الاربعاء 19 رجب 1434هـ 29
من مايو 2013م العدد(10886)السنة الـ42
جريدة الوطن
نافذة على الثقافة المرورية.
يقول صورني في الخضراء
؟!.
أتصل بي صديق لي وقال: جهاز رصد إشارات المرور الضوئية، قد صورني في الإشارة
الخضراء، فماذا يعني ذلك ؟ فكان جوابي له: إن معلوماتي لا تتجاوز معلوماتك يا
صديقي، ولكن ربما يريدون إشعارنا بتفعيل تلك الأجهزة الحديثة، وقد تكرر هذا التصوير
مع أشخاص آخرين، وأصبح ذلك الأمر حديث الناس هذه الأيام، والكل لا يعلم تفسيراً
لهذه المفاجأة الجديدة، ومما زاد في البلبلة، إن متحدثا عن الشرطة أدلى بتصريح حول
هذا الجديد – والحقيقة لم أسمعه – ولا أعرف في أية وسيلة هو تحدث، وإنما نقل عنه
القول: إن هذه الأجهزة تبدأ بالتصوير عند الإشارة الصفراء !! وكذلك عندما تتجاوز
السرعة 40 أو 60 كم بالساعة، ذلك حسب الروايات المتناقلة، وحتى هذه المعلومة كان من
المفترض تداولها بشفافية مع الناس، قبل فترة معقولة تسبق التطبيق، وإذا كانت الجهات
المسؤولة عن المرور، قد فعلت ذلك وتحدثت عنه، فأن هذا الفعل ظل ناقصاً .. ومعظم
الناس ليس لديهم علم به.
لقد ألِف السائقون أجهزة رصد السرعة التي بثت على الطرقات، وفهموا كيف تعمل، وخاصة
القديمة منها، أما الجديدة التي لا يُعرف لها قبلة، فهي غامضة مثل غموض استدارتها،
فهل يا ترى سيدخلنا نظام المرور في دائرة ( حزر فزر) وهو الذي يرفع شعار التوعية
بالدرجة الأولى ؟! وهل هذه المتاهات يقصد منها تمرين السائقين على مفاجآت الطريق ؟!
وبذلك يدفعهم على تنشيط ثقافة التوقع لما هو غير متوقع، وإذا كان ما نقل عن متحدث
الشرطة، إن هذه الأجهزة تبدأ بالتصوير عند الإشارة الصفراء، أليس في ذلك إجحافاً في
حق السائقين ؟ الذين دأبوا على التعامل مع الإشارة الصفراء .. على أنها مرحلة
استعداد، إما للوقوف، وإما للحركة، أي أنها تمثل مرحلة تمهيدية للمتغير التالي.
إن الذي أخشاه أن نفاجأ يوما ما، بالرجل الآلي يجول في شوارعنا، بعدما زاد الاعتماد
على الأجهزة الآلية في معالجة مشاكل المرور، وبالطبع في ذلك رفعاً للحرج عن الإنسان
من الاحتكاك بالناس، وخاصة بعد الانشغال (بالواتس أب) فالرجل الآلي لا ينشغل إلا
بما يوكل إليه، فعندئذ سيكون هناك كماً هائلاً من المخالفات، وقد تأتي هذه
المخالفات بريع وفير في نهاية العام، يضارع إنتاج بئر من نفط ، وذلك رغم تأخر الدفع
لارتباطه بتأريخ انتهاء تسجيل المركبة، ومن يعجز عن الدفع مخير بين الإمتناع عن
تملك المركبات، والصبر على هذه الضريبة وليست العقوبة الرادعة بالطبع، مع عدم إغفال
دفع كل الأرقام المترتبة عليه سابقا، وإن هذا الغموض سيظل مرافقاً للغموض في
السياسة المرورية السائدة، المتسمة بعدم وضوح الأهداف العامة لها، والمرجو منها
تخفيض عدد الوفيات، والإصابات في الأرواح والضرر في الأموال.
اعلم أخي السائق:
{إن القيادة .. فن .. وذوق .. وأخلاق} وما لم نتقيد بهذه القاعدة ستظل الخسائر في
الأرواح ترتفع، فأنظر إلى نتيجة العام قبل الماضي فقد كان عدد الوفيات (1056) شخصا،
والإصابات (11437) شخصا، أما العام الماضي فقد بلغ عدد المتوفين (1139) شخصا،
والإصابات (11618) شخصاً، وبذلك تكون بلدنا من بين البلدان الأخطر في العالم،
مقارنة بعدد السكان، فلنعمل متضامنين على وقف هذا النزيف .. لأنه بأيدينا نحن
البشر، فالسيارة لا عقل لها.
حمد بن سالم العلوي
خبير في السلامة المرورية وتخطيط الحوادث. مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمات التدريب
والسلامة المرورية.
Safeway.om@gmail.com
القانون
وفقًا لآخر تعديل - مرسوم سلطاني رقم 28/93 بإصدار قانون المرور
القرار وفقاً لآخر تعديل -
قرار رقم 23/ 98 بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون المرور