادت العلاقات السياسية بين البلدين أكثر فأكثر
من خلال تبادل الوفود، ومع ذلك فيرجح بأن العلاقات التجارية بين الصين والجزيرة العربية
بدأت قبل ذلك وبالتحديد قبل فترة طويلة من ظهور الإسلام حسبما ذكر في الوثائق ذات الصلة،
وكان البلدان يستخدمان البحر والطرق البرية مثل طريق الحرير من أجل هذا التواصل، وعلى
مدى ألفي عام كان البلدان على اتصال دائم من خلال القوافل والعربات التي كانت تمر على
طول طريق الحرير في الغرب ومن خلال البحارة والملاحين في الجنوب سالكين الطرق البحرية
القائمة آن ذاك، وكان للتجارة المزدهرة بين العالم العربي والصين وانتشار الإسلام تأثير
كبير على شبه الجزيرة الكورية المجاورة أيضًا، حيث شهد التواصل والتجارة بين الصين
والعالم العربي توسعا كبيرا بداية من القرن الثامن ليشمل شبه الجزيرة الكورية، ومنذ
كتابة مخطوطة ابن خردبي في عام 845 باللغة العربية أو الفارسية إلى القرن السادس عشر
دوّن أكثر من 20 عالما مسلما مجموعة واسعة من المخطوطات المتعلقة بالعلاقات التجارية
العربية الكورية.
تاريخ الرحالة
بعدها قدم البروفسور أحمد تاسال من جامعة اسطنبول يديتيبي التركية ورقة بعنوان (تاريخ
الرحالة من جنوب الإمبراطورية العثمانية إلى الشرق الأقصى) وجاء فيها : أسس الأتراك
انطلاقا من آسيا الوسطى دولا متعددة في الشرق الأوسط، فبعد السلاجقة أصبحت الإمبراطورية
العثمانية المتعاظمة بسرعة هي المهيمنة في كل من آسيا وأوروبا، ، حيث امتد حكم العثمانيين
في ثلاث قارات من خلال دمج شمال أفريقيا في الهيكل السياسي، وعلى الرغم من أن العثمانيين
لم يقطعوا علاقاتهم مع المنطقة التي يطلق عليها تركستان، إلا أنها لم تكن أولوية لهم
في المنطقة، ومن الناحية الجغرافية كانت الدولة الصفوية تقف حاجزا بين العثمانيين وتركستان
وتمنع علاقات العثمانيين مع تلك المنطقة، ومع ذلك أقام العثمانيون علاقات مع بخارى
وغيرها من الخانات في المنطقة، وحاولوا إقامة تواصل سياسي من خلال السفراء والرحالة
وغيرهم من الوفود الرسمية، وعلى الرغم من عدم وجود نتائج إيجابية إلا أن الخانات في
المنطقة اعترفوا بالسلاطين العثمانيين وأرادوا إقامة علاقات خلال فترات مختلفة، وبالرغم
من المسافات الطويلة بينهما فقد أرسلت الإمبراطورية العثمانية العديد من الرحالة إلى
المنطقة؛ وتشمل وفود هؤلاء الرحالة شخصيات من شبه الجزيرة العربية إلى الشرق الأقصى،
وعند عودتهم دونوا مذكرات سفرهم ونشروها على شكل كتب.
أدب الرحالة
وركزت الورقة التي قدمها الدكتور سون هاو الاستاذ المشارك في معهد دراسات غرب آسيا
وأفريقيا (الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية) بعنوان (الثقافات الإسلامية القديمة
في عيون قدامى الصينيين التركيز على تغييرات جينغ شين جي (أدب الرحالة) على رحلات دوهوان
الذي ولد في عهد أسرة تانغ في القرن الثامن، وكان أول صيني يسافر إلى العالم الإسلامي
عبر طريق الحرير، وبعد عودته إلى مسقط رأسه كتب دوهوان تجربته عن الإمبراطورية العباسية
في كتاب يحمل اسم (رحلات)، حيث ركزت الورقة بشكل أساسي على إصدارات الكتاب وتحليل كيف
تعرف شعب دولة تانغ على الدين الإسلامي المبكر والثقافات المادية.
الرحلات البحرية
بعدها انطلق المحور الخاص بالعلاقات العمانية الصينية حيث قدم الباحث حمود بن حمد الغيلاني
الخبير بمديرية الآثار والثقافة بوزارة التراث والثقافة ورقة بعنوان (الرحلات البحرية
العمانية إلى الصين) تحدث فيها عن تاريخ العلاقات بين العرب عموما والعمانيين بصفة
خاصة والصين والتي اكد فيها أنها امتدت أكثر من خمسة عشر قرنا، فلم تكن العلاقة وليدة
الإسلام، بل سبقت ظهور الإسلام، وقد دل التراث الإنساني في بلاد العرب وفي أرض الصين
على الأثر الفاعل والتأثير المتبادل عبر العصور، وليس أدل من ذلك كما بينته الآثار
الصينية، وخلال تلك الفترة توطدت العلاقات التجارية والاقتصادية بين الطرفين.
واتخذت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي التاريخي وتكونت من أربعة مباحث حول العلاقات
العمانية الصينية من خلال الرحلات البحرية المباشرة للطرفين، فالمبحث الأول استعرض
العلاقات العمانية الصينية عبر التاريخ، والمبحث الثاني تطرق إلى الرحلات البحرية من
الموانئ العمانية إلى الموانئ الصينية، أما المبحث الثالث فتناول الطرق البحرية التي
سلكتها السفن العمانية في رحلات إبحارها إلى الموانئ الصينية، والمبحث الرابع سوف يستعرض
الصادرات والواردات لكلا الطرفين .
في عيون الصحافة العمانية
وقدم الدكتور عبدالعزيز الخروصي مدير دائرة التاريخ الشفوي بهيئة الوثائق والمحفوظات
الوطنية ورقة بعنوان (الصين في الصحافة العمانية ـ صحيفتي عمان والوطن انموذجا) عرج
فيها إلى ما رصدته الصُّحف العمانية (عُمان والوطن) الحضور الصيني في المنطقة ، ودور
الصينيين في القضايا والأحداث السّياسيّة والاقتصاديّة التي مرّت بها عُمان خلال النصف
الثاني من القرن الماضي، وتابعت تطور العلاقات العمُانية الصينية في مختلف المجالات
خاصة الاقتصادية منها. كما ألقى الضوء على المقالات والتحليلات السياسية التي كان يطرحها
الصحفيون والكتاب ورؤيتهم للدور الصيني في المنطقة بالإضافة إلى النتائج والتوصيات.
وقال “الخروصي” : المتتبع لصحيفتي عمان والوطن سيجد أنهما قد أبرزتا الأحداث المهمة
التي كان الصينيون طرفًا فيها، وأفردت للتطور الذي تعيشه الصين خاصة على المستوى الاقتصادي.
كما أنها أبرزت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتطورها، وقد حضرت الصين في الصحافة
العمانية من خلال المقالات التاريخية التي تتناول جذور العلاقات العمانية الصينية واستعرضت
أحياناً الكتابات التي تُعنى بالأدب الصيني.
الجلسة الثانية
انطلقت الجلسة الثانية للمؤتمر في يومه الاول برئاسة البروفسور عزمي أوزكان من مركز
الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة (منظمة التعاون الإسلامي) في استكمالا لمحور العلاقات
العمانية الصينية حيث قدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي الاستاذ المشارك في جامعة السلطان
قابوس ورقة حملت عنوان (الإسهام العماني في طريق الحرير) حيث ألقى بحثه الضوء على بعض
الاسهامات العمانية في طريق الحرير التي بلا شك كانت معينا لمرتادي المسالك البحرية
تجارا وعابرين، والمرور على الموانئ العمانية حتميا منذ القدم، مركزا في المبحث الأول
على موقع عمان وأهم موانيها البحرية، والمسالك البحرية التي اتخذها العمانيون في رحلاتهم
البحرية في مواسم معلومة وأفلاك مرسومة وقياسات محسوبة. بينما ركز المبحث الثاني على
تجارة العمانيين، وأنواع السلع التي يتاجرون بها وقال “الهاشمي” : لقد شاع الحديث عن
المقصود بطريق الحرير وهو الطريق الذي تسلكه البضائع والسلع بين الشرق والغرب عبر بلاد
العرب والمسلمين، بحرا كان أو برا. وأن المسالك البحرية التي تربط ببلاد شرق آسيا مع
العالم الأوروبي كانت عمان من الدول التي لها نصيبها في هذا الممر. وعمان دولة بحرية
بفضل موانيها الممتدة على طول ساحلي يبلغ 1800كم، تكونت على موانئ ومرافئ أمنه، تلجأ
إليها السفن. فضلا مهارة العمانيين البحرية ورحلاتهم البحرية وصلت الى الصين شرقا والى
رأس الرجاء الصالح في جنوب شرق افريقيا. ولهذا كانت موقع عمان على طريق الحرير ذي أهمية
كبيرة في ازدهار الموانئ وازدحامها بالبضائع ذات قيمة متناهية وغدت أسواقها يرتاده
التجار من بلاد الجزيرة العربية وخارجها.
التأثير الثقافي العماني
بعدها قدم الدكتور سليّم بن محمد الهنائي المشرف التربوي بوزارة التربية والتعليم ورقة
بعنوان (التأثير الثقافي العماني في الصين خلال العصور الوسطى) كشف فيها التأثير الثقافي
العماني في الصين من نواحي مختلفة مثل اللغة والعادات والملابس والفنون وكذلك طلب العلم
وتعلم الإسلام، وذلك باستخدام المنهج التحليلي الوصفي الذي انقسمت محاوره إلى ثلاثة
الأول حول بدايات التواصل العربي العماني مع الصين، والعوامل التي ساهمت في ذلك الامتزاج
والتداخل الحضاري، وتطرق في المحور الثاني إلى نشر العمانيين الإسلام في الصين، وأثر
ذلك في دخول الصينيين الإسلام وما تبع ذلك من تغيير أسمائهم وطرق حياتهم ومأكلهم وملبسهم
وبعض عاداتهم، كما عرج في المحور الثالث إلى تأثير لغة وفنون العمانيين على الصينيين،
فقد ساهم زواج العمانيين في الصين بأثر كبير على معتقداتهم ونظرتهم للحياة وكذلك في
تعلم اللغة العربية واستخدام المصطلحات العربية في التعامل اليومي، وكذلك الاقبال على
تعلم الإسلام والكتابة عنه، مستهدفا في دراسته الكشف عن الأثر الثقافي الذي تركه العمانيون
في الصين، وكيف ساهموا في نقل ثقافتهم ومعارفهم وأثّروا بها على شريحة من سكان الصين
خلال العصور الوسطى.
العلاقات العمانية الصينية
وفي الورقة الأخيرة في جلسات اليوم الأول بعنوان (العلاقات العمانية الصينية من القرن
الأول حتى القرن الخامس الهجري/السابع حتى الثاني عشر الميلادي) التي قدمها الدكتور
محمد بن ناصر المنذري الباحث الأكاديمي العماني بين “الباحث” أهمية العلاقات العمانية
الصينية التي تمتد في عمق التاريخ، كما بين سبق العمانيين في ارتياد البحار، ودورهم
الرائد في سبر أغوار هذه البحار، والبلدان المطلة على البحار الي ارتادوها منذ العصور
القديمة، وفي العهد الإسلامي أخذت حركة التبادل التجاري بين الجانبين في النمو، وكان
العمانيون من رواد ذلك التواصل التجاري بين العرب والصين، حيث كانت السفن العمانية
تشاهد في ميناء “كانتون” عام 51هـ/671م، وفي بداية القرن الثاني كان ذلك شيئا مألوفا،
حيث تناول بعض العوامل التي أسهمت بدور فاعل في تنشيط ذلك التواصل الممتد من أمد بعيد
قبل الإسلام وسيكون التلميح بتلك العلاقات القديمة تمهيدا لما تتضمنه المحاور التالية
من البيان في حوانب تلك العلاقات، كما تناول البداية الموثقة لوصول العمانيين إلى بلاد
الصين وذكر رواد ذلك التواصل الحضاري متتبعين الطرق التي سلكوها والبلدان التي نزلوا
برحابها حتى بلوغ مفصدهم، معرجا إلى الإجراءات التجارية المتبعة في كل من عمان والصين
وسمات التعامل التجاري ومن أهم تلك السمات التجارية في الصين استخدام العملات الورقية،
وسيختم هذا المحور بأهم السلع المتبادلة بين عمان والصين، كما تناول في ورقته ايضا
الآثار الاجتماعية الطيبة نتيجة تلك العلاقات الحسنة التي كانت تربط بين التجار الصينيين
والعمانيين وبحسن التعامل والأخلاق الفاضلة التي تعامل بها العمانيون ، وبعضهم توج
بسفير الأخلاق الحسنة في بلاد الصين.
واختتمت الجلسات بالمناقشة والمداخلات بين الحضور والمختصين والباحثين لإثراء الجلسات
بالمزيد من المعرفة التاريخية حول العلاقات الصينية بعمان والعالمي الإسلامي.
النظام
الأساسي وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم (101/ 96) بإصدار النظام الأساسي للدولة