جريدة الوطن العدد 10690 لسنة 42 -
الثلاثاء 28 ذي الحجة 1433 هـ - الموافق 13 من نوفمبر 2012 م
الأوقاف والشؤون الدينية تنظم احتفالا بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية
السيابي:هناك أسباب عديدة أدت مجتمعة الى هجرة المصطفى عليه الصلاة والتسليم
السابعي : إن بناء النفوس مرحلة جوهرية في الوصول إلى مرتبة الاطمئنان الآمنة
كتب ـ أحمد بن سعيد الجرداني:احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون
الدينية أمس بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام
وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب المفتي العام
للسلطنة ويأتي هذا الحفل في إطار الدور الذي تقوم به الوزارة لأحياء مثل هذه
المناسبات وتذكير الأمة بما تتضمنه هذه الحادثة العظيمة وأقيم الحفل على مسرح
العلوم الشرعية بالخوير.
كلمة راعي المناسبة
تضمن الحفل كلمة ألقاها سعادة الشيخ راعي الحفل قال فيها:انه من المعلوم والمتقرر
أن لكل سبـّب مسببا يقوم عليه،ومنطلقا ينطلق منه،وذلك السبب يكون أصلا لذلك
المسبب،فما هو السبب الباعث لهجرة النبي المصطفى والحبيب المجتبى (صلى الله عليه
وسلم) وصحابته الكرام العظام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة؟ حرسهما الله
تعالى من كل سوء ومكر وكيد ومكروه.
واضاف سعادة الشيخ في كلمته قائلاً : لا شك أن هناك أسبابا عديدة أدت مجتمعة الى
الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأجل التسليم، نذكر منها ما يلي أولا:البعثة
النبوية،وهي الأصل الأصيل والأساس المتين، لتلك الهجرة، فلولا البعثة النبوية أو
الرسالة الربانية لمحمد صلى الله عليه وسلم لما كانت تلك الهجرة الشريفة،فبعد أن
أمره ربه عز وجل بقوله:"وأنذر عشيرتك الأقربين" وجمع أقاربه عند جبل الصفا،وأخبرهم
بنبوته،ما كان من قومه أولئك إلا التكذيب والإنكار،ومنذ ذلك الحين أخذت عداوتهم
تشتد حتى بلغت حدا لا يطاق،وآذوه بالقول أذى شديدا،كما آذوا أصحابه الكرام بالقول
والفعل أذى يعجز القول عنه وصفا وتعبيرا.
وما ذلك إلا حسد وبغي للاصطفاء الرباني لمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته
الإسلامية.
ثانيا:الهجرة الى الحبشة وذلك انه عليه الصلاة والسلام لما رأى شدة الأذى على
أصحابه أمرهم بالهجرة الى بلاد الحبشة وهي أثيوبيا وارتيريا حاليا قائلا لهم أن بها
ملكا لا يظلم عنده أحد وذلك الملك هو النجاشي فكانت تلك الهجرة بمثابة تدريب وأخذ
خبرة عن كيفية إدارة الهجرة وعملية تنفيذها لذلك كانت مقدمة للهجرة الكبرى ألا وهي
الهجرة النبوية.
ثالثا:موت زوجته الوفية المخلصة العاقلة الكريمة خديجة بنت خويلد وكانت خير ناصر له
وخير معين على حمل رسالة الإسلام وتبليغ ما أمر به ربه الى الناس من الحق
والهدى،حتى قال فيها عليه الصلاة والسلام بأنها آمنت به حين كفر به الناس،وصدقته
حين كذبه الناس وواسته بما لها حين حرمه الناس او كما قال (عليه الصلاة والسلام) في
حقها،وذلك تعليم لأمته كيف يذكرون زوجاتهم بالخير والمعروف.
رابعا:وفاة عمه السيد الكريم المهيب المطاع أبي طالب الذي كان ردءا واقيا له من أذى
قومه المشركين،وسندا قويا له ضدهم لكي لا يتعرضوا له في دعوته، كيف لا، وهو الذي
أعطاه الضوء الأخضر لينطلق بدعوته بين الناس قائلا له: اذهب يا ابن أخي فقل ما
أحببت فو الله لا أسلمك لشئ أبدا،بعد ان رأى ثبات النبي (صلى الله عليه وسلم) على
موقفه التاريخي العظيم الذي عبر عنه بقوله الخالد: يا عم لو وضعوا الشمس في يميني
والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو اهلك فيه ما تركته بعد ان
عرض عليه سادة قريش من مجد الدنيا ما تهفو اليه النفوس وتنجذب إليه القلوب ولكنها
النبوة،ولكنه الاصطفاء الإلهي اللذان هما فوق كل شيء في هذا الوجود،وخير من الدنيا
وما فيها.
خامسا:ذهابه إلى الطائف،وذلك أنه بعد وفاة زوجته السيدة خديجة وعمه السيد الجليل
أبي طالب ازداد أذى قريش له ولأصحابه،الأمر الذي دفعه الى الذهاب الى الطائف لعله
يجد عند اهلها ثقيف بديلا إسلاميا، يكون له عونا وناصرا على أداء مهمته العظيمة
الجسيمة،غير أن اهل الطائف خيبوا ظنه وحطموا أمله، ولم يكتفوا بذلك، بل أمروا
سفهاءهم وصبيانهم بإيذائه والسخرية منه حتى رموه بالحجارة فدميت قدماه
الشريفتان،هنالك عاد الى مكة منكسر البال يلفه الحزن والأسى مما لقي ولكن صاحب
الرسالة لا يستسلم للمعوقات والصعوبات مهما كان الأمر فكيف إذا كان ذلكم الشخص صاحب
الرسالة هو محمد (صلى الله عليه وسلم).
سادسا : بيعات العقبة،قيل بيعتان وقيل ثلاث بيعات عقبيات،استوثق فيها النبي (صلى
الله عليه وسلم) من الأوس والخزرج اهل المدينة على أن يحموه ويمنعوه من أي اعتداء،
كما يمنعون ابناءهم ونساءهم وألا يسلموه الى أحدا بدا،وعندما علم النبي صدقهم شجعه
ذلك على الهجرة.
هكذا وبعد تلك الأسباب كانت الهجرة الكبرى الا وهي الهجرة النبوية على صاحبها (افضل
الصلاة والسلام) من مكة المكرمة الى المدينة المنورة،حيث تكونت دولة الإسلام وتكون
مجتمع الاسلام وتكونت أمة الإسلام،ونزلت التشريعات الربانية التي نظمت علاقة الناس
بخالقهم وعلاقات الناس بعضهم مع البعض إسلاميا وإنسانيا،واستقر النبي (صلى الله
عليه وسلم) بالمدينة وطاب له بها المقام وقرّبها عينا،كما قرّ عينا بالإياب
المسافر.
كلمة الوزارة
كما ألقى الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان السابعي المدير العام للوعظ والإرشاد بوزارة
الأوقاف والشؤون الدينية كلمة الوزارة قال فيها : (لا هجرة بعد الفتح) ، هو المبدأ
الذي أعلنه صاحب الهجرة نفسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لتبدأ مرحلة جديدة من بناء
الأوطان واستقرار الشعوب ، بعد بناء الأبدان واستقرار النفوس.
إن بناء النفوس مرحلة جوهرية في الوصول إلى مرتبة الاطمئنان الآمنة التي يحمل ديننا
الكريم النفوس عليها حملا ، لأن أمان النفوس أمان للأوطان.
متلازمة الانشطار الناتجة عن اضطراب النفس تنعكس تلقائيا على حالة الأمان
والاطمئنان فيما بين النفوس والمجتمعات.
إن الوطن الآمن يعني النفوس المطمئنة والأرواح الهادئة ، فإذا لم يحصل هذا التناغم
فيما بين نسيج الوطن الواحد فإن الحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل النفوس وفق القيم
الروحية التي تؤلف بين أجزاء النفس ، وكذلك بين أنسجة المجتمع.
الهجرة سمو للأرواح قبل أن تنتقل الأبدان.
هاجرت النفوس الزكية قديما لتصل إلى الوفاق بين الروح والجسد.
وأضاف السابعي قائلاً : وها نحن نجدد الذكرى وفق التوجيه القرآني للرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم في قوله تعالى : (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو
يخرجوك) حيث يقول المفسرون إن المعنى واذكر إذ يمكر بك الذين كفروا إلخ الآية.
ونحن هنا نذكر لطف الله سبحانه برسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما مكر به الذين
كفروا، في جو خانق من الدهاء، ولكن إرادة غالبة وأمره ماض ورحمته تحف رسوله، ليكون
سنة إلهية في الخلق : (وكذلك ننجي المؤمنين).
تحت هذه المعاني الجميلة من معاني القدر، تشرف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن
تحتفي بمناسبة هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة المهد إلى المدينة المستقر.
وذكر مدير عام الوعظ والإرشاد الحضور قائلاً : لقد اعتادت الوزارة ـ ضمن برامجها
ومناشطها في خدمة الإسلام وأهله والوطن وأهله ـ أن تحيي ذكرى هذه المناسبة بمثل هذه
اللقاء المبارك، تيمنا بذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستلهاما للمعاني
والقيم والمبادئ الإسلامية النبيلة مما تمثله وتحمله هذه الحادثة، سائلا الله جلت
قدرته أن تكون هذه المناسبة حياة لقلوبنا، وصلاحا لأرواحنا، وزكاة لنفوسنا، لا سيما
ونحن نعيش ابتهاج وطننا الحبيب بمناسبة العيد الوطني المجيد.
وبعدها ألقى الشاعر سالم بن سعيد البوسعيدي قصيدة شعرية ،كما تضمن الحفل أيضاً
فقرات إنشادية مباشرة للمنشد ناصر الحجري وعرضاً تلفزيونياً يعرض المناسبة ومعانيها
السامية بطريقة الإنشاد الديني وهو من إعداد الشاعر أشرف العاصمي وأداء المنشد أنور
العاصمي.
حضر الحفل عدد من اصحاب السعادة والسلك الدبلوماسي وطلبة العلم.
أما الحفل الآخر الذي تقيمه الوزارة في مركز جراند مول يوم الخميس القادم بعد صلاة
المغرب فسيتضمن عدة فقرات من ضمنها مسابقات للأطفال وأناشيد دينية وهدايا تذكارية
عن المناسبة عبارة عن قمصان تحمل عبارة "رسولي قدوتي بأخلاق القرآن".
ويأتي قيام مثل هذه الإحتفالات على الدور الذي تبذله الوزارة في هذا الشأن
ذات صلـة
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قرار وزاري رقم 955/ 2010 بإصدار لائحة الجوامع
والمساجد
قرار
وزاري رقم 225/2003 بإعادة تشكيل لجنة
الأوقاف
وبيت المال
قرار
وزاري رقم 23/2001 بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون
الأوقاف